«الأيام» تزور ملعب الشهيد الحبيشي وتستطلع أسباب تأخير إنجاز أعمال إعادة تأهيله

> المقاول حوشب: إذا استلمنا مستحقاتنا من المالية سيكون الملعب جاهزاً خلال شهرين

> حاوره / ياسـر الأعسـم .. تصوير/ مختار محمد حسن
خلال الأعوام الماضية سمعنا عن مشاريع كثيرة لإعادة تأهيل ملعب الشهيد الحبيشي بدعم من جهات خارجية، ولكن المسئولين أكلوا (الزلط) وتركوا الملعب في حالة يرثى لها .. وفي عام 2017م وقعت الحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة عقداً مع (شركة حوشب للمقاولات) لإعادة تأهيله، ولكن مع الأسف تعثر المشروع ومر أكثر من عامين ونصف دون أن يتم الإنتهاء من أعمال ترميمه وتأهيله.

* صحيفة «الأيام» قامت بزيارة ميدانية لملعب الشهيد الحبيشي بكريتر، للإطلاع على سير أعمال مشروع تأهيله ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التأخير في إنجازه حسب ما نص عليه العقد المبرم، وكان في استقبالنا الأخ ياسر حوشب صاحب الشركة المنفذة الذي رافقنا في جولة تفقدية لمواقع أعمال التأهيل في الملعب والتي كان العمل فيها يجري على قدم وساق، وبعد وقوفنا على كثير من التفاصيل، أجرينا مع المقاول الحوار التالي :

المقاول حوشب: إذا استلمنا مستحقاتنا من المالية سيكون الملعب جاهزاً خلال شهرين
المقاول حوشب: إذا استلمنا مستحقاتنا من المالية سيكون الملعب جاهزاً خلال شهرين

* من الطبيعي أن يكون سؤالنا الأول : لماذا تأخر إنجاز مشروع تأهيل ملعب الحبيشي؟

ـ وأجاب المقاول : كشركة مقاولات نتمنى الإنتهاء من عملية تأهيل الملعب وتسليمه في أسرع وقت، فالتعثر ليس في مصلحتنا بل يزيد من تكاليفنا فعند توقيع العقد كان سعر صرف الدولار 380 ريالاً واليوم سعره 600 وفي فترات سابقة بلغ 700 ، ولكن ما باليد حيلة، فنحن في موقف محرج بسبب عدم استلامنا مستخلصاتنا المالية عن الأعمال المنفذة،علماً أننا انتظرنا فترة طويلة حتى تم إطلاق مستخلصاتنا السابقة، وهذه المشكلة تتكرر معنا، ومازلنا نعاني منها عند مطالبتنا بالمستحقات الجديدة، فهناك مستخلص جاهز ونحن في انتظار تعزيز وزارة المالية، لكن في كل مرة تكون الوعود كثيرة ولا يتم الوفاء بها، حيث (نتجرجر) وتطلع روحنا حتى يتم الافراج عن مستخلصاتنا، كما أن هناك أسباب أخرى للتأخير، ومنها الأحداث التي مرت بها عدن مطلع العام الماضي، وكذلك في شهر أغسطس من هذا العام والتي أدت إلى توقف العمل وكذلك غياب مسئولي الحكومة، ومن أسباب التأخير أيضاً الأعمال الإضافية التي تم تكليفنا بتنفيذها خارج بنود العقد الأساسي، وكذلك الإزدواجية في المهام بين مهندسي وزارة الإنشاءات ووزارة الشباب والرياضة التي عطلت العمل في بداية هذا المشروع لكننا تجاوزنا هذه المشكلة فيما بعد.

«الأيام» تزور ملعب الشهيد الحبيشي وتستطلع أسباب تأخير إنجاز أعمال إعادة تأهيله
«الأيام» تزور ملعب الشهيد الحبيشي وتستطلع أسباب تأخير إنجاز أعمال إعادة تأهيله

* ماهي طبيعة أعمال إعادة التأهيل المطلوب منكم تنفيذها بموجب العقد؟

ـ تشمل عملية التأهيل تأسيس صحن الملعب وتجهيزه بالعشب الصناعي، وكذلك توريد وتركيب مقاعد مدرجات الجماهير بعدد (5200) مقعداً، وكذا مقاعد المنصة الرئيسية بعدد (250) مقعداً، وتأهيل إمدادت المياه والصرف الصحي وهذه هي الأعمال التي كانت تنص عليها بنود العقد الأساسي، ولكن بعد ذلك تمت إضافة أعمال أخرى إلى المشروع.


* ممكن تعطينا فكرة عن تلك الأعمال الإضافية؟

ـ كان الغرض من المشروع في البداية، هو تأهيل الملعب وتجهيزه لاستقبال الأنشطة والمسابقات الرياضية التي تقام في محافظة عدن، وكذلك مزاولة بعض الأندية تدريباتها عليه .. وبمعنى آخر كانت عبارة عن أعمال إسعافية، ولكن بعد ذلك قرروا تأهيله بشكل كامل، مع استحداث بعض المرافق، وهذه الأعمال الإضافية شملت : هدم المنصة الرئيسية بالكامل وإعادة بنائها وتجهيزها بمظلة معدنية واستحداث غرف تحتها خاصة بتبديل ملابس اللاعبين، إضافة إلى صيانة مدرجات الملعب واستحداث درج صعود لجميع المدرجات وصيانة السياج الحديدي وتركيب سياج إضافي وتأهيل (غرف الحكام واللاعبين والحمامات)، وآخر الإضافات كانت الأسبوع الماضي وهي خاصة بتأهيل إنارة الملعب وتزويده بمصابيح جديدة، وكذلك تركيب لوحة تحكم جديدة خاصة بالنظام الكهربائي وإمدادات الكابلات الكهربائية، حيث تم إعداد دراسة بهذا الخصوص من قبل مهندسي وزارتي الكهرباء والشباب والرياضة ونحن في انتظار موافقة وزارة المالية عليها واعتمادها من ضمن أعمال المشروع.


* في الوقت الذي تشتكون من عدم استلامكم مستخلصاتكم لكنكم مازلتم تستمرون في أعمال التأهيل .. ما الذي يجبركم على ذلك؟

ـ أنا مقاول وهذه مهنتي ومصدر رزقي، وتجبرني كلمتي والتزامي بعقدي .. صحيح أنني أصرف من جيبي الخاص واستمراري مجازفة غير مضمونة ولكننا نعتقد أن العقد يضمن حقوقي، فنحن وقعنا مع الدولة وليس مع أشخاص، وفي الأخير لا نملك غير الاجتهاد وحسن النوايا والتوفيق من الله، علماً أن هناك وعود بتعويضنا.

* متى تتوقعون الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل الملعب وتسليمه؟

ـ هذا السؤال يوجه لوزارة المالية التي نعتقد أنها المسئول الأول عن التأخير،علماً أننا منذ فترة كنا على وشك تجهيز صحن الملعب وفرشه بالعشب الصناعي ولكن في آخر لحظة توقفنا، بعد أن اتفقنا على التأجيل حتى الإنتهاء من أعمال التأهيل الأخرى، وأحدثك بصدق .. إذا صرفوا لنا مستخلصاتنا من المالية في هذين اليومين كما وعدونا، سيكون الملعب جاهزاً خلال شهرين بنسبة 90% .. وإذا وافقت وزارة المالية وتم اعتماد الدراسة المقدمة من مهندسي وزارتي الكهرباء والشباب والرياضة الخاصة بالإنارة ولوحة التحكم (النظام الكهربائي) سيتم تسليم الملعب خلال الأشهر الثلاثة القادمة.


* من وجهة نظركم كرياضي وإداري سابق ماهي أهم أعمال التأهيل في الملعب؟

ـ بصراحة كل أعمال التأهيل كانت ضرورية، ولكن أهمها استحداث غرفتين كبيرتين تحت المنصة الرئيسية مخصصتين لتبديل ملابس اللاعبين، وسيتم تجهيزهما بكل وسائل الراحة من دورة مياه ومقاعد وشبكة تكييف، ففي السابق كانت الفرق التي تزور الملعب تعاني من مشكلة عدم وجود مثل هذه الغرف وتقع في كثير من المواقف المحرجة، وبعض المواقف الظريفة، نتذكر منها أن أحد لاعبي فريق الاستقلال الإيراني في مباراته مع التلال أضطر إلى قضاء حاجته في الهواء الطلق.


* من خلال تجربتكم السابقة في تأهيل ملعب الفقيد المريسي بصنعاء، ماذا يحتاج ملعب الحبيشي لكي يكون ملعباً قانونياً بمواصفات دولية؟

ـ ملعب الحبيشي من حيث مساحة أرضيته فهي قانونية، فقطره من المرمى إلى المرمى 100×68 والهوامش 5 أمتار من الجهات الأربع، ولكن هناك متطلبات أخرى يحتاجها الملعب حتى تكون مواصفاته دولية مثل : الإذاعة الداخلية وكاميرات المراقبة والأضواء الكاشفة (الإنارة) والشاشة الرقمية وشبكة الإطفاء والحواجز التي تفصل بين المشجعين وشبكة صد الكرات خلف المرميين وتجهيز الغرف الخاصة باللاعبين والحكام ومراقبي المباريات وتأهيل حمامات الجماهير، وكل هذه الأمور من الضروري توفرها حتى يمنحنا الاتحاد الدولي رخصة إقامة مباريات دولية على الملعب.

* في الأخير نترك لك حرية اختتام الحديث.

ـ كل ما نريد أن نقوله أننا سئمنا من مماطلة ووعود مسئولي وزارة المالية لذا نقول لهم : أطلقوا مستخلصاتنا المالية لكي نحقق حلم الشارع الرياضي العدني بعودة الحياة إلى ملعبهم (الحبيشي) والذي انتظره الجميع طويلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى