صحيفتان: واشنطن تصر على تفاوض مباشر ورهان الشرعية على تفوق امريكي خذل

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>  أفادت صحيفة بريطانية كبرى في نسختها باللغة العربية أمس السبت أن واشنطن مازالت متمسكة بضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، ودعوة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات المباشرة، لإنهاء الصراع الدموي الممتد الى العام السابع.
ونقلت صحيفة اندبندنت عربية، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "على الحوثيين الانخراط بجدية (في عملية السلام)، إذا كانوا يريدون حقًا إنهاء الصراع، وتخفيف معاناة الشعب اليمني".

وحسب الصحيفة جددت وزارة الخارجية الأميركية تأكيدها ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، ودعوة كل الأطراف للتحاور بحثًا عن سبل إنهاء الصراع.
جاءت تصريحات المتحدث الأمريكي عقب يوم على تصريحات ناطق جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام الذي أعلن موقف صنعاء صراحة من الجهود الدولية لحلحلة ملف أزمة اليمن.

وشدد المتحدث الأمريكي الذي فضل عدم ذكر اسمه بحسب الصحيفة البريطانية على ضرورة عقد محادثات مباشرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإحراز التقدم في العملية السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات متحدث الخارجية الأمريكية بعد يومين على زيارة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ للسعودية، حيث التقى كبار المسؤولين من الحكومتين السعودية واليمنية، إضافة إلى المبعوث الأممي مارتن جريفيثس.

ولم يعلق المتحدث الأميركي على نتائج زيارة الوفد العُماني الأخيرة إلى صنعاء، لكنه كشف عن أن الأمم المتحدة قدمت لأطراف الصراع مقترحًا يستعرض خطوات إنهاء القيود المفروضة على التدفق الحر للسلع، وإقرار وقف إطلاق النار، وبدء محادثات سياسية.
في سياق أشارت إليزابيث كيندال، الباحثة المتخصصة في الشأن اليمني، إلى وجود بعض الدلائل التي تشير إلى قرب عقد "صفقة أولية" بين أطراف النزاع اليمني، منها زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيثس لإيران، ولقاء مسؤولين عُمانيين قيادات حوثية في صنعاء، وإيقاف التحالف العمليات العسكرية لتهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي، إضافة إلى بدء الحوثيين تجديد مطار صنعاء.

وقالت كيندال في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، إن صفقة مبدئية بين الفرقاء تكفي للتمهيد إلى وقف لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات والوقود والسلع، مشيرة إلى "أن الأولوية العاجلة لأي اتفاق تتمثل في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية، وإبقاء المدافع صامتة بما يكفي لدخول الأطراف المتحاربة في محادثات".
وأضافت الأكاديمية في جامعة أكسفورد، أن "أي صفقة الآن ستكون نهاية البداية وليس بداية النهاية"، إذ ستظل هناك عملية طويلة وصعبة قبل التوصل إلى تسوية سلمية شاملة، ناهيك عن صعوبة تحويل الاتفاق النظري إلى واقع عملي، كما حدث مع اتفاقية ستوكهولم لعام 2018 واتفاق الرياض لعام 2019.

إلا أنها أشادت بدور المبعوث الأميركي إلى اليمن، مؤكدة أن جهوده حشدت الجهات الإقليمية الرئيسة، وأعطت دفعة جديدة لمبادرات الوساطة التابعة للأمم المتحدة.
وتتزايد الجهود التشريعية في الكونغرس لدعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية، والدعوة إلى معاقبة الحوثيين على الجرائم المرتكبة في اليمن، واستمرار الهجوم على مأرب، الأمر الذي يضع بعض قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اليمن مثل رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب في عين العاصفة.

وفي هذا السياق، قالت كيندال، إن "السياسات الجديدة تصبح فعالة بمرور الوقت"، واعتبرت أنه من السهل انتقاد السياسات الأميركية الجديدة، ومنها رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب بالقول إنها تهدف إلى تمكينهم، مشيرة إلى أن استهداف الحوثيين لمأرب جرى قبل عدة أشهر من تولي بايدن منصبه، والأمر كذلك بالنسبة لمحاولات الجماعة الضغط لتحقيق مصالحهم قبل المبادرة بالدفع نحو السلام.

لكن تقرير إخباري آخر نشرته صحيفة العربي الجديد الإلكترونية الصادرة في لندن، أمس السبت، تحت عنوان "الدور الأميركي في اليمن: مقاربات تكبّل التسوية السياسية" قال إن الإدارة الأمريكية بدت "فاقدة للحيلة أكثر من أي وقت مضى".. مضيفًا "فبعد جولات مكوكية عقيمة لليندركينج، بين الرياض ومسقط، كان آخرها الأربعاء الماضي، لم يكن في جعبة واشنطن من أسلحة سياسية سوى إصدار بيانات متكررة، ظهرت في غالبيتها تتوسل الحوثيين وقف الهجوم على مدينة مأرب، لما له من تبعات إنسانية، فضلًا عن ضغط متواضع، تمثل بفرض عقوبات محدودة على قيادات عسكرية".

ونقل تقرير "العربي الجديد" عن مصدر حكومي لم يسمه القول إن الحكومة الشرعية كانت تعوّل كثيرًا على الدور الأميركي في "كبح الإرهاب الحوثي، والتفوّق على الجهود الأممية، لكنها للأسف تحوّلت إلى رديف لها".
وتابع المصدر قائلا "النظرة الأميركية القاصرة للملف اليمني سببها التضليل الأممي الذي صوّر لإدارة بايدن أن أزمة اليمن هي أزمة إنسانية فقط، وأن قرار إدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية بمثابة حكم إعدام على اليمنيين بشكل كامل، فضلًا عن الدور الخجول للسفير الذي انتهت ولايته، كريستوفر هينزل".

وبعد أشهر من نقاشات ظلت تدور في حلقة مفرغة، يقابلها تعنّت من الحوثيين إزاء مبادرات السلام، ومواصلة هجماتهم المميتة في مدينة مأرب، كان من الواضح أن الإدارة الأميركية قد توصلت إلى قناعة بعدم امتلاكها أي وسائل نفوذ حقيقية لكبح العنف الحوثي، بحسب العربي الجديد.
وقال التقرير أن واشنطن لجأت إلى سلطنة عمان، ثاني أقرب الأطراف الإقليميين لجماعة الحوثي بعد إيران "من أجل إنقاذ الموقف، وغداة مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره العماني بدر البوسعيدي، سافر وفد عماني رفيع إلى صنعاء، في 6 يونيو الحالي، لكن نتائج الزيارة التي استمرت لمدة أسبوع، لم تظهر إلى العلن حتى الآن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى