* الشيخ عبد الخالق التميمي .. وداعاً يا صديقي ..!

> محمد العولقي

> * الأصدقاء الأوفياء الأنقياء يتساقطون أمام هجوم الموت الضاري ، في بيئة حاضنة لكل الفيروسات القاتلة كالفراش المبثوث ، وكان آخر صديق وفي ومخلص ونقي السريرة ودعته وداعاً خنسائياً ، فقد كان الشيخ عبد الخالق التميمي رجل المبادرات الرياضية الكبيرة في المنطقة الوسطى ، والحضرمي الأصيل والنبي ، الذي لازال عطره الفواح في أنفي .. استعنت ليلة وفاته المفاجئة في سيئون بأكثر من وسيلة للتأكد من النبأ المفجع الذي هبط على صدري كجلمود صخر حطه السيل من عل ، كان قبل رحيله المؤلم تحت تأثير الحميات الفيروسية القاتلة يعد العدة لإقامة بطولة كروية لفرق منطقة (العين) الشعبية .. لم يخبرني بالتفاصيل ، لكنه قال لي : انتظر مفاجأة سارة بعد شهر رمضان المبارك.

* مات الشيخ عبدالخالق التميمي وترك لمحبيه حسرة نازفة ودموعاً مدرارة وقلوباً يحرقها الفراق ، كان دائماً و أبداً رجل بر وتقوى لا يعرف ماذا تنفق يمينه من شماله ..؟ ارتبط كثيراً بالفعاليات الرياضية المتنوعة التي دعمها من جيبه الخاص بكرم حضرمي ، مسجل في قلوبنا باسمه ، ولم يتباهَ يوماً بهذا الدعم أمام الجوالات الحديثة، فقد كان فقط يبتسم ويكتفي بحب من أول نظرة .. عاش حياته في كنف التواضع والبساطة ، لم يصعر يوماً ما خده للناس ولم يظلم أحداً أو يصادر حقاً ، قناعته بوصلة قلبه ودليله نحو قلوب الناس ، في كل فعالية كان يتواجد داعماً ومشاهداً ومتابعاً ، فحتى في عز محنته المرضية استدعى نخبة من نجوم الكرة الجنوبية على شاكلة : عمر البارك وخالد عفارة ومحمد حمادة وحلمي محفوظ وعامر الكيلة وعلاء الصاصي ، وقام بتكريمهم في مهرجان رياضي خاص ، كان هدفه تطبيع الحياة في منطقة مضطربة ، وفتح الملاعب أمام الشباب لتخليصهم من عادات دخيلة على مجتمعنا ، أبرزها القات وبلاويه والمخدرات ومخاطرها الكبيرة.

* عرفت الشيخ عبد الخالق مالك مطاعم وادي العين رجلاً حضرمياً أميناً ، لا يجرح ولا يتشاكل ولا يخرج عن نص مبادئ أخلاقه الحميدة ، رجل كالبلسم ينحط على الجرح فيطيب ، بشوش بطبعه ، حيوي في حركته ، صارم في عمله ، منضبط في بيئته ، وتلك الصفات الحميدة نقل جيناتها إلى أولاده فائز وفهمي وصالح، فتطبعوا بطباعه ، وساروا على نهجه القويم ، فبدت تلك الأشبال وكأنها تزأر من عرين الأسد التميمي.

* الشيخ عبد الخالق التميمي صديق شخصي لي ، عرفته قبل 25 عاماً ، ونمت بيني وبينه صداقة حميمية مخلصة لوجه الله ، ولم تكن تشهد ملاعب المنطقة الوسطى فعالية رياضية إلا ورعاها ودعمها دون أن يطلب جزاء أو شكوراً، كان دائم الاستشارة لا يُقبل على عمل إلا بعد أن يضمن نجاحه يبدأ يومه مع صلاة الفجر وينهيه مع صلاة العشاء وكان دائماً يبدأ يومه قائلاً : ربي اجعل هذا عملاً صالحاً في ميزان حسناتي .. مات الشيخ عبد الخالق التميمي رحمة الله عليه في سيئون فجأة بعد أن عصفت به حمى قلاعية حادة ، لم تمهله طويلاً ، فصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها مع غرة شهر شعبان ، ورحل عن دنيانا الفانية ، تاركاً خلف ظهره أعمالاً متنوعة وبموازين ثقلت ، وذكرى طيبة لن تبرح قلوب كل من امتد خيره إليهم في الوادي وفي مجال (العين).

* رحلت يا صديقي الأثير ولم يُكتب لي وداعك ، الحياة القاسية باعدت بين ضفتي وضفتك ، أنت تعلم أنني لا أطيق الوداع ، بكيتك في غربة ليلي ، وفي كربة نهاري ، وسأظل أناجيك مع كل غيمة تحمل خيرك ، سأرى طيفك دائماً في عيني فائز وفي وجه فهمي وفي دعابة صالح ، سأرفع يدي يومياً مناجياً الله أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته ، ويبدل وحشتك جنة عرضها السموات والأرض ، ويلهمنا على فراقك الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى