للخصم حساباته
عندما تفوّت عوامل النصر في المعركة فإنك لا تستطيع بعد فوات الأوان ومضي الوقت استعادة تلك العوامل التي كانت بالأمس من مميزاتك.
من هنا بدأ الحوثيون يستخدمون قدراتهم النوعية في مهاجمة العمق الخليجي، وتمثل ذلك بسلسلة هجمات على المواقع النفطية السعودية تحديداً، ثم سلسلة هجمات على العمق الجنوبي، الأمر الذي شكل تهديداً جدياً ونوعياً في مجرى الصراع القائم.
هكذا تدرج الحوثيون في استخدام هذا النمط من الهجوم الذي يحمل في طيه رسائل ومؤشرات توحي بأشياء كثيرة تتعلق باستمرار الحرب.
لم يجد الحوثيون بداً من استخدام ورقة مهاجمة العمق بالنسبة للأشقاء وهو منحى كان بالإمكان معرفة تفاصيله من معطى مهاجمتهم للعمق الجنوبي، وما ظهرت من هجمات على الأشقاء في المملكة.
واقع ربما يخلق تحولًا في الاستراتيجيات بالنسبة للأشقاء في التحالف وقرارات واقعية باتجاه الحسم والقدرة على فعل ذلك، وهو خيار لا أظنه مرجحاً وفق معطيات سنوات مضت،
والحال الذي يجعل فرضية وقف الحرب بكل ما لازمتها من مآسٍ هي السبيل الأمثل والخيار الواقعي.
هذا ما يسعى إليه التحالف بعد مضي سنوات على الحرب بكل ما لازمتها من أخطاء وغياب الرؤية والقراءة الخاطئة إن جاز التعبير، وحالة اختراق نوعية أدت إلى ما هو عليه الحال، ما جعل الحوثيين يكتسبون مع الزمن القدرة على تجاوز الثغرات والأخطاء لديهم وتحسين أدائهم وخلق تدابير تمكنهم من تجاوز الحصار المفروض عليهم رغم أنه بدا بثغرات كبيرة منحتهم القدرة على الاستفادة القصوى منها.
أخيراً استخدم الحوثيون ورقة مهاجمة الإمارات في مواقع حساسة لدولة تعتمد في مداخيلها الكبيرة على عائدات نهوضها العارم على مساحة جغرافية صغيرة.
نعم هجماتهم على دبي أتت إثر ضربات ربما نوعية موجعة، وذلك ما تؤكده معطيات كثيرة إزاء ما واجهوا من خسائر، أو تهديدًا جديًا يطال قبضتهم على الوضع.
ووفق دبي، الحوثيون استخدموا طائرات درونز منظورة وهاجموا بأسلحة نوعية، وإزاء ما سلف لا يمكن أن تستثني الحوثيين الإدانات الدولية الواسعة من استغلال أي نقاط ضعف الطرف الآخر، وهذا ما سوف يعملون عليه لاحقاً طالما استمرت رحى الحرب.
والحال الذي يجعل فرضية وقف الحرب بكل ما لازمتها من مآسٍ هي السبيل الأمثل والخيار الواقعي.