علي بارجاء .. قصيدة حضرمية

> علوي بن سميط

> رحل الأديب الأخ والصديق والزميل أبو عبدالرحمن مبكرا،ً وهذه مشيئة الله والكل راحلون. غادر الدنيا الفانية حالماً بحضرموت المكان والإنسان، متمنياً تقدمها وازدهارها وعودة زمنها الجميل في جزئية الثقافة زمن باكثير والحامد والصبان والمحضار وباوزير وباحميد والسقاف، وغيرهم من رجالات القرن العشرين.

• علي أحمد بارجاء، رحمه الله، كان شغوفا بالقلم والورقة، الورقة التي يسطّر ويسكب رحيق مداده على صفحاتها، أو ورق الكتب والدوريات الأدبية والعلمية والإنسانية، التي يضمها بين يديه.

عرفت علي أحمد في ثانوية سيئون، جاء بعدنا بعام أو عامين في صفوف المدرسة التي ملأت يراعه ثقافة، سكبها بعدئذ شعراً ونثراً وأبحاثاً ومقالات. عرفته رحمة الله عليه زميلاً، إذ كنا وإياه وكوكبة أخرى من شتى مدن وقرى وادي حضرموت في ثمانينات القرن الماضي الثلة الأولى المؤسسة لجمعية الأدباء الشباب، التي صبت نتاجات أعضائها في حوض سُمي "زهرات من حديقة أدب الشباب" التي كانت تصدر عن الجمعية، شاملة فنون الأدب من الشعر والقصة والرواية والخاطرة، لأسماء بزغت لتأفل بعد سنوات لأسباب متعددة، وأخرى واصلت وحضر لاسمها نور أضاء مضمار الحياة الأدبية والعامة في حضرموت واليمن، ومنهم فقيدنا الغالي أبو عبدالرحمن.

• علي مقامه ومكانته عليّه في الأوساط الأدبية والثقافية، وأتذكر تأسيسه منتدى سيئون الثقافي هو وزميله د علي حسن العيدروس وآخرين من المؤسسين لهذا الصرح، الذي استمر لعامين أو دون ذلك، وكنت أحد أعضائه. جمعتني بالعزيز الأستاذ علي بارجاء عدة محطات ووقفات، سواء في محافل ومناشط أدبية عامة بالمكلا وصنعاء وعدن وسيئون وتريم وشبام ومدن وأماكن أخرى، وأتذكر جيداً، وكأنها اللحظة، كنا متجاورين في أول لقاء لانتخاب الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع بالمكلا على مقعدين، وقد بدا لي كمتصوف في محراب حضرموت، وجهه مضيء بهالة من نور متهيئ لإلقاء قصيدته الحضرمية في المحفل المهيب، وعاد لمقعده يسألني إن كان إلقاؤه متماهياً مع القصيدة وكلماتها، فأجبته جوارحك كلها ألقت وليس فوك.

رحل مبكراً، وغادر تاركاً فراغاً في الحياة الأدبية والبحثية، لا سيما أنه من الجيل الثاني في القرن العشرين الذي حمل مشعل المعرفة والتنوير، مجسداً شخصية الشخصيات وعلم الإعلام في الشعر والنثر والإعلام والبحث والأبحاث والتراث.

علي بارجاء قصيدة طويلة وملحمة إنسانية اسمها حضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى