"الأيام" في جولة ليلية خاطفة بين أنقاض تريم

> كتب/علوي بن سميط

> حطت قدماي بعد عدة ليال من الكارثة التي شهدتها مدينة تريم الوادعة، مساء يوم الأربعاء 23 رمضان الموافق 5 مايو، وصلت ومآذن المدينة ترفع أذان صلاة العشاء، في ليلة من الليالي الأخيرة في الشهر الفضيل، ويسري صوت المؤذن على المنازل التي باتت ذات ليلة مسكونة، فأصبحت منهارة في سويعات.

جولة خاطفة أخبرني فيها الأهالي عن الحدث، مشيرين إلى بيوت في وسط الظلام، بحي الشبيكة، المتصل بوسط المدينة المغلقة، بيوت تشققت، ولم تعد صالحة للسكن، وآيلة للسقوط، فقبل ساعات من وصولي في تلك الليلة، أنهار منزل بعد 4 ليال من الكارثة، ولم يكن فيه أحد، فقد أخلي كغيره من عشرات المنازل ثاني أيام الكارثة.

يحدثك الأهالي وكبار السن أنهم لم يشاهدوا طيلة حياتهم، أن السيل وصل من أعلى وادي عيديد، حتى وسط السوق، بل اقترب هذه المرة من سدة يادين، حيث المدخل إلى تريم، وأنت قادم إليها، وقصوا علينا ما عاشوه من مآسي، من المساء إلى اليوم التالي، حيث كان الحديث وسط الظلام، عمَّا فعله الشباب في سبيل إنقاذ الأهالي والإجلاء ورفع الأنقاض.

أين هم المتضررون الآن؟، جاءت الإجابة بأن معظمهم في بيوت أقارب لهم، وآخرون في الثانوية، وفي دار المصطفى، وبلغني أن أقرت السلطات أو وعدت بتقديم مبلغ 2مليون ريال لكل أسرة، إلا أن الشباب الذين شاركوا في الإنقاذ، قالوا لو أن الدولة وفَّرت سكنًا مؤقتًا لهم، مثل شقق، ودفعت لهم فاتورة الإيجار لمدة ستة أشهر لكان أفضل، ماذا يفعلون بـ2 مليون، إيجار شقه أو للغذاء أو للحاجات المعيشية، نريد أن تقدم الدولة والسلطة المحلية علاج استراتيجي، يتمثل في مكان مخطط آمن من السيول، لبناء منازل لمن فقدوا المأوى والمسكن بسبب الكارثة.

أثناء تواجدي في المنطقة، زرت إخوان الشهيد بامحيفوظ، وقدمت لهم واحب العزاء، في أخيهم الذي قضى، بعد أن انهار بيته، وتوفيت زوجته وابنته، وبقي اثنان من أولاده نجوا بلطف الله، ثم الإنقاذ من قبل الأهالي والشباب الشجاع.

وعلى الرغم من مواكب زيارات المسؤولين، بعد ساعات من الكارثة، ونزول رئيس الحكومة، لتفقد المنطقة، لا تزال مطالب الناس الملحة لم يستجب لها.

شاهدت أكوام المخلفات لم يتم انتشالها وأخذها بعيدًا عن المنطقة، والطرقات السير فيها صعبًا، خاصة وأن الأهالي لا يمتلكون سيارات دفع رباعي، وفي مستشفى تريم جرحى عددهم قليل إلا أنهم يحتاجون إلى الدعم العاجل الحكومي والخيري.

في جولة خاطفة ليلية، بدت تريم تلملم جراحها، وتدعو إلى التدخل العاجل فعلًا لا قولًا، فأكثر من (188) منزلًا تهدم كليًا أو جزئيًا، والأخرى أخليت فهي قد تنهار في أي لحظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى