توفي أمس السبت الشيخ محسن بن محمد بن فريد العولقي، الأمين العام لحزب رابطة الجنوب العربي الحر، بالعاصمة المصرية القاهرة إثر مرض عضال ألمَّ به.

وجاء في بيان النعي لحزب الرابطة "ببالغ الأسى والحزن والألم ينعي حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) وفاة المناضل الوطني ‏الكبير، الأمين العام للحزب، محسن بن فريد العولقي، مساء يوم السبت 25/10/1445هـ .. الموافق 4/5/2024م في ‏القاهرة".

وأضاف البيان إن العولقي هو "أحد قادة الوطن ورموزه الأوفياء الصادقين، ومن دهاة السياسة والنضال الجنوبي، ولا زالت ‏ساحات الحراك والنضال تتذكره كمناضل فذ وصاحب فكر وموقف، ومن صفاته الصدق والتواضع والكرم ‏وصاحب منطق في طرحه، وكان مثالًا للمناضل المدافع عن الوطن والشعب".

وقال "فقيد الوطن وحزب الرابطة أحد أعلام السياسة والنضال الوطني الكبار يغادرنا إلى الرفيق الأعلى ‏بعد معاناة مع المرض وبعد مسيرة حياة نضالية وسياسية مشرفة قدّم خلالها أروع مأثر النبل والإقدام؛ ‏وكان مثالًا للنزاهة والتضحية وتجلّت للجميع مواقفه السياسية وقناعاته الوطنية والتزاماته العربية ‏الأخلاقية والإنسانية..‏ رمز وعلم من أعلام الوطن والنضال الوطني يغادرنا للقاء ربه تاركًا خلفه تاريخًا حافلًا بالمواقف ‏وعلى كافة المستويات...‏ غادرنا الهامة الوطنية فارس السياسة المثقف وصاحب الأخلاق الفاضلة وبشهادة الجميع".

واختتم بيان الرابطة بالقول "بهذا المصاب الجلل نعزي رفيق دربه المجاهد الكبير السيد عبدالرحمن الجفري، كما نعزي ‏أولاده بسام وصفوان وكافة أفراد أسرته من آل فريد بن ناصر، والعزاء لكافة قيادات وقواعد حزب ‏الرابطة، ونعزي "المصباح" الجبل الذي أحبه وكور العوالق ومسقط رأسه الصعيد وشبوة والجنوب ‏العربي قاطبة وكل جماهير شعبنا في الداخل والخارج".

وكان الفقيد من أبرز الشخصيات الوطنية الجنوبية، أمضى كل عمره وفيًّا للمبادئ التي اعتنقها يافعًا في حبِّ وطنه وشعبه مستنيرًا بفكر حزب رابطة الجنوب العربي.

أكمل الفقيد دراسته الابتدائية بمدينة الصعيد ثم انتقل إلى مدينة زنجبار لدراسة المرحلة المتوسطة.

وفي سبتمبر 1959م غادر إلى الكويت ضمن بعثة دراسية، وحصل على الشهادة المتوسطة وغادر بعد ذلك إلى القاهرة بجمهورية مصر العربية حيث التحق بالثانوية وحصل على الثانوية عام 1965م. كما حصل على البكالوريوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1969م وفي العام 1970م سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي الدراسات العليا POST GRADUATE STUDIES حيث حصل على الماجستير في العلوم السياسية في صيف 1973م.  وخلال الفترة من 1974م حتى عام 1981م عمل الشيخ محسن في مكتب الاتصالات الخارجية بجدة (التابع للديوان الملكي) رئيسًا لقسم الترجمة.

غادر الشيخ محسن بن محمد إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م للحصول على درجة الدكتوراه بمدينة لورنس والتحق بجامعة كانساس في ولاية كانساس، وأمضى فيها عامين للإعداد لأطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية، إلا أنه اضطر إلى قطع دراسته في صيف 1983م من أجل "رفد وتنشيط العمل الحزبي في حزب الرابطة.

وكان الفقيد في مقدمة المظاهرات التي اجتاحت مدينة الصعيد عند إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958م، وانخرط في العمل الوطني والحزبي بشكل مكثف أثناء الدراسة في الكويت والقاهرة، وتدرج في التسلسل الهرمي لتنظيم الرابطة في القاهرة خلال الدراسة الجامعية، وفي عام 1984م، وتم اختياره عضوًا في الهيئة المركزية (وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب).

في نوفمبر 1986م تم اختياره أمينًا عامًّا للحزب وفي فبراير 1992م جدد المؤتمر العام الثامن ثقته بالشيخ بانتخابه أمينًا عامًا للحزب لفترة ثانية. وفي حرب صيف 1994م تم تعيين الشيخ محسن نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للتخطيط في حكومة اليمن الديمقراطية، وعين بعدها عضوًا في اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية المعارضة (موج) ورئيسًا لمكتب الإعلام فيها.