«ثالوث الإرهاب»: إسرائيل وإيران والإخوان. محو فلسطين واختطاف اليمن

> فهيم الحامد

> لم تعد هناك شكوك في دخول جماعة الإخوان الإرهابية والنظامين الإيراني والإسرائيلي في شراكة استراتيجية فاسدة لإبادة الأمة الإسلامية، وسحق الشعب الفلسطيني، وسفك دماء الشعب اليمني والعراقي والسوري، وبلع الأراضي الفلسطينية، ومحو أي آثار لحقوق الفلسطينيين المشروعة، فضلا على اتفاق الثالوث الإرهابي على استهداف أمن واستقرار دول الخليج.

من الانتهازية إلى البراغماتية النفعية، وجد تنظيم الإخوان ضالته في النظام الإيراني ونظام تل أبيب عبر بوابة التلاعب بالقضية الفلسطينية، والمتاجرة بالقدس والمسجد الأقصى، حتى وصل إلى سدة الحكم من خلال المشاركة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وظهور القائمة العربية الإخوانية في المشهد السياسي علنا، بعد أن كانت تعمل في الخفاء لتدمير القضية الفلسطينية.

مصالح جماعة الإخوان ونظام قم تجسدت في محاولة زعزعة استقرار دول المنطقة وأمن الخليج، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، واستغلال القضية لصالح حساباتهما السياسية، وفي ليلة ظلماء كشف النظام الظلامي الإخواني عن وجهه الأصلي في التماهي والتحالف مع حكومة ائتلافية إسرائيلية أشد تطرفا من نتنياهو.

نظام قم وتنظيم الإخوان لم يقدما للقضية الفلسطينية والقدس، سوى التآمر ودعم الانفصال والانقسام. ونجح التآمر الإخواني والإيراني في تشتيت الفلسطينيين، خصوصا جماعة الإخوان التي رأت في التقارب مع نظام طهران ملاذا وصمام أمان مهما لها في خضم العزلة الإقليمية، وفي الوقت نفسه الانبطاح للتسويق لليمين الإسرائيلي المتطرف كطريق للعودة لبوابة الحكم، حتى ولو كانت البوابة تل أبيب ليكون التنظيم أحد أذرعه إسرائيل الإرهابية في المنطقة بهدف تحقيق أهدافها التخريبية.

ورغم الاختلافات الأيديولوجية، فإن طهران والإخوان وجدا أن هناك منفعة متبادلة للتحالف مع الكيان الإسرائيلي لاستخدام الجماعة الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي لتنفيذ مخططاته في المنطقة العربية، كون إسرائيل كانت تساند وتدعم جماعة «الإخوان الإرهابية» سرا في الدول التي تشهد صراعات وصدامات بالمنطقة العربية وخارجها.

إن منهج العنف والإرهاب إسرائيلي في الأساس بالمنطقة، ويستخدم ضد الفلسطينيين، وهو أحد الطرق التي استلهمها النظام الإيراني والإخواني في إبادة وسفك دماء الشعوب، لأن عقيدة الدولة الإسرائيلية هي الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة والطائفية وكلاء لها، فمليشيات الحوثي وفيلق القدس يقتلون الأطفال مثلما يقتل الكيان الإسرائيلي الأطفال كل يوم، والعلاقة تحكمها الانتهازية والمصلحة، وتحقيق هدف مشترك هو الوجود في المنطقة وبسط النفوذ وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، لأن الإخوان معروفين بانتهازيتهم، يدعمون ويساندون أي نظام سياسي يوصلهم للسلطة. وأولئك الذين يتوقون لتغيير الوضع الراهن المروع، أو إنهاء الاحتلال، أو حتى خطوة صغيرة نحو التعايش الإسرائيلي الفلسطيني، يجب ألا يحبسوا أنفاسهم، بعد اقتراب نفتالي بينيت، زعيم حزب «يمينا» من رئاسة الوزراء، لأنه أكثر تشددا من نتنياهو، وهو زعيم سابق للمستوطنين في الضفة، ومؤمن منذ فترة طويلة بضم الأراضي المحتلة. إنه تحالف الفكر الظلامي والصفوي والصهيوني للإبادة.

"عكاظ"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى