في عدن.. كورونا مصدر دخل للأسر الفقيرة!

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

>
  • كمامات على الطرق ارتداؤها إسقاط واجب
على مدخل الطريق المؤدي إلى مبنى الهجرة والجوازات في المدينة العتيقة كريتر، تجد أمما من البشر تتجه إلى هذا المبنى، كل له غايته، رجال ونساء وأطفال. عندما تراهم تشعر أو يتهيأ لك أن سكان الوطن قد شدوا رحالهم ليغادروه، وإذا سألتهم يرد الجميع بتذمر ويأس قائلين: "لم يعد لنا عيش هنا !"، من الصعب جدا أن تشعر بالغربة وأنت في وطنك. ووسط هؤلاء المغادرين الباحثين عن فرص أفضل خارج الوطن، ثمة أطفال يبحثون أيضا عن فرصة أفضل للعيش في الوطن، يجرون خلف المارة حاملين كراتين صغيرة في أياديهم الأصغر، ينادون بالمارة "كمامات.. كمامات" رأيتهم يلاحقون الأشخاص المتجهين صوب مبنى الهجرة ليبيعوا لهم الكمامة بالإجبار لا بالترجي، "لن تدخل الهجرة إلا بكمامة "، قال أحد الباعة الأطفال.

ويشجع أبو عبدالله قرار إدارة الهجرة والجوازات فرض ارتداء الكمامة داخل المبنى، وقال وهو في طريقه لاستخراج بطائق شخصية لأبنائه البالغين وشهادة ميلاد لحفيده". هذا ممتاز، وكل ما هو لمصلحة المواطن لا اعتراض عليه، خاصة أن كثيرا من الأخبار تؤكد وجود فيروس كورونا؛ لهذا كان على القائمين على الهجرة والجوازات اتخذا هذا القرار لمصلحة المواطن أولا وأخيرا".

قاسم عمر شاب في العشرينيات يقول عن الباعة الأطفال :"ازعجونا. يتشعبطوا فيك زي القراد، ويجبروك تشتري كمامة. الناس خلصت من كورونا، ونحن لا نزال نعيش هذا الوهم يلبسونا كمامة".
ويضيف بلهجة يغطى عليها القهر: " قدنا خارج من البلاد لا شغل ولا مشغلة، شبابنا يضيع، استخرجت جواز عشان أسافر وألحق ما تبقى من العمر لنعيش زي الناس".

كان قاسم يقود سيارته والأطفال تجري خلفه ليشتري كمامة وهو رافض، فانسحب الأطفال جميعهم وبقي طفل ذو عشر سنوات يحلف له بأن الحارس لن يسمح له بدخول المبنى ما لم يرتد الكمامة، ما دفعه لشراء ست كمامات له وللأطفال والنساء في السيارة.

وتختلف أسعار الكمامات ما بين طفل وآخر فكبار السن أي من هم ما بين الـ13 والـ15 من العمر يبعيون الكمامة الواحدة بـ 200 ريال، بينما الأطفال الصغار ممن هم دون العاشرة يبيعونها بـ300 ريال. يقول أحد أولئك الأطفال: "نبيع الكمامات هنا للناس فالحراسة في بوابة الهجرة لن تدخلهم، ممنوع يدخل أي أحد إلا إذا ارتدى الكمامة"، ولما سألته عن سبب منع الدخول بدون كمامة أجاب "يخافوا من كورونا وعشان تخفيف العدوى بين الناس، المكان زحمة والمبنى صغير".

المواطن سالم أبو جمال يتحدث عن المشهد: "هؤلاء الباعة حصلوا رزق فإذا في اليوم باع باكت، والباكت يطلع بـ 5000 ريال وساعات يشتريه بأقل من الصيدلية، إذا باعه هنا الحبة بـ200 بيطلع فائدة الضعف، فإذا باع 25 كمامة من أصل 50 بسعر 200 حصل رأس المال، والباقي فائدة، وإذا باع الباكت كله يحصل فائدة 100 %، إضافة إلى أن الفائدة تزيد لو باع البعض منها بقيمة 300 ريال".

ولا تعترض نجوى عمر، وهي امرأة في العقد الرابع من العمر، على لبس الكمامة وترى أنها احترازات صحية لا بد منها، "والله هذا أفضل قرار للحد من انتشار الفيروس، لأنه بجد المكان لا يتسع لكل هؤلاء البشر، و إذا دخلتي المبنى تجدي أمم فوق أمم من البشر، وزحمة لا تطاق، فهذا المبنى يستقبل كل المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية. تخيلي 22 محافظة كلها تتلقى خدماتها من هذا المبنى".

وتساءلت نجوى: " لماذا لا يكون في كل مديرية مبنى خاص بالهجرة والجوازات؟ هذا سوف يساعد على تخفيف الزحمة والله تعبنا. المعاملة لا تحتاج وقتا طويلا، نصف ساعة بالكثير، لكن مع الزحمة تأخذ نهارا كاملا، وعشان تستكمل معاملتك لابد أن تفرغ نفسك لهذه الزحمة".

وتشاطرها الرأي أم نوف وتقول: "فعلا محتاجين في كل مديرية مكتب لاستكمال المعاملات، أليس هو دائرة تقدم خدمات، مثلها مثل مكتب الصحة التربية الدفاع المدني كل منهم لديه مكاتب في كل مديرية، نتمنى أن يكون للهجرة والجوزات مكتب في كل مديرية للتعامل"، وتعبر عن استغرابها لسبب قدوم المواطنين من بقية المحافظات للمعاملة في عدن على الرغم من وجود مكتب للجهرة والجوازات في كل محافظة.

أما ناهد عوض، فترفض الشراء من هؤلاء الأطفال، معللة أن الكمامة يجب أن تبقى نظيفة ومعقمة، وهؤلاء الأطفال يلمسون الكمامات بأيديهم ويلوحوا بها لتلتقط الأتربة والجراثيم، "بدل ما نحتمي من كورونا نضيف لنا أمراض وجراثيم أخرى، من المفترض أن تباع هذه الكمامات في الصيدلية لا في الطرق. لا بد من فرض رقابة على بيع الكمامات. مش ناقصين أمراض".

وعن إمكانية شراءها كمامة من الأطفال لتسهيل دخولها للمبنى قالت: "الحمدلله برقعي يحميني، ولا يمكن أن اشتري، خاصة من الطرق. الهدف منها الحماية وليس نقل الجراثيم والبكتيريا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى