التخطيط والتعاون بأبين"كومبارس"..منظمات كثر عددها وشاب عملها الغموض

> تقرير/سالم حيدرة صالح

>
  • شبه استخباراتية وأخلاقية تلاحق الموظفين
  • المنظمات وزر يتحمله أهالي أبين بلا طائل
أبين المنكوبة المحرومة من أبسط الخدمات الفاقدة للبنى التحتية، تئن وتطبق على أنفاسها المنظمات والمؤسسات التي من المفترض أنها عاملة هناك. فعمل المنظمات الدولية والإغاثية بات يشوبه الفساد وتعتريه العشوائية، وتلتصق به صفة الغياب عن المشهد.
وتؤكد شخصيات اجتماعية في المحافظة على أن عمل المنظمات غير مدروس، فالمواطن يسمع عنها كثيراً، لا يرى شيئاً، مشيرين إلى أن أغلبها يعمل دون علم السلطة المحلية.

وقالوا إن "أغلب السكان في مدينة زنجبار وخنفر تعرضوا للنزوح في 2011، وتشردوا وذاقوا مرارة العذاب، وهم اليوم في أمس الحاجة إلى تقديم الدعم لهم، لكن ما يحز في النفس أن تلك المنظمات لم تنظر إلى معاناتهم، وكل تركيزها على النازحين من المحافظات الشمالية، وأصبح عملها مسيساً، ويأتي ذلك في ظل غياب تام لمكتبي الشؤون الاجتماعية والعمل والتخطيط والتعاون الدولي الذين تركوا الحبل على القارب، ولم يقوموا بإلزام تلك المنظمات بالعمل عبرها كون ذلك في إطار أعمالها".

الناشطة بونة الساحلي، أوضحت أن عمل المنظمات الدولية لا يرتقي لتطلعات أبناء المحافظة، وفيه من العشوائية والتخبط، كما أنه لا يوجد أي دور للسلطة المحلية، "نسمع عن عمل هذه المنظمات، لكن لا نشاهده على الأرض، وهناك تكتم في أعمالها، ونسمع أن الكثير منها قدمت الدعم في القنوات الفضائية، لكن في الواقع الملموس صفر، وللأسف الشديد أن عملها تحول إلى عمل استخباري ومسيس".

وأكدت الساحلي، في سياق حديثها لـ "الأيام"، أن أبين عانت الكثير وبحاجة لمن يداوي جراحها ويعيد الابتسامة على الشفاه للمواطن المغلوب على أمره من خلال عمل منظم لهذه المنظمات التي تثير الريبة والشك في أعمالها بعد أن عجزت السلطات المحلية عن وقف المنظمات التي تعمل بدون تراخيص، مشيرة إلى أن عمل المنظمات الدولية والمحلية عشوائي وغير منظم ولا يعرف عددها.

رئيس المفوضية الجنوبية لمكافحة الفساد بأبين، شيخ العويني، قال إن "عمل المنظمات في المحافظة يسيطر عليه الفساد، ولم يقدم المأمول في ظل صمت السلطات المحلية التي لم تقم بواجبها كما ينبغي، وللأمانة، فإن عمل المنظمات الدولية والمحلية أصبح عملاً استخباراتي، ويخدم قوى الاحتلال اليمني من خلال الاستبيانات والمسوحات التي يقومون بها في المحافظات الجنوبية دون أن يقوم بوقفهم على مثل أعمال هكذا تتنافى مع ما يدعون بتنفيذه".

وتابع: "ناشدنا مراراً وتكراراً وقف هذا العبث في أعمال هذه المنظمات، لكن لا حياة لمن تنادي. ظلت كما هي ولم نشاهد أي دور حقيقي تقدمه للمواطن الأبيني غير اهتمامها بالنازحين من المحافظات الشمالية، لا نريد أعمالاً استخبارية تحت مظلة المنظمات الدولية، وسبق أن شرعت إحدى المنظمات باستخراج شهادات ميلاد للنازحين من المحافظات الشمالية من قبل مكتب الأحوال المدنية والسجل المدني دون أن توقفها السلطة".

رئيسة إدارة المرأة والطفل بانتقالي زنجبار آمنة علي سالم، قالت لـ "الأيام": إن المواطن بمدينة زنجبار يعاني الأمرين، لكن المنظمات لا تنظر إليه، ولم تقدم له إلا الفتات، وكل اهتماماتها بالمشاريع التابعة للسلطة، حيث تم حرمان شريحة واسعة من الأسر الأشد فقراً من المشاريع الإغاثية".
"ما تقدمه المنظمات لا يمسن ولا يغني من جوع، ما زلنا نعاني العوز والفقر" قال المواطن صالح عامر، مطالباً الجهات ذات العلاقة بإلزام المنظمات بتأدية عملها وتقديم الدعم المناسب للمواطن الأبيني.

نائب محافظ أبين الأمين العام للمجلس المحلي مهدي الحامد، وفي معرض رده على سؤال "الأيام" حول دور السلطة المحلية مما تقوم به المنظمات في المحافظة، قال: "السلطة المحلية تتابع باهتمام عمل المنظمات في المحافظة، وما تقدمه من دعم إغاثي، أو في الجانب التنموي عبر مكتبي الشؤون الاجتماعية والعمل والتخطيط والتعاون الدولي الذين هما المشرفان بدرجة رئيسية عن عمل كافة المنظمات".

وكشف الحامد أن هناك منظمات خاملة لم تقدم ما يشفع لها، قائلاً "صحيح أن العمل الإغاثي قد لا يلبي طموحات المواطنين، ونحن لن نسمح بالعمل العشوائي والتسيب، وسنتخذ الإجراءات ضد تلك المنظمات، لكن في المقابل هناك تدخلات من قبل بعض المنظمات في الكثير من الأعمال الإغاثية والإنسانية والتنموية، ونحن نقيم عملها".

بدوره، نائب مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل جميل بامهيد، أوضح أن عدد المؤسسات المحلية العاملة في المحافظة (412) مؤسسة، "لم تعمل منها سوى 5 هي مؤسسة شباب أبين ومؤسسة مبادرون شباب ومؤسسة التنمية الشاملة ومؤسسة رواد العمل ومؤسسة الغد المشرق، وجميعها تحمل تراخيص العمل من قبل المكتب".
نائب مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل جميل بامهيد
نائب مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل جميل بامهيد

وأكد بامهيد أن المكتب يقوم بعمل تقييم ومراجعة لعمل تلك المنظمات المحلية، مشيراً إلى أن كثرة المنظمات سببت ازدواجية في العمل، إلا أن عملهم كجهة إشرافية هو متابعة عمل المنظمات.
وأفاد بأنهم سيقومون بغربلة الجمعيات الأهلية الخاملة التي يبلغ عددها 176 جمعية أهلية، وأنهم رفعوا بـ 131 جمعية خاملة للوزارة لغرض توقيف نشاطها وما زالوا في انتظار الرد.

وتابع "سنقوم برفع كشف بالمنظمات المحلية الخاملة للوزارة لغرض سحب التراخيص وتوقيف عملها ونشاطها كونها تشكل عبئاً على المكتب، ولا نريد مثل منظمات كهذه مجرد كلام على الورق".

من جانبه، قال مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة وضاح أحمد حماص، إن عدد المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في أبين هي 15 منظمة لا غير، وتقوم بتنفيذ العديد من الأعمال في جميع مديريات المحافظة الإغاثية، لكن ليس بالشكل المطلوب، حسب تعبيره، مؤكداً أنه لا يمكن إنكار العشوائية والتجاوزات التي تحصل من قبل المنظمات.

ويقر حماص بأن هناك منظمات تقوم بعمل متداخل في أكثر من مرفق حكومي دون الرجوع إلى المكتب الذي أصبح كـ "الكومبارس" حد وصفه، على الرغم من أنها تحمل تراخيص عمل من المكتب إلا أنها لم تلتزم بمعايير العمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى