الفقدان العظيم

> كتب/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن علي الجفري:

>
> لم يدر في خلدي أنني سأنعيه قريبًا، ليس اعتراضًا على أمر الله 'استغفر الله' فالموت حق ولا مفر منه لكل الخلق و((كل نفس ذائقة الموت)) لاشك ولاريب، ولكن يمكن لغلاوته في النفس ولمحبته في القلب..

حتى وهو في فراشه يصارع المرض لمدة ليست بالقليلة كنت راجيًّا أنه عائد إلينا ويستفيق من مصابه كما عهدناه شامخًا منتصبًا باسمًا كعادته ببساطة، ولكن ممتزجة بوقار وحكمة رأي وصلابة موقف ومرونة أفق ورجاحة عقل. 

يمكن هي حاجتنا إليه، وحاجة الوطن، جعلتنا نتشبث به وببقائه لا نريد مغادرته عنا في الوقت الذي نحتاجه فيه، كيف لا وقد ندر؛ بل لعله استحال وجود أمثاله فكرًا ووطنية وخبرة نضالية قيمة امتزجت بإنسانية وصدق ووفاء ومحبة الخير للجميع، هذه ضمن صفات كثيرة تميز بها الفقيد والأب العزيز محسن محمد بن أبوبكر بن فريد رحمة ربي تغشاه ومغفرته تتولاه ويجعل الجنة سكناه ومثواه..

الفقيد الشيخ محسن محمد بن أبوبكر بن فريد
الفقيد الشيخ محسن محمد بن أبوبكر بن فريد

 لقد وقع خبر وفاته شديدًا.. ووجعه أليمًا علينا نحن الذين ترعرعنا منذ نعومة أظافرنا أمام ناظريه واستلهمنا منه الكثير من ثقافة الأخلاق الحميدة والصدق والوطنية والنضال ومنه تعلمنا وبه اقتدينا..  
لقد كان قريبًا جدًّا منَّا وكنًّا منه إليه أقرب، لقد كان لنا المعلم الحكيم، والمناضل الوطني الصلب، أبًا وصديقًا وأخًا ومعلمًا في آن واحد..

 وبفقدانه اليوم لا نملك إلا أن نجدد التضرع والابتهال إلى الله عزَّ وجلَّ بأن يمنَّ عليه بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ويعلي فيها درجاته ويجعل حبيبه عليه الصلاة والسلام له شفيعًا وصاحبًا له في مستقر رحمته جل وعلا، ورفيقًا وأن يربط على قلوبنا وقلوب كل أبناء الوطن الجنوبي بالصبر..

 عزائنا منا إلينا، ومنا إلى أولاده إخواني ورفاق العمر بسام وصفوان ووالدتهم وأخواتهم وإلى رفيق دربه وصديق عمره وخليله الذي كانت الفاجعة عليه عظيمة سيدي الوالد عبدالرحمن علي الجفري وكل أهله وأصدقائه، بل وكل من عرفه وسايره وتعامل معه لأنه لابد أن يكون قد أحبه فهو بأخلاقه وصفاء قلبه وصدقه وتفانيه يستحيل ألا يحبه ويتعلق به إنسان عرفه.
محبه الأسيف/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن علي الجفري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى