بعد 19 سنة اعتقال بجوانتانامو.. أمريكا تقرر الإفراج عن يمنيين

> واشنطن "الأيام" أ.ف.ب:

> كشفت سجّلات وزارة الدفاع الأميركية أنه تم اتّخاذ قرار بإطلاق سراح يمنيين كانا محتجزين في سجن الولايات المتحدة العسكري الواقع في خليج غوانتانامو في كوبا للاشتباه بأنهما من أنصار تنظيم القاعدة.
واعتُقل علي الحاج شرقاوي وعبد السلام الهلال عام 2002 في إطار الحرب الأميركية على "الإرهاب" التي تم بموجبها توقيف أشخاص يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

ونقلا إلى معتقل غونتانامو في 2004، فيما كشفت سجلات أن شرقاوي تعرّض للتعذيب أثناء التحقيق معه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية عقب اعتقاله في باكستان.
وأظهرت وثائق صادرة عن "مجلس المراجعة الدورية" التابع للبنتاغون والذي يقيّم كل فترة قضايا معتقلين في غوانتانامو أنه تمّت الموافقة على إطلاق سراحيهما في الثامن من يونيو.

وذكرت السجّلات المرتبطة بقضيتيهما أن "مجلس المراجعة الدورية توصل بالإجماع إلى أن مواصلة اعتقال المعتقل بموجب قانون الحرب لم تعد ضرورية للحماية من تهديد كبير مستمر لأمن الولايات المتحدة".
واتّهم علي حاج عبده شرقاوي، وهو مواطن يمني الجنسية، وُلد في 26 مايو عام 1974م وينحدر من محافظة تعز، غرب اليمن، البالغ 47 عاما،  بأنّه وسيط عالي المستوى للقاعدة ساهم في نقل أموال ومقاتلين عبر الشرق الأوسط وتجنيد حراس شخصيين لمؤسس التنظيم أسامة بن لادن.

لكن لم يسبق أن واجه اتهامات في محاكم عسكرية تأسست للنظر في قضايا سجناء غوانتانامو.
وذكر تقرير عام 2019 صدر عن منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" بأنه يعاني عدة مشاكل صحية، تفاقم بعضها في 2017 جرّاء إضرابه عن الطعام لأسابيع.

كما لم يسبق أن وجّهت تهم لعبد السلام الهلال (49 عاما)، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، بأنه تم اختطافه من مصر للحصول عن معلومات عن الأفغان أبان الإتحاد السوفيتي كونه رجل استخبارات يمني سابق، واتُهم بأنه سهّل أنشطة للقاعدة.
وأشار بيان "مجلس المراجعة الدورية" بشأن الموافقة على الإفراج عنهما إلى أنهما لا يحملان معتقدات متطرفة على ما يبدو أو يخططان للانخراط في صفوف مجموعات مثل القاعدة.

وهما من بين 40 سجينا لا يزالون في غوانتانامو، بعد عقدين من بدء ترحيل المعتقلين إليه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وبعدما بلغ عددهم في مرحلة ما نحو 780 معتقلا، أطلق سراح معظمهم وأعيدوا إلى بلدانهم الأم أو بلدان ثالثة من دون أن توجّه تهم إليهم.

ومن 40 ما زالوا محتجزين، يبدو أن عشرة منهم لديهم صلة قوية باعتداءات 11 سبتمبر أو غيرها من الهجمات وأدرجوا في نظام المحاكم العسكرية، بينهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.
وتمت الموافقة على إطلاق سراح 11 بانتظار ترتيب وزارة الخارجية عملية تسليمهم.
ويمثّل ذلك مشكلة بالنسبة لليمنيين نظرا إلى أن بلدهم غارق في الحرب فيما لا يزال لتنظيم القاعدة حضور قوي.

وقالت محاميته، بيث جاكوب، إن فريقها سيواصل مقاومة هذا القرار لأن أمر الإفراج الصادر عن المحكمة له وزن أكبر من توصية مجلس المراجعة بترتيب النقل.
تشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه عند التوصية بعمليات النقل، قال مجلس المراجعة الدورية إن كل رجل "يمثل مستوى معينًا من التهديد في ضوء أنشطته السابقة".

وقالت إن الإفراج عن شرقاوي الحاج يمكن الترتيب له بأمان من خلال "قيود المراقبة والسفر". بالنسبة لعبد السلام الحيلة، أوصى مجلس الإدارة بإعادة توطينه في بلد ثالث من شأنه "تنفيذ الإجراءات الأمنية المناسبة"، والسماح له بلم شمل عائلته.
وبحسب التقرير ظل اليمنيون لسنوات من بين المعتقلين الأكثر صعوبة في نقلهم من جوانتنامو، لأن الولايات المتحدة تعتبر تلك الدولة التي لديها تواجد قوي للقاعدة، غير مستقرة إطلاقاً للمساعدة في إعادة توطين المعتقلين وتعقبهم. قالت السيدة جاكوب إنه يجب إرسال الرجلين إلى بلد "يحترم حقوق الإنسان الخاصة بهما، ويمنحهما فرصة للتعافي مما فعلته بهما الولايات المتحدة في العقدين الماضيين وبناء حياة".

وقالت جاكوب: إن عبد السلام الحيلة يريد لم شمله بزوجته، ويتمكن من رؤية طفلته الوحيدة الباقية على قيد الحياة، وهي ابنة رآها آخر مرة عندما كانت طفلة صغيرة. قُتل ولداه في حادث أثناء احتجازه في جوانتنامو. ابنته الآن متزوجة في اليمن، وتدرس لتكون محامية متخصصة في ممارسة حقوق الإنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى