​أهالي لحج ينتظرون العيد بجيوب فارغة وملابس قديمة

> تقرير/ هشام عطيري

>
​بالتزامن مع الأيام الأخيرة من شهر الخير رمضان المبارك، وقرب حلول عيد الفطر المبارك، تشهد الأسواق في مدينة الحوطة بلحج ازدحاما شديدا، خاصة بعد الإفطار، إذ تخرج كثير من الأسر للتبضع وشراء ملابس العيد لأطفالها بصورة خاصة.

وتمتلئ المحال التجارية في سوق المدينة بأنواع الملابس خلال الشهر الفضيل، فإلى جانب أن رمضان شهر له طباع روحانية، إلا أنه في نفس الوقت يعد موسم تجاري تنتعش فيه حركة البيع والشراء، إضافة إلى انتشار مختلف أنواع البسطات في  شوارع المدينة، التي دأب بعض الشباب على العمل عليها استغلالا لموسم الرواج، ومساهمة لتحسين مستوى الدخل، خاصة أنها فترة تكثر فيها المصروفات.


ويعج الشارع العام في مدينه الحوطة بالمواطنين المتسوقين، لذا تتوقف حركة السيارات في شوارع المدينة لإعطاء فرصة لحركة السوق، خاصة في العشر الأواخر من رمضان.
في هذا الموسم ارتفعت أسعار الملابس لمستويات قياسية، يرجعها بعض ملاك المَحَالّ التجارية إلى ارتفاع العملة الصعبة مقابل الريال اليمني، إذ إن جميع المعاملات التجارية تتم بالريال السعودي والدولار عند تجار الجملة، مما أوجد صدمة لدى كثير من الأسر جراء هذا الارتفاع الكبير.


ويقول أحد المتسوقين إن أسعار هذا العام لا تطاق، إذ يحتاج رب الأسرة إلى ما يقارب 100 ألف ريال لشراء ملابس لخمسة أطفال ذات نوعية متوسطة، "هناك أسر يتفاوت دخلها الشهري، وتصبح جيوبها فارغة بعد يومين من استلامه، فيقعون في حيرة من أمرهم، هل يقومون بشراء مواد غذائية أم يشترون ملابس لأطفالهم ويلغون فكرة شراء المواد الغذائية الشهرية، مما قد يؤدي إلى نقص في الغذاء، وأسر أخرى غير قادرة على  توفير مبالغ لسد جوعهم،  فضلا على التفكير بشراء ملابس العيد أصلا".


المواطن قادري مفتاح قال إن هذا الارتفاع في إسعار ملابس الأطفال دفع الأسر إلى اتخاذ قرار التقشف حتى في ملابس العيد لأطفالهم، موضحا: "إذا أسرة لديها خمسة أطفال وهي غير قادرة على شراء سوى بدلة واحدة  لأطفالها في العيد، تتخذ قرارا باستخدام بدلة العيد الوحيدة بالتناوب بين أطفالها الخمسة".

 حزن وألم تعيشه كثير من الأسر اللحجية المتعففة خلال هذا الشهر الفضيل جراء عدم مقدرتها على توفير احتياجاتها من الغذاء والدواء والملابس للأطفال، لارتفاع الأسعار التي أرهقت كاهلهم، وأصبحت غير قادرة على توفير أبسط مقومات الحياة.


يقول المواطن محسن :"أنا قادم من إحدى قرى القريبة من المدينة، فوجئت بأسعار الملابس للأطفال، لدي ثلاثة أطفال، ومعي مبلغ لا يتجاوز 30 ألف ريال، يعلم الله من أين وفرته، لكني لم استطع بهذا المبلغ شراء الملابس، نظرا لارتفاع أسعارها في المَحَالّ التجارية. ماذا أعمل غير العودة إلى المنزل والبحث عن مبلغ إضافي يساعد في شراء ملابس العيد لأطفالي".

فيما مواطن آخر لديه خمسة أطفال يقول: "هل تصدق أني بملبغ  100 ألف ريال، بالكاد، قمت بشراء ملابس للأطفال الخمسة، هذا، وأنا ميسور الحال، وفرت هذا المبلغ، فكيف بتلك الأسر التي لديها أطفال أكثر وحالتها المعيشية صعبة، ماذا تعمل؟".


وتتردد عبارات مفادها أن عيد الفطر المبارك عيد للأطفال لتحفيز كل من لديه القدرة من فاعلي الخير للبحث عن الأسر المتعففة التي تعجز عن السؤال وتقديم العون والمساعدة لهم بإدخال البهجة لأطفالهم في هذه المناسبة المباركة، فهناك كثير من الأسر أنهكها التعب والفقر جراء هذه الأوضاع الاقتصادية التي ساهمت بشكل كبير في زيادة أعداد الفقراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى