الندوة التقييمية لثورة الحراك: الانتقالي منع تشتت الأصوات الجنوبية ولا يلغي المكونات الأخرى

> الضالع «الأيام» خاص

> نشرت الندوة التقييمية للثورة السلمية الجنوبية، أمس، مخرجاتها التي توصلت لها خلال الندوة التي عقدت يوم 24 مارس 2021م بالضالع بمناسبة الذكرى الـ14 لانطلاقة الحراك.

وجاء في المخرجات ما يلي: "تأتي الذكرى الـ14 لانطلاق ثورة الجنوب السلمية من جمعية المتقاعدين العسكرين والمسرحين قسرا لتفرض على الجميع ضرورة التقويم وتحديد مكامن الضعف والقصور ونقاط ومصادر القوة، ووضع التصورات والرؤى والمقترحات الكفيلة بتجاوز كل الأخطاء والإرهاصات، ويمكن ذلك من خلال تصنيف المراحل إلى عدة مراحل كالتالي:

المرحلة الأولى: من 1994م حتى 2007م
ويمكن أخذ العوامل والأسباب لما قبلها، وهذه المرحلة قد أثريت بالدراسة والبحث والتقويم، وأهم خلاصة غياب ثقافة الحوار والصراعات السياسية والنظام العالمي وانفراد سياسة القطب الواحد.

المرحلة الثانية: منذ 2007م حتى 2015م
وهي مرحلة لها إيجابيات كثيرة، وفي ذات الوقت لديها من القصور والسلبيات، رغم الإجماع السائد أنها حققت إنجازات عظيمة وأرست أسس ومبادئ وقيم على صعيد الواقع، وأهم إنجازاتها:

- تعزيز وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي.

- كسرت حاجز الخوف والصمت لدى الشارع الجنوبي.

- إعادة الاعتبار والثقة لدى الشارع، وجسدت أهمية ودور الإرادة الشعبية في انتزاع الحقوق بإرادة ذاتية بعيدا عن التدخلات الخارجية.

- قدرة العقل الجنوبي على ابتداع وابتكار وسائل وأشكال نضالية مختلفة للمطالبة وانتزاع حقوقه.

- أعادت القضية الجنوبية لواجهة الحضور الداخلي والإقليمي والدولي، ولفتت انتباه الإعلام الخارجي لأهمية تغطية ما يدور، وحققت اختراقا إعلاميا لدى قنوات ووسائل إعلامية لها ثقلها، وكثيرا من مراكز الأبحاث الدولية والعديد من الكتاب والباحثين.

- خلقت قدرا مقبولا من توازن القوى بين الشمال والجنوب، وأظهرت ممارسات وعيوب النظام تجاه الجنوب كالتهميش والإقصاء لكل ما هو جنوبي وطبيعة الممارسات والنهب والسلب والطمس للهوية والفروق في التعامل مع الجنوب كأرض وثروة وليس كشعب وهوية وتاريخ.

- كشفت عن إحصائيات بالأرقام حول الثروة النفطية ومراكز النفوذ والاستئثار بها من قبل مراكز نفوذ تابعة لنظام صنعاء مقابل الولاء السياسي له.

- جعلت النظام ومراكز النفوذ المحيطين والمرتبطين معه بمصالح على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي البحث عن سبل لكبح جماح الاحتجاجات ووأدها وتشتيتها عبر الضخ المادي والإعلامي والاستقطابات.

- جعلت النظام وشركاءه يبحثون عن وسائل وحلولا سريعة جزئية لإخماد غليان الشارع الجنوبي عبر التعيينات والترقيات.

- استطاعت هذه المرحلة من عام 2007م إلى 2015م تقليص النفوذ ومنح بعض الجنوبين الموالين له مناصب قيادية وتنفيذية بعد أن كان الكادر الشمالي متحكم في أدنى مؤسسة.

وحصل كثير من الموظفين على تسويات وترقيات مساوية لبعض الشمالين، ومنهم أيضا شغالون ومنحهم مزيدا من الصلاحية بعد أن كان وجودهم شكلي.

- لفتت انتباه النظام إلى ضرورة معالجة أخطاء ما بعد حرب صيف 1994م رغم محاولته في أحياء الصراعات الجنوبية الماضوية والزج المناطقي الممنهجة من قبله

- استمرارية الزخم الشعبي ومعالجة الجرحى ومواساة أسر الشهداء عبر التبرعات الذاتية.

- فتح قناة إعلامية رغم وجود القصور وشحة الإمكانيات.

- دور وأهمية ما قامت به صحيفة «الأيام» في ربط الحراك بالخارج الجنوبي بالداخل وتوجيهه.

- تنفيذه الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أمام الأمم المتحدة ومراكز صناعة القرار في الدول الكبرى رغم سعي النظام لحصار المغترب الجنوبي ومضايقته، خاصة في دول الخليج .

سلبيات هذه المرحلة:
-تفريخ المكونات واستنساخ أخرى.

- بروز ظاهرة التباينات بين القيادات التي تحمل نفس الأهداف.

- بروز النرجسية المفرطة لدى بعض القيادات.

- بروز المؤتمرات ومشاريع وأجندات تحت سقف أقل من تطلعات الشارع أثر سلبا على الهدف العام.

- تحول بعض الرموز القيادية إلى أدوات خاضعة لأجندات إقليمية سعت إلى استقطاع جزء كبير من القيادات الميدانية وتأطيرها ولحساباتها على حساب القضية.

- بروز صراعات حول مفهوم القضية الجنوبية من حيث زمانها.

- استغراق بعض النخب وقتها وجهدها في تفسير مفهوم الهوية ومسمى الدولة ونظامها السياسي القادم، وحرف مجرى النضال لأجل استعادة الدولة إلى مجرى صراع سياسي قديم ليس من الأهمية التطرق له وتحوله إلى صراع عميق، انعكس سلبا على أداء ونشاط الجماهير، رغم بالإمكان حسمه من خلال إيجاد وثيقة مبادئ تضع الاعتبار للإرادة الشعبية في العودة والإحكام لها في شان النظام.

مرحلة حرب2015م
دخول الحرب والمشاركة فيها دون اشتراط أو انتزاع موقف واضح وصريح بشأن القضية الجنوبية على الأقل من قبل ما يسمى بالشرعية باعتبارها الحلقة الأضعف- والسياسة فن الممكن، وتعتمد على مهارة توظيف الفرص لصالح المشروع والقضية التي تسعى إلى انتصارها، وقد يأتي أو أتت آراء أن الجنوب لم يكن في موقع الاشتراط، لكنه رأي نسفه أول انتصار حدث في الضالع كان بالإمكان أن يضع القضية الجنوبية في موقع الاشتراط.

- حالة التباينات السابقة بين مكونات الحراك قدمت مسوغا غير منطقي لبعض القيادات بالانفراد بالقرار والتماهي مع الشرعية.

- ترسب مفاهيم خاطئة مفادها أن الشرعية ضعيفة وغير قادرة على العودة، وبالتالي السيطرة على الجنوب من داخل الشرعية أقرب الطرق لانتزاع استقلال الجنوب، وهي فكرة خاطئة طالما أن التحالف استخدمها كغطاء للقضاء على خصومه، فمن الأولوية استخدامها أيضا كغطاء دون حساب للمآلات المؤثرة على مستقبل القضية الجنوبية على الأقل لدى صناع القرار الإقليمين والدوليين، وتأثيرها على المجتمع الدولي باعتبار الشرعية تمثل ركيزة أساسية للحرب، و طالما قبلت بالدخول بشرعية كان بالإمكان رفضها فقدم ذلك مبررا لقبولها، ولا معنى لأي تأثير من قبلك.

- قبول القيادات بإنشاء وحدات عسكرية أتاح الفرصة للشرعية والتحالف معا بإنشاء وحدات مماثله والانخراط في دائرة الاستقطابات لبعض القيادات والمكونات بطريقة موازية.

- أخضع الدخول بالحرب دون شروط وقبول مناصب جعل القضية الجنوبية كمسالة رأي خاضع للاجتهاد الذاتي وليست كثابت وطني.

- عدم قدرة قيادات المقاومة الجنوبية على توحيد الفصائل العسكرية الحديثة في إطار كيان واحد خاضع لمجلس سياسي.

- كما كان الدخول في الحرب دون شروط، كان أيضا القبول بمناصب دون اشتراط على الأقل في الجوانب الخدماتية باعتبارها عصب حياة المجتمع وفقها يتحدد موقفك ومستقبلك السياسي وفي ضوئها تتحدد خارطة التعامل الدولي مع المشروع الوطني الذي تحمله، وعلى العكس حدث استخدام وتوظيف سياسي للخدمات والجوانب الأمنية، ليس لإضعاف القيادات المنخرطة في السلطة، وحسب بل استخدم لإضعاف القضية الجنوبية سياسيا.

- عدم تدارك كارثية الواقع خلال فترة قصيرة جدا وتوثيق ذلك ومكاشفة الشعب وإعلان الاستقالات أو الضغط بهذه الورقة شعبيا.

- الدخول في صراع مباشر بعد أن أصبحت الشرعية تشعر بالمنافسة بعد أن كانت هاربة وضعيفة.

- غياب ثقافة الحوار والتواصل بين المكونات فضلا عن تهميشها ولعب سياسة تمثيل الأدوار.

- تغيب الإرادة الشعبية وتوظيفها.

- زج القضية الجنوبية في أتون صراعات لا تخدمها، ولصالح مراكز النفوذ الإقليمي.

- رغم مبادرة الانتقالي بالحوار والإعلان عنه وتدشينه، لكنها حوارات غير متكافئة لا تقوم على أساس الندية.

- الحوار يجب أن يكون الاعتراف بالقضية الجنوبية.

- الإرادة الشعبية تكبيلها وعدم ترك مساحة للتعبير عن مطالب الجماهير.

- تغيب الكادر المؤهل في مختلف المجالات العسكرية والمدنية واستقطاب قوى غير مؤهلة ومدربة، ولا تمتلك أدنى الأسس المعرفية، فضلا عن استقطاب مراكز النفوذ السابقة للنظام ومنحها مراكز عليا على حساب قيادات حراكية لها وزنها ورصيدها الثوري والمعرفي والسياسي.

- الخلط بين مفهوم الثورة والدولة وتحت مفهوم الدولة تم إشراك القوى المعارضة للثورة في وقت تم التخلي عن أصحاب الثورة.

- الدخول في الحرب دون انتزاع موقف واضح من قبل التحالف والشرعية رغم إمكانية ذلك.

- عدم استثمار وتوظيف الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية الشعبية والتفاف الجماهير حولها، في ظل ضعف وغياب تام لمسمى الجيش الوطني والشرعية لصالح المشروع الوطني الجنوبي.

- زج المقاومة في القتال خارج حدود الجنوب الجغرافية واستثمار انتصاراتها لصالح الشرعية.

- غياب الانسجام والتناغم بين الشارع ومتطلباته والقيادات.

- التناقض بين الهدف العام وبين القرارات المتخذة.

- غياب الاستقلالية في اتخاذ القرارات.

- غياب الوضوح والشفافية بشأن نقاط الاتفاقات مع الشرعية وعدم الفصل بين الإجراء التكتيكي والاستراتيجية.

- عدم تحديد المعايير في التعاطي مع المحيط الإقليمي والدولي.

- التناقض بين الأداء السياسي وبين الواقع.

- خلق حالة انفصام بين متطلبات الواقع مرحليا وبين الاستراتيجية.

- بروز ظاهرة معاناة المواطن دون قدرة على معالجتها أو تحديد أسبابها والجهات المسببة.

- بروز ظاهرة إعفاء دول التحالف من مسؤوليتها.

- التناقض في استخدام غضب وغليان الشارع.

- التعاطي مع القرارات والاتفاقات والخطوات التي اتخذها القادة المنخرطين بالشرعية والتحالف قبل تشكيل المجلس الانتقالي.

- مثل تشكيل المجلس الانتقالي الخروج من تعدد المكونات وتشتيت الأصوات الجنوبية، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إلغاء الآخر وعدم الاعتراف به والتحاور معه.

- ‏منذ اندلاع حرب ٢٠١٥م أدت إلى بروز الكثير من السلبيات والأمور التي أصابت الثورة الجنوبية وتسببت في عرقلة تقدمها منها:

- إقصاء قادة الثورة الفاعلة، والاعتماد على شخصيات جديدة لا علاقة لها بمكونات الحراك الجنوبي، شجع هذا الشرعية لاختراق الحراك، وإن كان بشكل طفيف، واستقطاب شخصيات جنوبية بعيدة عن الحراك الجنوبي، ومنحها حرية التشكيل والتأسيس.

- محاربة قادة الحراك الجنوبي الفاعلين وتهميشهم ودعم أندادهم ممن كانوا في السلطة السابقة، الذين واجهوا وقمعوا نشاط الحراك الجنوبي.

- محاربة نشاط مكونات الحراك الجنوبي، الظهور وفرض الوصاية على الجميع.

- فتح المجال للفساد والفاسدين واستغلال ظروف الحرب والسرقة وتشويه سمعة الثورة الجنوبية.

- استغل البعض الحرب لتأجيج الصراعات المناطقية والقضاء على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي وإحداث شرخ اجتماعي وسياسي في بنية المجتمع الجنوبي.

- فتح المجال أمام الكثير من المشاريع السياسية، إذ ظهر ما يسمى بمؤتمر حضرموت الجامع، والعصبة المهرية، ومؤتمر عدن الجامع، وغيرها من المسميات‏.

الخلاصة:
- الحفاظ على ما تحقق من إنجازات الثورة وتراكماتها والبناء عليه.

- الحوار الجاد والصادق.

- القبول بالآخر.

- تعزيز مبدا التصالح والتسامح.

- تصحيح الأخطاء والاعوجاجات والتقويم المستمر، نهج يجب أن يطبق على الواقع.

- يجب أن تقام علاقاتنا مع الآخرين بما يخدم الجنوب وقضيته العادلة.

- مصارحة الجماهير".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى