"الأيام" تتابع تأثير إعلان ماسك عن توفير الإنترنت الفضائي لليمن

> علاء أحمد بدر:

> اليمن أول دولة شرق أوسطية تظهر على خريطة "ستارلينك"
مخاوف وآمال بشأن خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن
دول بينها دولة عربية خارج خدمات "ستارلينك"
> علاء أحمد بدر

> أصبحت اليمن أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تحصل على خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، التي يملكها الملياردير الأميركي "إيلون ماسك"، أغنى رجل في العالم. وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود توفير الإنترنت عالي السرعة في المناطق النائية، التي تواجه تحديات في البنية التحتية التقليدية للاتصالات. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا في العاصمة اليمنية عدن، حيث عبّر المسؤولون الحكوميون عن سعادتهم بهذا التطور.

في تصريح رسمي عبر حسابه الشخصي على منصة (أكس)، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرمي:

"تفعيل الإنترنت الفضائي 'ستارلينك' يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز التنمية والتواصل في بلادنا. هذه الخدمة توفر وسيلة أكثر أمانًا وفاعلية للتواصل مع العالم الخارجي، وتُعد جزءًا من رؤية أوسع لبناء مستقبل مشرق لليمن، حيث يتكاتف الجميع لبناء وطن متصل ومزدهر. ونعبر عن شكرنا العميق للجهود المبذولة من كافة الأطراف المعنية التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع الحيوي، ونتطلع إلى دعم مستمر لهذه التحولات الإيجابية التي ستنعكس بشكل مباشر على رفاهية شعبنا".

هذا الإعلان من قبل "ستارلينك" جاء عبر حسابها الرسمي على منصة (X)، حيث أكدت الشركة تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن. وقد أعاد "إيلون ماسك" نفسه نشر الإعلان على حسابه الشخصي، مما زاد من التفاعل والإثارة حول هذا التطور المهم.

وبالتزامن مع ذلك، أصدرت المؤسسة اليمنية للاتصالات السلكية واللاسلكية، ومقرها في عدن، بيانًا رسميًا أكدت فيه دخول الخدمة حيز التنفيذ في الجمهورية اليمنية، مشيرة إلى أن تفعيل "ستارلينك" سيتم في مختلف المناطق، سواء في الشمال أو الجنوب.

من جهة أخرى، قامت مؤسسة اتصالات العاصمة عدن بنشر رسالة تشجيعية عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، تروّج فيها لشعار جديد:

"مستقبل الإنترنت في اليمن بين يديك.. استعد لتجربة إنترنت لا مثيل لها".

وبالنظر إلى خريطة تغطية "ستارلينك" المنشورة على موقع الشركة في منصة (X)، يظهر اللون الأزرق الفاتح على كامل الأراضي اليمنية، وهو مؤشر واضح على أن خدمة الإنترنت الفضائي تغطي جميع مناطق اليمن. هذه التغطية الشاملة تعد سابقة في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعل اليمن أول دولة عربية في قارة آسيا وأول دولة في الشرق الأوسط تستفيد من هذه الخدمة المبتكرة.

وبحسب بحث أجرته صحيفة "الأيام" في الخرائط العالمية التي توضح مناطق تغطية الإنترنت الفضائي، تبيّن أن اليمن قد تم تصنيفها في الفئة الأولى من حيث التغطية، إذ يظهر اللون الأزرق الفاتح الذي يدل على التغطية الكاملة المتاحة. تُصنّف "ستارلينك" خدماتها ضمن ثلاث مستويات عالمية للتغطية الفضائية، وهي: متاح (Available): ويرمز إليه باللون الأزرق الفاتح، ويشير إلى توفر الخدمة بشكل كامل في هذه المنطقة. قائمة انتظار (Waitlist): ويرمز إليه باللون الأزرق المتوسط، ويعني أن الخدمة ستتوفر قريبًا بعد استكمال الإجراءات الفنية. قريبًا (Coming Soon): ويرمز إليه باللون الأزرق الداكن، ويشير إلى أن الخدمة ستصبح متاحة قريبًا جدًا في تلك المنطقة.

هذا التطور يعتبر خطوة هامة في تعزيز قدرات اليمن على الاتصال بالعالم الخارجي، ويشكل فرصة كبيرة لتطوير قطاع التكنولوجيا والاتصالات في البلاد، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتسهيل الوصول إلى المعرفة والخدمات الإلكترونية.

بينما هناك دول كانت خارج القائمة الرسمية بشكل كامل من بينها دولة عربية حيث ظهروا باللون البني الداكن وهي: روسيا، الصين، كوريا الشمالية، بيلا روسيا، إيران، سوريا.

وأجرت "الأيام" مسحًا على خارطة مناطق التغطية العالمية للإنترنت الفضائي ستار لينك لتجد أن الخدمة متاحة في: قارة أمريكا الشمالية كاملةً (كندا والولايات المتحدة الأميركية). قارة أوروبا الغربية والشرقية ما عدا الدول التالية: الـ "بوسنة والهرسك" و"صربيا" و "بريشتينا" و "مونتينيغرو" أو ما تعرف بالجبل الأسود. وقارة "استراليا" كاملةً. وعدد من دول شرق آسيا كـ "إندونيسيا" و "ماليزيا" والـ "فلبين".

أما في قارة أفريقيا فكانت مساحة التغطية للدول المتاحة فيها الخدمة كالتالي:

أولًا دول شرق أفريقيا: جنوب السودان، رواندا، كينيا، مالاوي، موزمبيق، ثانياً دول غرب أفريقيا: نيجيريا، بينين، غانا، سيراليون. ثالثاً دول جنوب قارة أفريقيا:"زامبيا"."بوتسوانا"."إيسواتيني". ولكن في قارة أميركا الجنوبية احتجبت خدمة ستار لينك عن الدول التالية:"فنزويلا"."بوليفيا". "غويانا"."سورينام".


أما في أميركا الوسطى، فلم تتوفر خدمة الإنترنت الفضائي في الدول التالية وهي:"نيكاراغوا"."بيليز".بالإضافة إلى "كوبا" في البحر الـ "كاريبي".

من جهةٍ أخرى أطلقت المؤسسة العامة للاتصالات التابعة للحكومة في العاصمة عدن يوم الأحد 1 سبتمبر الجاري، المرحلة التجريبية الرسمية من خدمة الإنترنت الفضائي ستار لينك.

ووفقًا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" (أعلن المدير العام التنفيذي للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، في العاصمة المؤقتة عدن، المهندس وائل طرموم، اليوم، بدء إطلاق المرحلة التجريبية الرسمية من خدمة ستارلينك (الإنترنت الفضائي) في المحافظات المحررة، لتقييم الخدمة من قِبل فريق فني مشترك من المؤسسة وشركة ستارلينك لضمان جودة خدمة الانترنت الفضائي عالي السرعة.

وأضافت وكالة سبأ أن المهندس طرموم قال في تصريح لها "إن هذه الخطوة تأتي بإشراف القائم بأعمال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور واعد باذيب، وذلك بعد قيام مؤسسة الاتصالات وشركة ستارلينك باستكمال كافة الإجراءات القانونية، واستيفاء الاشتراطات الفنية، وإتمام الإجراءات التعاقدية التجارية، والتوقيع على اتفاقية ترخيص الخدمة في مطلع شهر يناير الماضي، لتصبح مؤسسة الاتصالات وكيلا معتمدا لشركة ستارلينك بالأراضي اليمنية".

وتابع خبر الوكالة أنه سيتم خلال المرحلة القادمة العمل على تصحيح وضع الأجهزة التي تعمل بالنظام الدولي حاليًا، وأن الخدمة أصبحت متاحة للجميع، وسيتم تقييم مدى تحسن خدمة الاستقبال بكفاءة عالية، مشيرًا إلى أن بلادنا ستصبح في مدار التغطية الرسمية لخدمة الانترنت الفضائي، ابتداءًا من شهر أكتوبر القادم، حيث سيلاحظ الجميع أن الموقع الجغرافي لليمن بات ظاهرًا في خريطة التغطية بالموقع الإلكتروني الخاص بشركة ستارلينك، باللون الفاتح بعدما كان في السابق يظهر باللون القاتم.

وأشارت وكالة سبأ الرسمية في خبرها بأن المهندس طرموم، أكد تقديم خدمات مختلفة عبر نقاط بيع معتمدة تتبع المؤسسة أصبحت جاهزة للعمل في أغلب المحافظات المحررة، وأنه سيتم زيادة أعدادها في حال وجود حاجة لذلك، كما سيتم إطلاق مبيعات الأجهزة بأحدث المواصفات وبأسعار مناسبة للجميع، مبينًا أنه ستكون هناك عدد أربع باقات بسرعات مختلفة رئيسة تتيح للمستخدم اختيار ما يناسبه وبأسعار مناسبة.

وكان أهم ما ورد في خبر وكالة سبأ هو التنبيه الوارد عن المؤسسة بأنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد المحلات ومروجي طلبات الخدمة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حذر طرموم المخالفين من مصادرة الأجهزة التي بحوزتهم، منبهاً المواطنين من الوقوع في المخالفات لكي لا يتعرضوا لأي غرامات.. انتهى خبر الوكالة.

وفي العاشر من سبتمبر الجاري نشرت مؤسسة اتصالات العاصمة عدن تنويهًا جاء فيه:

(تلفت المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية عناية الجمهور الكريم التوضيح بأنه لم يتم الإعلان رسميًا عن أسعار الأجهزة والباقات حتى الآن الخاصة بخدمة ستارلينك، ونؤكد أن الإعلان الرسمي سيصدر قريبًا عبر منصاتنا الرسمية فقط، حيث نلفت عنايتكم إلى أن ما يتم تداوله من معلومات وأسعار عبر بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي غير صحيحة على الإطلاق).

إلى ذلك تساءل كثيرون عبر "الأيام" من المخاطر الـ "سيبرانية" التي قد يتلقفها المخترقون "الهاكرز" عبر الاتصالات التي تحدث من خلال الأقمار الاصطناعية، ومدى إمكانية حدوث محاولات اختراق عند وجود ضعف في الأمن السيبراني، وهو ما قد يستغله قراصنة الشبكة العنكبوتية المحترفين.

كما أبدى عدد ممن تحدثوا لـ "الأيام" مخاوفهم من عملية (مراقبة الخصوصية) خصوصًا وأن ستار لينك يعتمد على بنية تحتية واسعة النطاق للاتصال، فكيف ستتم حماية بيانات المستخدمين وما هو مدى التزام الشركة بمعايير الخصوصية؟

ولعل أحد الجوانب التي يمكن أن تثار حولها التساؤلات هي الحالات المتقلبة للأجواء وتأثيرها على جودة الإرسال والاستقبال لشركة ستار لينك، حيث وأنه من غير الواضح بعد العلاقة طريقة الحصول على الخدمات الجوية للإنترنت الفضائي أثناء للطقس السيء مثل العواصف الثلجية أو الأمطار الغزيرة أو الرياح العاتية والتي قد تؤثر سلبًا على جودة الاتصال بالإنترنت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى