مجلس الشيوخ الأميركي: يجب إشراك أصوات جديدة على طاولة السلام باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

> شدد سيناتور أمريكي بارز على ضرورة أن تشمل عملية السلام في اليمن أطرافًا جديدة، مشيرًا، في ذات الوقت، إلى محاولات بذلها الأمريكيون "لإقناع" سلطنة عُمان للضغط على جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، بالتراجع عن الهجوم على مأرب.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي كريس ميرفي، الذي زار الشرق الأوسط، مؤخرًا ضمن وفد أمريكي، أنّه "لا ينبغي لعملية السلام أن تشمل فقط نفس أصحاب القوة الذين تسببوا بعقود من الحروب طويلة الأمد." مشددًا على أنه "يجب أن تكون هناك أصوات جديدة على الطاولة، لضمان أن يكون لجميع اليمنيين رأي في مستقبل البلاد".

وقال السيناتور، في سلسلة تغريدات، نشرها الأربعاء على تويتر أنّ "الحرب في اليمن هي أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، مشيرًا إلى أن هناك "2 مليون طفل معرضون لخطر الموت جوعًا.

وقال ميرفي، وهو رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي المعنية بالشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب "قضيت الأيام الخمسة الماضية في الشرق الأوسط وأنا أضغط من أجل وقف إطلاق النار." وعلى الرغم من أنّ اليمن لا تحظى باهتمام أمريكي كبير في الولايات المتحدة، وفقًا لميرفي، لكن يجب معرفة كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب.

ووصف ميرفي، في تغريدة أخرى، المحادثات المنفصلة في فيينا التي تهدف إلى جذب كل من إيران والولايات المتحدة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي لعام 2015 بأنها "مهمة جدًا، وربما حاسمة للسلام في اليمن".

وإذا لم يتم إحراز تقدم حقيقي في المحادثات الإيرانية، توقّع ميرفي أنّ الإيرانيين سيواصلون "رؤية اليمن كفرصة لإحداث الأذى ضد الولايات المتحدة وحلفائها".

وركّز السيناتور الأمريكي على خطر ما وصفها بـ "المجاعة القادمة". لذلك رأى أنّ هناك ثلاثة أشياء يجب أن تحدث لدرئها. معتبر أنّ زيارته إلى المنطقة إلى جانب ليندركينغ، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيثس، ومسؤولين آخرين من إدارة بايدن تأتي "سعيًا لتحقيق هذه الأهداف."

أولًا، يقول ميرفي "يجب على الحوثيين وقف هجومهم على مدينة مأرب. إذا دخل الحوثيون مأرب، فسوف يترتب على ذلك كابوس إنساني جديد، حيث ستهرب جحافل اليمنيين من العنف".

ثانيًا، "يجب على السعوديين إنهاء حصارهم على المواني الرئيسة ومطار صنعاء. بدون القدرة على استيراد المواد الغذائية والوقود والسلع الأخرى بحرية، توقف الاقتصاد اليمني بشكل كبير، مما تسبب في المرض والمجاعة".

ثالثًا، "تحتاج الأمم المتحدة إلى الموارد لتوفير الغذاء والماء والرعاية الصحية لمن هم في أمس الحاجة إليها. في الوقت الحالي، نداء الأمم المتحدة لعام 2021 تم تمويل الثلث منه فقط." وأضاف "لقد ذهبت إلى قطر لأحث القطريين، الذين لم يساهموا هذا العام، للتقدّم".

ويرى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أنّه في حال "أوقف الحوثيون حصار مأرب، وفتح السعوديون المواني، فإنّ وقف إطلاق النار، الذي قد يؤدي إلى عملية سلام، ممكنًا"، "لكن أي احتمال لوقف إطلاق النار أو عملية السلام يحتاج إلى مشاركة أمريكية نشطة..".

من جانبها قللت الباحثة الأمريكية في الشأن اليمني، إليينا دولوزر من قدرة سلطنة عُمان على التحكم بقرارات الحوثيين، خصوصًا في "أمر كبير مثل مأرب".

وقالت الباحثة في برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ردًا على حديث ميرفي أنّ نفوذ عُمان "محدود".

وقالت دولوزر، في سلسلة تغريدات، أنه "حتى لو كانت عُمان قادرة على إيقاف الحوثيين، فإذا لم ينجح الأمر بشكل مثالي، فسوف يفقدون كل نفوذهم المستقبلي على الجماعة".

وعلى خلاف السيناتور الأميركي، رأت دولوزر الغذاء ليس مشكلة خطيرة مثل القدرة على شرائه. وأضافت "يقول العديد من اليمنيين إن أرفف البقالات ممتلئة، لكنهم لا يستطيعون الدفع. الحصار قضية واحدة، نعم، لكن الرواتب أكبر (وأولوية لجهود الأمم المتحدة بالفعل)، فضلًا عن قضية الحرب الاقتصادية والإدارة."

وبشأن النقاط الثلاث التي وضعها ميرفي، قالت دولوزر إنّ "أي عملية سلام حقيقية تتطلب إرادة سياسية من حكومة الحوثي وهادي."

وحول مقترح إشراك أطراف جديدة في عملية السلام، قالت دولوزر أنّها "فكرة رائعة" لكنها "لغز معقد للغاية يواجهه المبعوثون" الأمميون إلى اليمن.

واعتبرت أنّ "الأمر معقد بسبب بعض تفسيرات قرارات الأمم المتحدة"، فضلًا عن أنّ الطرفيين (الحوثي وهادي) "يفضّلان عدم توسيع المحادثات وتمييع أنفسهما".

وتساءلت دولوزر، "أين ستُرسم خطوط الإشراك؟ ومن يشمل؟ ومن يستبعد؟ هذه أسئلة صعبة للغاية، خصوصًا، أنّ العديد من الجماعات في اليمن لا يمكنها "الفوز" ولكن يمكنها العمل كمُفسدة."

وقالت الباحثة الأمريكية إنّ "الإرادة السياسية الإقليمية والدولية ليست كافية لإنهاء الحرب في اليمن." لذلك هناك حاجة "للإرادة السياسية للحوثيين وحكومة هادي"، ومن وصفتهم بـ "المفسدين المحتملين"، "يجب عليهم جميعًا أن يرغبوا في إنهاء الحرب في نفس الوقت".

وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي قد أشار لإمكانية النظر في إصدار قرار جديد، يشرك أطراف يمنية جديدة في مفاوضات السلام. والأربعاء المنصرم أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، في بيان، عن أسفه لعدم توصل زيارته الأخيرة لاتفاق يضمن وقف إطلاق نار شامل في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى