علوي النوبة وعن يمينه ثكلى جولد مور وعن شماله أياد بعيصي

> كتب/ نجيب محمد يابلي

>
بداية الثلث الأخير من يوليو 2019م كنت على موعدين الأول في جولد مور وفوق سيارة أجرة شباب يرحبون: مرحباً بكاتبنا.. ضمير عدن والجنوب، وشدت عبارة الترحيب بي بامرأة كانت جالسة إلى جانبي وسألتني: أنت كاتب؟ قلت: نعم، قالت: أسألك بالله وهذي أمانة برقبتك.. قلت تفضلي، فقالت: أني ساكنة هنُا في جولد مور، ضحيت بأربعة شهداء والجماعة الآن سفّروا بالحجاج وسقطوا اسمي، سفرّوا بأهلهم ومن يعز عليهم، أما أني ما أعز عليهم، أني ضحيت بأربعة شهداء والذين سفروهم لم يضحوا لا بشهيد ولا بجريح.. هذي عليك أنت يا كاتب.

فعلا المرأة المنكوبة نزلت في جولد مور، واصل أحد الشباب، وهو من المقاومة، حديثه معي وقال: "يا أستاذ كلنا من سكان جولد مور وفي الحرب عام 2015م عندما دخل الحوثي وتوغل إلى التواهي قررنا النزوح من جولد مور وهناك من بقى ومنهم هذه الأسرة التي ضحت بأربعة شهداء جراء قصف جوي على الحوثيين والضحايا من السكان ومن ضمنهم زوج هذه المرأة وأولادها الثلاثة"..

أنتقل من جولد مور إلى سيلة الشيخ عثمان حيث يسكن ابن عمي وزميلي (يوماً ما) في السلك المقدس، سلك التعليم أ. عبده علي بعيصي، التربوي والشاعر والشخصية الاجتماعية البارزة، ومعه ضحايا أيضاً من حرب 2015م، حرب أبناء عدن التي خاضوها بشرف ضد الغزاة الحوثيين وأنصارهم من الحرس الجمهوري والأمن المركزي على الغزاة في جبال شمال الشمال.. جبال مران وسنحان، وقدمت عدن العشرات والعشرات والعشرات من الشهداء والمصابين، وكان من بينهم أياد عبده علي بعيصي (ابن الوز عوام) مدرس، وأصيب بشظية استقرت في باطنه وعالجه الطبيب الأخصائي المقتدر والرفيع الأخلاق د. معافى، وكما أشار التقرير إلى أن المصاب بحاجة إلى عملية كبرى في الخارج.. وها نحن في العام الخامس وأياد في قائمة الانتظار، ويبدو أن الجماعة سينتظرون لحظة الاحتضار، أما حالة ابنته "حلا أياد" فالإصابة سطحية والحمد لله.

وكيل محافظة عدن لشؤون الشهداء والجرحى ولدنا علوي ناصر النوبة، ابن الأخ العزيز والصديق الصدوق ناصر علي النوبة أو اللواء النوبة، ونسأل ولدنا علوي: ما العمل مع الجريح أياد عبده بعيصي؟ الرجل يعاني آثار الشظية وفي مكان حساس من جسمه للعام الخامس على التوالي..
أسأل ولدنا النوبة أنني تحملت أمانة توصيل رسالتين من ثكلى جولد مور التي ضحت بأربعة شهداء، وكل ما تحلم به أن تحصل على مقعد في سيارة أو طائرة متوجهة إلى بيت الله الحرام، أما الأخ العزيز أ. عبده علي بعيصي، فقد تحطمت أعصابه وتفككت أوصاله وهو يرى فلذة كبده تعاني.

أرجو أن يخرج ولدنا علوي النوبة منتصراً ليضيف نصراً آخر إلى مهامه الإنسانية النبيلة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى