​4 مايو 2009 ذكرى إيقاف "الأيام" ظُلمًا

> للتاريخ.. هذا كان رد هشام باشراحيل: "الأيام" ليست ملكي لكنها ملك السواد الأعظم

> كتب/ وليد سيف:
في هذا اليوم 4 مايو 2009 تم إجبار صحيفة "الأيام" على التوقف عن الصدور ظُلمًا من قبل عفاش رئيس نظام صنعاء آنذاك، لأنها رفضت الخضوع وتغيير المبادئ والتخلي عن عدالة القضية الجنوبية.
من المؤسف حقاً أن يتجاهل البعض التضحيات التي قدمها فقيد الصحافة العدنية بشكل خاص والجنوب بشكل عام، الصحفي المخضرم الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه. الكل يعرف ما قدمه هذا الرجل المقدام منذ الوهلة الأولى للحراك الجنوبي، وتكريس صحيفة "الأيام" بمصراعيها لنصرة عدالة القضية الجنوبية، وفعلاً انتصر لها بالرغم من كل المغريات التي عُرضت عليه عبر وسطاء -مازالوا على قيد الحياة- من قبل رئيس النظام السابق عفاش. سوف أخبركم عن واحدة من عشرات المُغريات (شيك مفتوح)، أن يضع الأستاذ هشام باشراحيل المبلغ الذي يُريده مقابل شراء صحيفة "الأيام" مع جميع محتوياتها، لكنه رفض ذلك العرض وكان رده: صحيفة "الأيام" ليست ملكي، لكنها ملك السواد الأعظم، وكان شعاره دائماً أنها (منبر من لا منبر له).

وللأسف الشديد، فإن البعض من هؤلاء النفر الذين يفتكرون أن التضحية تنطبق على من يحمل السلاح فقط. لا يعرفون أن سلاح (القلم) هو أقوى من سلاح الرصاص بدليل الهجوم الغادر بكافة أنواع الأسلحة الذي شنته قوى نظام صنعاء السابق بأوامر من عفاش على (القلم)، ألا وهي صحيفة "الأيام"، ومنزل الناشرين هشام وتمام باشراحيل وكل أفراد أسرتيهما أطفالاً ونساءً.

وانتهت تلك الحملة الظالمة بسجن الأستاذ هشام باشراحيل وأولاده هاني ومحمد هشام باشراحيل في البحث الجنائي بخور مكسر.
وأغلقت صحيفة "الأيام" 5 سنوات ظلماً، وكل ذلك لأنه رفض أن يبيع مبادئه وقضية الجنوب بحفنه من المال.

أنا هنا لا أقلل من حق الشهداء ممن حملوا السلاح ضد العدو الغازي حاشا لله، لكن أليس الأستاذ هشام باشراحيل فعلَ كل هذه التضحيات من أجل إعلاء كلمة الحق والانتصار لقضية الجنوب.
أقول بصراحة للقاصي والداني وأخص بالذكر (ناكري الجميل): إن لولا من بعد الله عز وجل، ومن ثم هشام باشراحيل وصحيفة "الأيام"، لما تفجرت القضية الجنوبية وظهرت علناً عبر الصحيفة. وأنا لا أقول هُنا كلاماً جُزافاً، لكن ارجعوا إلى أرشيف الصحيفة فماذا عمل هذا البطل وصحيفته منذ الوهلة الأولى للحراك الجنوبي لنصرة القضية الجنوبية.

الكثير لا يعرفون الضغوطات والتهديدات التي كانت تُمارس على الأستاذ هشام باشراحيل من قِبل أعلى هرم في حكم النظام السابق، بل كان يعرفها قلة من المقربين، وأيضًا يعرفها بعض قيادات رفيعة في الحراك الجنوبي.
صحيح أن البطل فقيد العمل الصحفي هشام باشراحيل أبو باشا مات على فراش المرض، لكنه مات كمداً وقهراً لما مُورس ضده وصحيفته من قِبل رأس نظام صنعاء السابق غدراً وظلماً وعدواناً، لأنه رفض كل المغريات وبيع القضية الجنوبية، لكن أقول للحبيب أبو باشا: صدق من قال: "لا تموت العرب إلا وهي متوافية".

للتاريخ.. لا تنسوا تضحيات هذا الرجل البطل فقيد الصحافة الأستاذ هشام باشراحيل الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل قضية الجنوب، وللعلم لم يكن ينتظر أي مقابل في سبيل رفع الظلم بشكل خاص عن مدينته الجميلة عدن والجنوب عامة.
وفي الأخير.. إن ما يحُوز في النفس أنني لم أسمع أو أشاهد في الفعاليات، أو الاحتفالات المهمة لقادة الجنوب اليوم هو الوقوف دقيقةً حداداً، وقراءة الفاتحة على روح هذا الصحفي المخضرم البطل الأستاذ هشام باشراحيل عرفاناً لما قدمه من تضحيات.
نمْ قرير العين يا أبا باشا، والذي عليك عملته بزيادة، فنحن من سيقرأ لك الفاتحة.

* المخرج الفني السابق لصحيفة "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى