عن شيء اسمه السلام!

> عبدالله فيصل باصريح

>
عبدالله باصريح
عبدالله باصريح
سبعة أعوام مرَّت، عامًا يطويه عام، ونيران الحرب تشتعل وتزداد يومًا بعد يوم، دمارًا في كل شيء، لا شيء مثل السابق، الأرامل في كل بيت، والأيتام في كل شارع، والثكالى في المخيمات، جوعًا وفقرًا وعضًا على الأنامل، الكل في هذه الحرب مهزوم، لا يوجد شخص إلا وقد فقد عزيزًا، ولكن الجميع يقاتل في انتظار أيهما يصرخ أولًا ويقول (كفى) حربًا تحصد الشباب قبل البلاد؛ ولأننا لسنا نحن من بدأناها، حتى نملك نهايتها، ولكننا نعلم أن لكل حرب أهداف خفية، هي في الغالب أسبابها الحقيقية، وأما أهدافها النبيلة المُعلنة، ما هي إلا أسباب لتبريرها فقط؛ ولأن أهدافها الخفية التي نجهلها لم تتحقق، سنبقى نعد الأعوام عامًا بعد عام، ما الجدوى من السلام، طالما هناك دول تُنشئ أسواق السلاح، وهناك دول تريد أن تجرب هذا السلاح، طبعًا، نحن التربة الخصبة لذلك، عن أي نصر سنتحدث عنه بأننا حققناه بعد عدة سنوات، وماذا يعني هذا النصر للأيتام، والأرامل، والثكالى، فهم مهزومون بكل شيء فقدوه.

نشاهد كثيرًا على شاشة التلفاز، تحركات أوروبية، وعربية لإحلال السلام، ولكننا نسمع جعجعةً ولا نرى طحينًا (سلامًا). السلام الذي يتحدثون عنه، أصبح خبرًا يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولأن الأخبار أصبحت مملة بين قتل وتشريد، أصبحوا يجودون علينا ببعض الأخبار، التي تنفس عن ضيق حالنا، وتجعلنا نرى شمعة السلام من بعيد فقط، وهكذا بعد عدة أعوام، يظهر لنا مارتن غريفيثس على شاشة التلفزيون، ليقول لنا كلمتان خفيفتان على التلفاز، هناك مبادرة (لإحلال السلام).. وبينما نفتش عن السلام نجده خارج خريطة الوطن.

أوطاننا أصبحت حلبة لتصفية الحسابات، وأصبحنا نستورد السلاح؛ لأنه لم يأتِ بعد الوقت الذي نستورد فيه السلام، نحن في انتظار مشاوراتهم، وفي انتظار متى يستوردوا لنا السلام.
وأخيرًا لكل إذن تسمع نداء السلام، طالت الحرب واشتد خناقها، وأصبح الجوع والفقر أشباح تعيش في بيوتنا، الشعوب أصبحت متعطشة للسلام، أوزار الحرب كسرت ظهر المواطن المسكين، أصبحت الشعوب لا تبحث عن أي نصر سوى الجري خلف رغيف الخبز.
من أقسى أنواع الحروب على الشعوب، تلك الحروب التي لا تكون أهدافها واضحة، تنتهي بتحقيقها، عند ذلك يصبح النصر الذي يفتش عنه الشعب حكرًا على قادة الحروب وتجارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى