«ملك الخبر» الصحفي المخضرم محمد عبدالله مخشف في رحاب الخالدين

> عدن «الأيام» خاص

> توفي، مساء أمس، سكرتير تحرير «الأيام» الأسبق، الصحفي المخضرم محمد عبدالله مخشف، في العاصمة عدن.
وعمل مخشف الذي يُلقب بـ "ملك الخبر" مراسلاً لوكالة "رويترز" منذ السبعينيات حتى يوم وفاته.

وقال الرئيس عبدربه منصور هادي: إن الوطن والوسط الصحفي "خسر أحد الرجال الوطنيين والهامات والأعمدة البارزة في مجال الصحافة والإعلام".

ونوه هادي في برقية عزاء بعثها إلى أبناء الفقيد ريام وذويزن وآزال، بالأدوار الوطنية والصفات الحميدة التي تميز بها والدهم محمد مخشف، طوال مشوار حياته المهنية بكل كفاءة واقتدار.

من جانبه، قال رئيس الوزراء، د.معين عبدالملك، في برقيته، إن الفقيد الراحل، كان أيضاً من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وأحد مؤسسي وكالة الأنباء اليمنية، وأحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين مطلع سبعينيات القرن الماضي، كما عمل في إذاعة صنعاء أثناء حصار السبعين يوماً، إضافة إلى عمله كمراسل لوكالة رويترز العالمية لما يقرب من خمسة عقود.

وأضاف "لقد فقدنا واحداً من أولئك الرجال الفرسان الذين إن رحلوا فإنهم يتركون بعد رحيلهم معالم لا تزول من آثار عطائهم ومواقفهم، حيث يبقى لهم الأثر الطيب والصيت الحسن والقدوة المثلى، وتظل مواقفهم وكلماتهم وأدائهم منارات مشعة تنير الدروب من بعدهم، يستلهمون منها كل المعاني الجميلة والمبادئ النبيلة التي تعطي للحياة معناها، وتخلد من ظلوا يؤمنون بها في ذاكرة الأجيال والتاريخ".

وبهذا المصاب الجلل تؤكد أسرة تحرير «الأيام» أن الوسط الصحفي والوطن عموماً خسر برحيل الصحافي الكبير (محمد مخشف) واحداً من رواد الصحافة اليمنية، حيث كانت له بصمات واضحة في تطوير المهنة، كما يعد مدرسة تعلم من خبرته وتجربته العديد من الدماء الجديدة المنتسبة إلى بلاط صاحبة الجلالة.

 ولا يسعنا في «الأيام» سوى أن نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أولاد الفقيد وأفراد أسرته كافة وزملائه وأصدقائه ومحبيه، داعين الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان، ويتغمد فقيدنا الراحل بواسع الرحمة والمغفرة. إنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد عبد الله مخشف، صحافي كبير، من مواليد مدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن بتاريخ 2 مارس 1947م، ودرس الابتدائية والمتوسطة في المدارس الحكومية في الشيخ عثمان.

بدأ مشوار حياته الصحافية بالالتحاق في صحيفة (فتاة الجزيرة) اليومية لصاحبها الأستاذ محمد علي لقمان كمحرر تحت التدريب في تصحيح البروفات وتحرير صفحة أسبوعية للشباب وتسجيل وتفريغ الأخبار من الإذاعات المحلية والعربية.
في مطلع عام 1965م التحق بصحيفة (الأيام) اليومية الصادرة بعدن والواسعة الانتشار لصاحبها الأستاذ محمد علي باشراحيل بوظيفة مساعد محرر.

في أبريل 1967م توقفت جريدة «الأيام» عن الصدور قسرياً، فاضطر للنزوح إلى الشمال وهو في العشرين من عمره بحثاً عن عمل. وهناك التحق بإذاعة صنعاء كمحرر في قسم الأخبار، ثم عاد إلى عدن بعد عدة أشهر مع خروج القوات البريطانية ونيل الاستقلال.

مطلع 1970م استدعاه الصحافي البارز محمد ناصر محمد ليكون معه ضمن طاقم محدود اختاره بنفسه في تأسيس وإنشاء أول وكالة أنباء وطنية على مستوى منطقة الجزيرة والخليج أطلق عليها اسم (وكالة أنباء عدن) (أ. ن. أ).
لم يأت العام نفسه على نهايته، حتى اختير مراسلاً معتمداً لوكالة (رويترز)، وظل مراسلاً لهذه الوكالة حتى يوم وفاته.

في بداية عام 1993م اختير عن طريق الصحافي اليمني البارز والمهاجر في السعودية الأستاذ فاروق لقمان، مراسلاً لجريدة (الاقتصادية) السعودية اليومية التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر وتطبع في الرياض ولندن، واستمر فيها لمدة 13 عاماً.

في بداية عام 1973م انتقل إلى صحيفة 14 أكتوبر اليومية الوحيدة في عدن، وتحمل مهمة رئاسة قسم الأخبار، وكذلك رئاسة النوبة الليلية لعدة أيام في الأسبوع.
في مطلع 1979م عاد للعمل مجدداً إلى وكالة أنباء عدن، بناء على طلب من الإعلامي البارز الأستاذ عمر عبد الله الجاوي، الذي عهد إليه مسؤولية مدير التحرير فيها.

في بداية عام 1983م انتقل إلى (دار الهمداني للطباعة والنشر) بعدن بناء على طلب من من رئيس مجلس الإدارة هذه المؤسسة، صديقه الشهيد أحمد سالم محمد الحنكي، الذي عينه سكرتير تحرير مجلة جديدة صادرة عن الدار هي (المسار).

في عام 1987م كلفه وزير الإعلام حينها د. محمد أحمد جرهوم مع زميليه نعمان قائد سيف وإبراهيم الكاف بإصدار مجلة جديدة تُعنى بشؤون المغتربين، وتحمل اسم (نداء الوطن).
شارك بنشاط في مختلف مراحل الحراك الصحافي لتأسيس كيان نقابي ومهني للصحافيين اليمنيين منذ بدء الخطوات الأولى مطلع سبعينيات القرن الماضي، وتوج هذا النشاط بعقد أول مؤتمر تأسيسي لكيان صحفي في عدن عام 1976م أطلق عليها اسم (منظمة الصحفيين اليمنيين الديمقراطيين).

ارتبط مخشف مع أسرة الأستاذ محمد علي باشراحيل، وولديه هشام وتمام باشراحيل بعلاقات إخاء وصداقة امتدت منذ نشأته وتفتحه صحافيًا في صحيفة «الأيام» في عهد إصدارها الأول على يد الأستاذ باشراحيل الأب، واعتبر واحداً من الأسرة، وبحكم هذه العلاقات ساهم مع الأخوين هشام وتمام باشراحيل في لعب الدور الكبير والأساس في عملية إعادة الإصدار الثاني لجريدة «الأيام» عندما سمحت الظروف بذلك بعد قيام دولة الوحدة عام 1990.

استمرت خدمته في «الأيام» حتى نهاية 1993 قبل أن تضطره ضغوط العمل إلى التفرغ لمهام عمله كمراسل لوكالة "رويترز" وصحيفة الاقتصادية اليومية السعودية، لكنه استمر في التواصل بعلاقاته الحميمة وتعاونه مع «الأيام» وأسرة باشراحيل.

متزوج منذ العام 1974م من ابنة الفنان المطرب والموسيقي اليمني الكبير محمد مرشد ناجي وأب لأربعة أبناء، ثلاثة أولاد وبنت. اختار اثنان من الأولاد (ريام وذويزن) بإرادتهما دراسة الصحافة والاشتغال في مهنتها بعد تخرجهما الجامعي في مصر وعدن، حيث يعمل الأول في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بصنعاء، والثاني في صحيفة 14 أكتوبر - عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى