> حتى الأمس كان دورهم أشبه بدور المراقب المحايد والداعم لوقف الحرب وإحلال السلام، وقبلوا بأن يبقى ملف اليمن بيد الإنجليز والأمريكان، وكانوا ضمن الإجماع داخل المجلس مع الموقف البريطاني والأمريكي.

امتنعوا عن التصويت حول القرار 2216 مع اعتراضهم وتحفظهم على مضمونه، لم يؤيدوا تشكيل فريق الخبراء، لكنهم لم يعترضوا عليه، قرروا البقاء مع الإجماع داخل مجلس الأمن تجاه كل القرارات والمواقف التي يقدمها الإنجليز ربما لانشغالهم بالملف السوري.
اليوم هم يطالبون بتغيير القرار 2216، بل يعملون على نار هادئة لإلغائه واستبداله بقرار يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع على الأرض، وقد أصبح لهم دور ملحوظ في أوضاع اليمن بما فيها قضية الجنوب ودول المنطقة ككل، وقد شهدنا التحركات الروسية الأخيرة بهذا الصدد.
يعملون على ترشيد عمل فريق العقوبات لأن وجهة نظرهم تختلف عن وجهة نظر دول الغرب وأمريكا بهذا الخصوص، وقد سمعنا ذلك من دبلوماسييهم لدى مجلس الأمن.

الخلاصة
التصعيد الأخير في العلاقة الأمريكية الروسية لن يجعلهم ينكفئون عن القيام بدورهم في الأزمات الدولية وبالذات حيث يكون هناك دور للأمريكان، ومقابل تعيين مبعوث أمريكي خاص باليمن ربما سيدفع الروس في أقرب وقت إما لإعلان موقف روسي نشط وجديد من داخل مجلس الأمن، أو حتى تعيين مبعوث لدى اليمن أو تكثيف لتحركاتهم في المنطقة.

بالأمس تابعنا تطورات ملف الفساد ورسالة فريق الخبراء التي أفضت إلى التراجع عن تقريرها وإقالة الخبير الاقتصادي العربي في الفريق على أن يقوم الأمين العام بتعيين خبير بديل.
واليوم أتى الموقف الروسي بمنع نشر تقرير الخبراء الدوليين حول حادثة المطار.

للحدثين ارتباط كبير وللروس رؤيتهم حول التطورات القادمة داخل مجلس الأمن بشأن وقف الحرب والدخول في مفاوضات سلام دولية باليمن.
المرتبط هنا مواقف الدول داخل مجلس الأمن، وسيتضح جلياً أن التراجع عن تقرير الفساد ليس بسبب عدم وجود الأدلة، بل خلافات داخل منظومة الأمم المتحدة ولها ارتباط إقليمي، وأيضاً سيتم رفع الحظر عن تقرير حادثة المطار، وسيتم تحميل المسؤولية كاملة للحوثي.
هذا مجرد رأي شخصي ربما أكون مخطئاً في التقدير، وسنراقب التطورات لعلنا نرى ما يستجد.

*نائب رئيس مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي، الولايات المتحدة الأمريكية.
واشنطن دي سي