الجوالات بالمدارس والجرائم المعلوماتية
انتشرت الجوالات بشكل لافت للنظر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وبلادنا أخذت نصيبها أيضًا، حيث انتشرت تلك الجوالات الذكية بين الكبار والصغار وبعض أولياء الأمور يحرصون على اقتناء أبنائهم وبناتهم الجوالات الذكية وهم في سن المراهقة والبعض لا يعلم أن أبناءهم وبناتهم يملكون جوالات وهذه مصيبة كبيرة! وبعض الآباء لا يحبذون إعطاء أبنائهم وبناتهم جوالات كون هذا يعد خطرًا عليهم وسيكون له أثر سلبي على حياتهم وعلى تحصيلهم العلمي ولكن ما نشاهده اليوم من انتشار واسع للجوالات بين الطلاب والطالبات داخل مدارسهم والتباهي بها أمام زملائهم داخل الصفوف والتفرج على أشياء لا تليق بالصرح التعليمي الذين هم فيه خاصة في وجود النت داخل تلك الجوالات.
وعلى إدارات المدارس أن تقوم بمراقبة الطلاب بالمدارس في هذا الشأن وتنذر الطلاب عند تكرار استخدام الجوال داخل الصفوف وحرم المدرسة ويتم أخذ الجوال من الطلاب وإعطائه إدارة المدرسة ومتابعتها والإدارة قد تنذره بعد التكرار أو يتم استدعاء ولي الأمر؛ لأن هذه الجوالات أحدثت إرباكًا على مستوى التحصيل التعليمي ويجب أن يكون هناك تعاون من قِبل الأسرة من أجل الحد من انتشار مثل هذه المظاهر السيئة والتي تعمل على انتشار السلوكيات الخاطئة في مدارسنا وبين طلابنا وطالباتنا وقد حصلت بعض المشاكل في المدارس بسبب الجوالات الذكية من حيث تصوير الزملاء بصور في وضعية غير لائقة ونشرها في الجروبات ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى وهذه الأعمال الخاطئة أحدثت تنمرًا لكثير من الطلاب والطالبات.
أصبحت الجوالات والأجهزة الذكية من متطلبات الحياة اليومية كما أن هناك تفاخر كبير بين الطلاب والطالبات في اقتناء الجوالات باهظة الثمن وهذا سلوك خاطئ تقوم به الأسرة لأبنائهم الذين يدرسون في مرحلة الإعدادي والثانوي في سن الطيش.
نحن العرب لم نستغل تلك الجوالات وتقنيتها لخدمة العلم بل على العكس من ذلك تمامًا فإن أغلب من يمتلكون تلك الجوالات يتجولون في مواضيع خارج نطاق العلم والدراسة، البعض من الأسر يريد من ابنه أو بنته أن يواكب التطور العلمي ولكنهم يتركون الحبل على الغارب، وهذا سيوقع ابنهم أو بنتهم في كمين لا يحمد عقباه وعندها ما ينفع الندم.
نتمنى لطلابنا ومجتمعنا التعاون جميعًا للحد من استخدام الهواتف في غير مكانها الصحيح وعلينا الاستفادة لما فيه الخير للتحصيل العلمي ونعمل على أن يكون نافعًا لنا جميعًا، وفق الله الجميع للخير والسداد وحفظ الله مجتمعاتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب الدعاء.