معلومات تكشف لأول مرة عن يهود اليمن وبداية تواجدهم وأعدادهم

> تقرير/ منابع نيوز

> يمثل اليهود اليمنيون المتواجدون في اليمن في هذه الفترة أحد أقل الأقليات في العالم؛ حيث أصبح عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بعد الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد منذ مطلع العام 2011 حتى يومنا هذا 2019م، وبعد أن تعرضوا لموجات من التهديد المتزايد قامت دولة إسرائيل بتهريبهم سراً مع عدد من المخطوطات الأصلية للتوراة والتي كانوا يحتفظون بها.
يهود اليمن هم اليهود الذين ينحدرون من أصول يمنية، تضاربت الروايات حول قصة وجودهم، روايات الإخباريين تقول إن أسعد الكامل نشر اليهودية في اليمن باستقدامه رجال دين يهود من يثرب، ورواية تقول إنهم بقايا السبئيين الذين اعتنقوا اليهودية مع الملكة بلقيس، وهو مجرد تخمين لأن سبب وجود اليهود باليمن لا يزال غامضاً.

رواية اليهود اليمنيين أنفسهم تقول إن النبي إرميا أرسل 75.000 شخص من سبط لاوي إلى اليمن. يصنف الباحثون يهود اليمن ضمن طائفة المزراحيم، والبعض يجعلهم من السفارديم، ومنهم من اعتبر اليهود اليمنيين قسماً منفصلاً للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم.
تقلصت أعداد اليهود في اليمن كثيرًا بعد قيام دولة إسرائيل، وهاجر ما يقارب 52.000 يهودي في عملية بساط الريح، رغم الصعوبات والتهميش والمخاطر التي تحيط بهم في اليمن، فإن عدداً من اليهود الباقيين رفضوا الهجرة إلى إسرائيل مفضلين البقاء في اليمن.

بداية التواجد اليهودي في اليمن
تعد البداية التاريخية ليهود اليمن مبهمة وغامضة، وذلك لعدم وجود آثار توضح متى وصلوا إلى اليمن، أو وثائق تاريخية أو معلومات موثقة عن بداية الاستقرار اليهودي في اليمن.
ويؤمن يهود اليمن بأن بداية تواجدهم في اليمن ترجع إلى فترة حكم سليمان عليه السلام، ويؤكد بعض المؤرخين هذا استناداً إلى ما جاء في النصوص الدينية.

كما توجد رواية أخرى تقول إن نبوخذ نصر ملك بابل أرسل أسرى إلى جنوب الجزيرة العربية واليمن عقب تدمير الهيكل الأول عام 586 ق.م.
وعلى ما يبدو أن استيطانهم في هذا البلد كان مريحاً لهم لأنهم لم يعودوا إلى فلسطين مرة أخرى بعد عودة اليهود وإقامة الهيكل. ويقول بعض المؤرخين إن اليهود وصلوا إلى اليمن بعد تدمير الهيكل الثاني ومدينة القدس عام 70م. وربما كل هذه الروايات عن بداية استقرار اليهود جاءت لتعطي عمقاً تاريخياً ليهود اليمن.

والتخمين الذي يمكن تقبله هو أن بداية تواجد اليهود في اليمن ترجع إلى فترة تأسيس قرى تجارية على الطريق من دمشق حتى ساحل المحيط الهندي وباقي دول جنوب شرق آسيا في واحات الصحراء التي على هذا الطريق، وهكذا انتشرت القرى التجارية وخرج التجار اليهود من فلسطين ووصلوا إلى اليمن التي مر بها هذا الطريق التجاري الدولي.
ويمكننا بوجه عام أن نميز بين طبقتين من المهاجرين اليهود إلى اليمن:
أولاهما؛ تمثل اليهود الذين وصلوا برغبتهم وراء تجارتهم، والثانية؛ يمثلها المنفيون الذين تركوا فلسطين نتيجة تدمير الهيكل.
والثابت أن الطائفة اليهودية في اليمن من أقدم الطوائف اليهودية في العالم، وعلى أية حال فقد وجد اليهود في اليمن الملجأ الآمن، إذ كان اليمن آنذاك ينعم بحرية فكرية تمكنت اليهودية في ظلها من نشر دعوتها التي انتشرت بين ملوك حمير.

وبعد نشرها ظلت اليهودية والمسيحية في حالة صراع وحروب، وتأرجح وضع اليهود في اليمن بين القوة والضعف حتى ظهور الإسلام وانتشاره هناك.

وضع اليهود بعد ظهور الإسلام
في عام 628م دخل المسلمون اليمن بدون حروب، وتؤكد المصادر أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم أمر جنوده ألّا يفرضوا الإسلام على اليهود أو المسيحيين وأوصى بهم خيراً.
وأوصى بدعوتهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن قبلوه فعليهم الالتزام بأوامره ونواهيه، وإن بقوا على دينهم فالإسلام يكفل لهم الحياة الحرة الكريمة فى كنف دولته بشرط أداء الجزية (مبلغ من المال يدفع مقابل عدم المشاركة في الحروب)، ورغم أن الإسلام لم يفرض على اليهود فإنهم دخلوا فيه بأعداد كبيرة.

ومن الجدير بالذكر أن وضع اليهود قبل دخول الإسلام اليمن كان متدهوراً منذ غزو الأحباش المسيحيين حمير واضطهادهم لليهود، فجاء الإسلام وحسن من وضعهم وتنفسوا في ظله نسيم الحرية.


مركز اليهود إبان الحكم العباسي
ظهرت أهمية المركز اليهودي في بغداد، وتوطدت علاقات يهود اليمن بيهود العراق، وفي نهاية الخلافة العباسية شهد اليمن -مثل كل الأقاليم- حركات انفصالية نتيجة الضعف الذي ظهر في جسم الدولة العباسية، فتكونت عدة أسر حكمت اليمن أولها الأسرة الزيدية (819-1018م).
وفى عهد هذه الأسرة تملك اليهود الضياع والآبار واشتغلوا بالأعمال التي تدر عليهم الربح الوفير، وكانت معاملة المسلمين لهم تنمو عن العدل والتسامح والكرم.

يهود اليمن في القرنين الـ 11 و12
في هذه الفترة ظهرت أهمية اليمن بسبب موقع مينائها الجنوبي عدن، والذي يربط حوض البحر المتوسط بالهند وبلاد الشرق الأقصى في طريق تجاري بحري مهم.
وترك اليهود العمل بالزراعة في هذه الفترة وتوجهوا إلى العمل بالتجارة الدولية بعد أن تحولت عدن إلى مركز تجاري دولي بسبب موقعها، فاغتنى اليهود وزادت ثرواتهم وكانوا يساهمون بالمال للمراكز الدينية التي في بغداد وفلسطين.

وأقبل يهود كثيرون من مختلف البلاد (مثل فارس ومصر وشمال أفريقيا) واستقروا في اليمن أثناء عملهم بالتجارة، وفي تلك الفترة ساد الهدوء والاطمئنان أحياء اليهود باليمن.

عهد الأيوبيين
بعد أن دخل الأيوبيون اليمن كانت هذه فرصة كبيرة لتوطيد العلاقات بين يهود اليمن وموسى بن ميمون الفيلسوف والمفكر اليهودي الذي كان طبيب صلاح الدين الأيوبي فتحسن وضعهم.
وقد ظلت العلاقات بين يهود اليمن وموسى بن ميمون قوية مدة 20 عاماً استفاد فيها يهود اليمن من آرائه الفكرية والدينية والفلسفية، وكان الحكم الأيوبي مريحاً ليهود اليمن وعصر انفتاح على الخارج.


عهد أسرة بني رسول
إثر انتهاء حكم الأيوبيين في اليمن حكمته أسرة بني رسول (1229 - 1454)، وفي عهد هذه الأسرة انغلق يهود اليمن على أنفسهم وانقطعت علاقاتهم مع يهود الخارج عدا يهود مصر المملوكية، وتتميز هذه الفترة بازدهار النتاج الديني والأدبي لهم.
وفي عهد العثمانيين والقاسميين، ظهر العثمانيون بعد ذلك كقوة سياسية كبيرة اجتاحت البلاد حتى وصلت إلى اليمن واستولت عليها، وأبدى اليهود للعثمانيين تعاوناً كبيراً ثم ثار أهل البلاد على العثمانيين فطردوهم من اليمن كلها عام 1635.

وتولت حكم اليمن بعد ذلك الأسرة القاسمية التي حكمت اليمن 250 عاماً تقريباً، ونتيجة تعاون اليهود مع الغزو العثماني ضد أهل البلاد فقد أصدر الإمام أحمد عام 1679 قراراً بنفيهم من صنعاء إلى المنطقة الساحلية “موزاع”، ولكن سمح لهم بالعودة بعد عام حينما تولى الإمام محمد الحكم وأظهر تعاطفاً كبيراً تجاه اليهود.
وحدثت في القرن التاسع عشر عدة تغيرات مهمة أثرت في اليمن واليهود بها، ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر ثارت القبائل على الإمام الحاكم، كما تعرضت البلاد لسلسلة من الكوارث الطبيعية، مما أثر سلبياً على سكان اليمن بمن فيهم اليهود.

وفي ظل الأوضاع المتدهورة والصراعات الداخلية تمكن الأتراك عام 1836 من احتلال شمال اليمن، وقد استقبلهم اليهود بفرحة بالغة وساعدوهم في الاستيلاء على البلاد.
وبعد دخول الأتراك سمحوا لليهود ببناء حي جديد، كما سمح لهم ببناء معابد جديدة في أحيائهم، وعاد الازدهار في كل المجالات. بعد انسحاب الأتراك عام 1918 تولى الحكم الإمام يحيى الذي منح اليهود مزايا كثيرة ولم يفرض عليهم ضرائب، وبحث بنفسه في كل شكوى قدمها أي مواطن يهودي، ورأى اليهود أنه حاكم عادل متعاطف معهم، وفي عام 1948 مات الإمام يحيى وتولى بعده ابنه الإمام أحمد الذي فتح باب الهجرة على مصراعيه أمام اليهود.

أوضاع اليهود في اليمن
كانت حياة اليهود في اليمن الاقتصادية مشابهة تماما لحياة باقي السكان العرب، فكان مستوى المعيشة لديهم مساوياً إن لم يكن أفضل، وأقام معظمهم في المدن.
وقد عمل يهود اليمن في معظم الحرف تقريباً، كما تخصصوا في الحرف اليدوية واحتكروا صناعات كثيرة يتطلب أغلبها مهارة فائقة ودقة كبيرة، أهمها الصياغة وصناعة الخزف وتبييض المنازل والزخرفة والتطريز وحياكة الملابس الدقيقة الصنع وصنع الأقمشة وعمل الصابون وصنع الأسلحة وإصلاحها وعمل السلال، وكان لصياغة الذهب والفضة مهارة فائقة في صنع الحلي الدقيق، واعتبر العمل في المعادن الثمينة من الأعمال المحترمة التي تدر أرباحاً وفيرة، واحتكر يهود اليمن تجارة الاستيراد والتصدير، فسيطروا بذلك على معظم مرافق البلاد الاقتصادية.

الوضع السياسي والديني
عاش يهود اليمن جنباً إلى جنب مع العرب في ظل وضعهم كأهل ذمة يدفعون الضرائب المقررة للدولة ويتمتعون بحماية أرواحهم وممتلكاتهم.
وتمتع اليهود في ظل هذا النظام بسائر حقوقهم، وقد استخدم إمام اليمن سلطته لحمايتهم. كما تمتع اليهود الذين أقاموا مع القبائل اليمنية بحماية رؤساء القبائل.

وحظي اليهود بالاستقلال الذاتي في إدارة شؤون الطائفة الداخلية وسمح لهم بانتخاب ممثلين اثنين لدى السلطة: الأول لإدارة الشؤون الإدارية العامة ويكون من ذوي الثروة والعلم، والثاني حاخام وقاض ومعلم وجامع الضريبة.
وليهود اليمن محاكم دينية أولية علاوة على محكمة صنعاء الدينية كمحكمة دينية عليا لكل يهود اليمن، أحكامها نافذة عليهم. ومارس اليهود طقوسهم الدينية في حرية تامة، وأقاموا لهم دور عبادة في كل أماكن تواجدهم، فقد كان في صنعاء عام 1930 فقط حوالي 39 معبداً يهودياً مقابل 48 مسجداً.

وتميز يهود اليمن بتمسكهم بتعاليم اليهودية وتقاليدها، وكان كل يهودي يمني تقريباً يعرف التوراة ويردد أقوالها، ويحرص على تعليمها لأولاده وتعليمهم الصلوات وتعاليم الديانة.
وقد أدى تمسك يهود اليمن بتعاليم اليهودية وتقاليدها وثوابت فكرها إلى حد جعلهم يحلمون بظهور المسيح المخلص الذي ينتظره اليهود ليعيدهم إلى فلسطين.

وهذا ما شجع ظهور المدعيين لدور المسيح المخلص في اليمن خلال القرون الطويلة، كما اتبعوا تعاليم المدعي شبتاي تسفي الذي ظهر في القرن السابع عشر، فقام المتحمسون منهم بمغادرة اليمن في رحلة خطرة للوصول إلى فلسطين.

الوضع الثقافي التعليمي
رغم التغيرات الكبيرة الواضحة التي طرأت على الحياة الثقافية والتعليمية لدى يهود الشرق، فإننا لا نلحظ هذه التغيرات لدى يهود اليمن، حيث ظلوا يتمسكون بالنظم التعليمية التقليدية.
فحينما يبلغ الطفل الصغير سن الخامسة من عمره يلحقه والده بالحيدر (وهو يشبه الكتاب في القرى العربية) وهناك يتعلم التوراة فقط، وتستمر الدراسة به من الصباح المبكر وحتى غروب الشمس، وكان معلم الحيدر يتبع أسلوباً غليظاً في تعليمه للأولاد.

وبالنسبة للتعليم الحديث لم تتح ليهود اليمن الفرصة لنيل أي قسط من التعليم الحديث رغم محاولات جمعية “كل إسرائيل أصدقاء” عام 1903 و1910، والتي فشلت في إنشاء مدرسة للتعليم الحديث.
واليهود أنفسهم لم يقبلوا على المدرسة التي افتتحتها السلطات التركية، فلم يهتموا بالتعليم الحديث، وربما يرجع هذا إلى الجو العام في اليمن، فهو كدولة تأخر بعض الشيء في الاهتمام بالتعليم الحديث عن بلدان عربية أخرى، وهذا أثر بدوره على اليهود فيه.


الوضع الاجتماعي
كان لليهود حرية الحركة والإقامة في أي مكان باليمن، فمنهم من عاش بالقرى وكانوا يبنون بيوتهم قريبة من جيرانهم المسلمين، ومعظمهم عاش في المدن، وكانوا يفضلون التجمع والعيش في أحياء خاصة بهم عرفت باسم “قاع اليهود”.
وملابس اليهود في القرى لا تختلف عن غيرهم ولا يميزهم سوى السوالف التي تنزل على جانبي الرأس وأحياناً الطاقية.

أما في المدن فكان اليهودي يرتدي قميصاً طويلاً ذا لون رمادي أو بني ويضع فوق رأسه طاقية سوداء أو حمراء، ويضع على كتفه حراماً أسود، وفي يوم السبت فقط يضع بدلاً منه حراماً أبيض ذا حافة سوداء.
وترتدي الفتاة ملابس ذات ألوان متعددة وعلى رأسها طاقية قمعية الشكل مشغولة بالخرز أو بأسلاك الفضة، وترتدي المرأة جلباباً ذا لون رمادي غامق.

وفيما يتعلق بعادات يهود اليمن وتقاليدهم الاجتماعية فهي لا تختلف عن عادات وتقاليد العرب، حيث انتشر بينهم الزواج المبكر وتعدد الزوجات، وعدم عمل المرأة خارج منزلها إلا في مساعدة زوجها في أعماله بالتجارة وصناعة الخزف.
وكانت المرأة تحظى بوضع مبجل ومحترم، كما كانت الأسرة اليهودية متماسكة ومترابطة وعلاقة الأبناء بالآباء تقوم على الاحترام والتبجيل.

ولم يبقَ من يهود اليمن إلا قلة قليلة وهم يعيشون حياة كريمة آمنة ورفضوا الهجرة وفضلوا البقاء في أرض أجدادهم ووطنهم الأصلي اليمن، ولا يعربون عن أي رغبة في الهجرة إلى إسرائيل.
ويهود اليمن مثلهم مثل كل يهود الدول العربية يعيشون في أمن وسلام وحرية مطلقة ولا يتعرضون لأي اضطهاد أو تعسف يحد من حرياتهم، فهم في اليمن يحصلون على كافة حقوقهم مثل جميع أبناء اليمن.

من الواضح أن الهجرات اليهودية الجماعية من اليمن أثرت تأثيراً كبيراً على اليهود داخل اليمن، فبعد أن كانوا طائفة كبيرة تقدر بعشرات الآلاف أصبحت أقلية صغيرة لا تتجاوز بضع مئات، وصاروا أقلية غير مؤثرة على الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية.
ويعيش اليهود حياة طبيعية بين المسلمين الذين يحرصون على معاملتهم معاملة طيبة وكريمة، وهم يندمجون في المجتمع اليمني ويعملون في شتى المجالات متمتعين بالعدل والمساواة كسائر المواطنين، إنهم يعتبرون أنفسهم يمنيين يدينون بالديانة اليهودية، وقد رفضوا الهجرة إلى إسرائيل، ومستقبلهم مرتبط بمستقبل اليمن وليس بمستقبل إسرائيل.

أما اليهود اليمنيون في إسرائيل فإن أعدادهم تتزايد على مر الأعوام مثل سائر اليهود الشرقيين، وقد بدؤوا يتزايدون ويساهمون في شتى المجالات المتنوعة، ولأنهم أقرب إلى العقلية العربية من اليهود الغربيين فيمكنهم -بالتعاون مع باقي يهود الشرق- أن يلعبوا دوراً مهماً في التقارب مع العرب داخل حدود إسرائيل.
ومن الممكن أن يؤثروا على تشكيل السياسة العامة في إسرائيل وتوجيهها لصالح يهود الشرق (بمن فيهم اليمنيين) ولصالح العرب في إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى