الخالد.. الرحيل المؤلم

> ياسر محمد الأعسم

>
ياسر الأعسم
ياسر الأعسم
فقيدنا (الخالد) كان رحيلكم مؤلم، ووداعكم لا يشبهه وداعاً آخر، اللهم لا اعتراض، فالموت حقيقة لا نملك تأجيل موعدها وعدالة لا تستأذن أحداً.
لا تثيرنا كلمات النعي في العادة، ونعتقد أن كثيرين كان حقهم أن نكرمهم في حياتهم، فبعد أن نجرحهم بإهمالنا ونقهرهم بتجاهلنا، نبحث عن عزاء في العبارات الباردة.

ولكن برحيل (خالد) رحمة الله عليه، حقاً علينا قبل نعيه ومؤاساة أهله وأبنائه أن نرثي أنفسنا، فقد كان وجوده في حياتنا شرفاً ومروره كريماً ومواقفه ديناً لم يسألنا يوماً رده، وقليلون أمثاله يحفرون في وجداننا أثراً، ويتركون في حياتنا إرثاً كبيراً من الإنسانية، وليس من السهل أن يحتل غيرهم مكانكم.

لا نحتاج أن يحدثنا أحدهم عن رجولته وشهامته وأصالة معدنه، فقد كنا شهوداً على كثير من مواقفه مع أسرة فقيدنا الغالي عادل الأعسم رحمة الله عليه، ففي الوقت الذي سقطت به كثير من الأقنعة، كان (خالد صالح) حاضراً في اللحظات الصعبة، ولم تلهه حياته الشخصية أو تشغله مسؤولياته، ولم يتردد في مساندتهم ومد يد العون لهم، ولم يبحث عن عذر أو تفتر عزيمته بمرور السنين، ولم يلتفت أبناء شقيقنا (عادل) إلى مكان إلا وكان (خالد) موجوداً أمامهم وفي ظهرهم وعن يمينهم وشمالهم ومن فوقهم، وحتى بعد أن اشتد عودهم لم يتركهم في حلوهم ومرهم وفرحهم وحزنهم وفي مرضهم وعافيتهم، حتى حسبنا أن والدهم تركهم وصية وأمانة في عنقه، فقد كانت مواقفه باختياره وضميره وكان يشعر بالسعادة، برغم أن أحداً لن يعاتبه إذا اكتفى أحياناً بسؤالهم عن حالهم من باب إسقاط الواجب، فكثيرون يفعلون ذلك.

كلنا تألمنا بفقدان (خالد)، وخرجت الآه من جوفنا كجمرة، وحين كتب محمد عادل الأعسم على صفحته في "الفيسبوك" بعد عودته من مراسيم تشييعه في مدينة الضالع، أنه "دفن قطعة من فؤاده"، كانت كلماته صادقة ومشاعره حقيقية دون ذرة مبالغة.
إن ما عمله (خالد) مع أسرة عادل الأعسم أكبر وأكثر قيمة من أن تكون مجرد مواقف إنسانية، وأيضاً أنبل من كونها لفتة وفاء فقط، إنه شيء تعتذر كلماتنا وتعجز عن تعريفه!.
نودعكم (خالد) وقلوبنا تنفطر حزناً، ونستودع روحكم المطمئنة الطاهرة عند رب كريم لترقد بسلام، وسيستمرون يكتبون حسنات عملكم الصالح في الدنيا، فلن يكون رحيلكم نقطة في نهاية السطر، لكن ستظل صفحتكم مفتوحة في حياتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى