ما تيسر من سيرة (الراحل في العيد)

> عوض بامدهف

> (المقطع الأول)
رياضي مبدع ينتمي إلى أسرة عدنية رياضية عريقة التاريخ والأصالة والممارسة، صاحب القامة الرياضية الباسقة، والأداء الكروي الأنيق والمميز، والتسديدات الكروية القوية الشديدة الدقة والإحكام، امتاز برشاقة الحركة وإجادة المراوغة والتمريرات الدقيقة والمتقنة، وذلك من خلال إرسال الكرة إلى كل جهات الملعب بالمسطرة.

(المقطع الثاني)
خضعت منطقة العمليات والمناورة لسيطرته المطلقة والمحكمة لفترة طويلة من الزمن، واشتهر بالحب الجارف بالإخلاص الشديد لمعشوقته المستديرة الساحرة، إنه التلالي المخلص والرياضي المحب والعاشق (الكابتن سامي حسن النعاش) الذي بدأ مشواره الكروي الزاخر بالعطاءات المبدعة نجماً كروياً لامعاً في سماء الكرة العدنية، وشكل إضافة موفقة إلى مشوار نادي الأحرار الرياضي، حيث كانت نقطة انطلاق الموهبة الكروية الجديدة.

(المقطع الثالث)
وفي أيام التلال الكروية الذهبية احتل الكابتن سامي حسن النعاش مكانةً متميزةً ودوراً بارزاً وإسهاماً كبيراً وبصمات شديدة الوضوح في صنع الأمجاد التلالية الزاهية، إذ كان التلال والبطولات وجهين لعملة رياضية رائجة واسعة الانتشار وتداول الصيت الذرائع والمكانة المرموقة، والسمعة العطرة التي ملأت أرجاء الوطن، وتجاوزت حدود الوطن الضيقة إلى الآفاق الرحبة، وذلك لكونه نجماً ساطعاً وبارزاً ضمن كوكبة النجوم التلالية الساطعة والمشرفة في سماء الكرة العدنية.

(المقطع الرابع)
وعندما اعتزل الممارسة المستديرة الساحرة والمعشوقة لم يبتعد كثيراً عن رحاب سماوات الكرة العدنية.

ولأن الإخلاص صفة أخلاقية أصيلة، فإن الكابتن سامي النعاش لم يتردد لحظة واحدة في تلبية نداء نادي التلال الرياضي له، وحاجته الماسة إلى جهده وعطائه، ورغم أوضاع التلال الكروية التي فقد معها الكثير من مكانته وحماسه وحيويته ورونقه، وافق النعاش على قبول المهمة الصعبة، للقيام بتدريب الفريق التلالي الممتاز لكرة القدم، وهكذا قدم درساً راقياً جديراً بالاقتداء، ونجح في إنعاش الأوضاع التلالية الكروية، وإعادة ملامح البهجة والتألق والرونق، واستعاد التلال مكانته المرموقة في صدارة ساحات التنافس الكروية الشريفة.

وتمكن النعاش من إعادة التلال إلى سابق عهده مع الإنجازات والبطولات، حيث ارتقى التلال منصة التتويج، ونيل لقب بطل الدوري في العام 2005م.

(المقطع الخامس)
خاض الرياضي الخلوق والقدير الكابتن سامي النعاش، واثق القدرة والعزم، مجال تدريب المنتخبات بمختلف درجاتها، واستطاع بحنكة ودراية وعزيمة قوية تحقيق الكثير من النقلات البارزة في مسار عطاء ونتائج المنتخبات التي أحدثت بها النقلات متقدمةً في مسارها الصائب نحو تحقيق التطور المنشود.

(المقطع السادس)
لحظات نقضيها في رحاب استرجاع ذكريات لأيام مضت نسجت خلالها أواصر علاقات حميمة وأخوية بدأت معالمها في اللقاء الأول بيننا عندما كان سامي النعاش أحد تلاميذي، وكنت أحد مدرسيه في (مدرسة المرسابة الابتدائية للبنين) بمنطقة المرسابة في (المدينة القديمة كريتر)، وكان لقاؤنا الثاني في رحاب الكيان الرياضي الكبير (نادي الأحرار الرياضي)، وخاتمة لقائنا كانت في رحاب (نادي التلال الرياضي)، حيث جمعتنا عضوية مجلس الإدارة التلالية برئاسة الأستاذ م. أنيس ناصر السماوي، وظلت لقاءاتنا تتحاور بين القرب والبعد حسب وقائع مجريات الزمن والظروف المحيطة، لكنها احتفظت بحرارتها وعنفوانها وتألقها وحيويتها.

(المقطع السابع)
وفيما عيد الفطر المبارك يستهل يومه الرابع والكل من حولنا يسعى إلى مواصلة الاستمتاع بلحظات خاطفة من الفرح الغامر -فجأةً دون مقدمات- حلق في رحابنا الخبر الأليم الذي حمل في طياته مقادير من الحزن والألم والحسرة، ففي يوم الأحد الحزين 16 مايو من 2021م، رحل عنا عملاق الكرة العدنية الرياضي الخلوق والقدير ربان المنتخب الوطني لكرة القدم الأول، ويا لها من صدمة مروعة حلت علينا دون انتظار أو توقع، لكنه قضاء الله وقدره. رحم الله العملاق والخلوق الكابتن سامي النعاش، وغفر له وجزاه خير الجزاء لما قدمه للرياضة والرياضيين، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى