مدير تربية طور الباحة لـ"الأيام": اتجه المعلمُ للجبهات ليحسن دخله واستعنَّا بالخريجين لسد النقص

> حاوره/ جلال السويسي:

> يعمل في الميدان 564 معلمًا فقط من أصل 1287
إهمال الحكومة للمعلمين أصابهم بالإحباط وأثَّر على سير العملية

تحدث مدير إدارة التربية في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج أ. خالد سالم سعيج السحيري، عن قضايا التربية، واضعًا الإشكالات وأهم معوقات العملية التعليمية أمام الجميع بكل شفافية ووضوح، ليدرك المجتمع الأزمات الدائرة داخل مكاتب التربية، والمسؤولية التي تقع على عاتقهم، وأسباب فشلهم في الوصول بالطالب إلى بر الأمان، فالمؤسسات التعليمية هي ما يعول عليها في بناء الأجيال والأوطان، وفي واقع التعليم في بلادنا ليس هناك أي مؤشر على أي نوع من أنواع البناء والنهوض، نتيجة رداءة التعليم بكل مراحله كمًّا وكيفًا، الحوار ..

* هناك من يصف التعليم اليوم بأنه آلية تجهيل، هل يمكنك إعطاؤنا سببًا مقنعًا لوصول التعليم إلى هذه المرحلة الهزلية؟
أولًا أرحب بصحيفة "الأيام" أشد الترحيب، كونها المنبر الجنوبي الصادق، الذي يقوم بنقل الحقائق من مصادرها الموثوقة، وأشكركم على إجراء هذا الحوار، الذي من خلاله سنضع هموم ومشاكل التربية والتعليم بشفافية، دون أي تحفظ، لكي يعرف المجتمع ما يدور في دهاليز التربية، التي يعتبروها هي الوقود الحقيقي لنهضة الوطن والرقي به، وذلك فقط في حالة الاهتمام بمنتسبيها من قبل الحكومة، وحقيقة هذا هو السبب الوحيد الذي أوصل التعليم إلى مراحله المتدنية، باختصار شديد، إهمال الحكومة اليمنية لشريحة المعلمين أصابهم بالإحباط، بعد أن وصل الحال بالمعلم إلى عدم قدرته على مجاراة ارتفاع الأسعار لجميع المواد الغذائية، نتيجة الغلاء الفاحش، وإثر ذلك هناك المئات من المعلمين تركوا المدارس وتوجهوا إلى الجبهات، لمواجهة المد الشيعي وجشع التجار، ولكي يتمكنوا من سد رمق أسرهم.

* لديكم قوى وظيفية أكثر من 1287 معلمًا ومعلمة، إلا أن هناك مدارس تشكو النقص في الكادر، كيف تفسر ذلك؟
أخي العزيز هذا الرقم صحيح، القوى الوظيفية بكشف الراتب 1287 فيهم المدراء ورؤساء الأقسام، والموجهين، ومدراء المدارس، والوكلاء والمنتدبين والأمراض، والحالات النفسية وكبار السن، والاختصاصيين الاجتماعيين، كل هؤلاء قوة غير عاملة في الميدان، التي بلغت 723 شخصًا من قوام القوى الوظيفية. يعني ما بقي معنا إلا عددًا بسيطًا لا يتجاوز 564 معلمًا ومعلمة، عاملون في الميدان وموزعون على 57 مدرسة أساسية وثانوية، فطبيعي أن هذا العدد لا يفي بالغرض ويحدث نقصًا في الكادر.

* كيف سار العام الدراسي المنصرم في ظل أن عدد الكادر لا يفي بالغرض؟
حاولنا الترقيع ببعض الحلول، من خلال التعاقد مع خريجي الجامعات، من حاملي البكلاريوس والدبلوم في التخصصات والمستويات الجيدة، بعدد 126 كبدائل لـ 86 معلمًا ومعلمة، من الذين انخرطوا في الجبهات والأعمال الحرة، وفعلًا سددنا النقص ولو بشكل بسيط، حيث تم توزيع البدائل على جميع المدارس، فسارت العملية التعليمية على وتيرة جيدة جدًا، على الرغم مما تمر به البلاد من ظروف الحرب، ووضع المعلم المادي الذي لا يسر صديق ولا عدو، ونحن والمجتمع نطالب المعلم بتنفيذ الخطة متجاهلين مطالبه الحقوقية، يعني نريد العسل من النحل مع قلة المراعي.

* من خلال التعميم الوزاري المباغت كما يصفه الكثيرون بتحديد تاريخ إجراء امتحانات النقل النهائي، هل التزمت جميع مدارس المديرية بالتعميم؟
نعم الجميع التزموا بالتعميم الوزاري باستثناء مدرسة الفاروق بالفرشة، ولكننا بصدد اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد إدارة المدرسة.

* ما تقييمكم للعملية التعليمية بالمديرية وعملية سير الامتحانات خلال العام الحالي؟
بصراحة وعلى الرغم مما تمر به البلاد من ظرف استثنائي، كان إقبال الطلاب والطالبات على المدارس لافت للنظر بنسبة جيدة جدًا، أما سير عملية الامتحانات في المدارس كانت منتظمة بدرجة ممتازة، من خلال تشكيل لجان تسير الامتحانات بإشراف مباشر من إدارة التربية، عبر فريق التوجيه التربوي، الموزع وفق آلية عمل على جميع المدارس، حيث كان عدد المتقدمين لامتحانات النقل النهائي 1216 طالبًا وطالبة.

* ماذا عن الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن، وما يشاع أنه طلب منكم كشفًا، بما لا يقل عن متعاقدين اثنين لكل مدرسة ليتكفل بالتعاقد معهم؟
نتمنى ذلك، لكنه كلام لا أساس له من الصحة.

* هناك مدارس ما يزال تلاميذها يتلقون العلم في فصول دراسية، تم بناؤها من قبل الأهالي من الأشجار، معرضة للأمطار والأتربة وأشعة الشمس والبرد القارص، ما هي خططكم لتحسين أوضاع تلك المدارس التابعة للمديرية؟
عملنا مسح ميداني لتلك المدارس التي نأسف ونتألم مما نلاحظه، وما يتعرض له التلميذ في مثل تلك المباني التقليدية أثناء الحصة الدراسية، ولكن ما باليد حيلة، غير أننا وبعد المسح الميداني أعددنا خطة احتياج للجهات المختصة والمسؤولة، وسلمناها للسلطة المحلية بالمديرية، وكذا المحافظة، ومكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، لمعالجة هذه المشكلة، وكذلك للمنظمات المانحة، والصندوق الاجتماعي، وإلى الآن لم نستلم أي رد من أي جهة. خطتنا شملت 9 مدارس بحاجة لبناء وتشييد، 13 مدرسة بحاجة إلى توسعة، 9 مدارس بحاجة للترميم، 5 مدارس بحاجة إلى إحلال و5 مدارس محتاجة إلى خدمات.

* ماذا عن الدعم المقدم للتربية من المنظمات المانحة؟
لا يوجد أي دعم من المنظمات لهذا العام، سوى مؤسسة "رائدون" التي وصلت مؤخرًا، وبدأت بعمل الطلاء وترميم الشبابيك، وذلك في ثلاث مدارس فقط هي مدرسة السلم، ومدرسة أسامة بن زيد وثانوية الصديق. كما تحصلنا على 174 سبورة فسفورية من منظمة اليونيسيف، بدعم من الوكالة الأمريكية، وتم توزيعها على جميع مدارس المديرية.

* برأيك ماهي أهم المشاكل التي ما زالت عالقة، ولم يتم حلها على مستوى البلاد فيما يخص قطاع التعليم؟
مشاكل التربية كثيرة، ولكن أهمها نقص الكتاب المدرسي، وعدم اعتماد وظائف جديدة للسلك التربوي، ووضع المعلم المعيشي، وعدم صرف التسويات للأعوام السابقة، وأيضا وضع البلاد وما تمر به من ظروف الحرب بشكل عام، التي عكست نفسها على العملية التعليمية، وعلى نفسيات المعلمين والمتعلمين.

* هل من رسالة تود إيصالها ختامًا للحوار؟
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي عبر منبرنا الحر صحيفة "الأيام"، لأوجه رسالة أتمنى أن تصل لجميع الجهات المختصة، وهي دعوة لقيادة الدولة ممثلة بحكومة المناصفة؛ لأن تعيد النظر في معاناة المعلمين، وتعمل على تحسين وضعهم المعيشي، من خلال إطلاق جميع المستحقات المالية، التي باتت هي العائق الأكبر في العملية التعليمية، وكذلك طباعة المنهج الدراسي، فلا يمكن أن ترتقي أي أمة اقتصاديًا وامنيًا وعلميًا وصحيًا إلا من خلال الاهتمام بالتعليم أولا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى