كارثة السيول بالجنوب.. سيناريو يعيد نفسه سنويا

> محافظات «الأيام» مراسلون + فريق التحرير

>
  • 12 ضحية وخسائر بالملايين كبدت المزارعين في حضرموت ولحج وأبين
> تسببت السيول الجارفة التي شهدتها المحافظات الجنوبية، خلال أيام عيد الأضحى، بغرق 12 مواطنا على الأقل، وجرف آلاف الهكتارات الزراعية، وغمر منازل وأحياء، فضلا على قطع الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن وحضرموت، وقطع التيار الكهربائي عن محافظات عدة.

كرش
كرش

"الأيام" قامت بتغطية واسعة في عدة محافظات جنوبية لرصد حجم الأضرار وتداعيات الكارثة على المواطنين، التي تعيد نفسها سنويا في ظلّ ضعف الرقابة ومتابعة مجاري السيول، وانهيار مصدات السيول وسدود المياه التي كانت تحمي المواطنين، وتقوم بحفظ المنسوب ليستفيد منه المزارعون لاحقا.

حضرموت
حضرموت

ففي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، غمرت السيول الناتجة عن مياه الأمطار عددا من منازل مدينة الحوطة وضواحيها، نتيجة للمنخفض الجوي، وتضررت منازل المواطنين في بعض حارات المدينة جراء غمرها بمياه السيول وسط محاولات المواطنين فتح منافذ لها تدفقت بكميات كبيرة مشكلة بحيرات ومستنقعات كبيرة، فيما شرع مواطنون آخرون بالمساعدة في إنقاذ كثير من الأسر التي غمرت منازلها مياه السيول التي اختلطت بمياه الصرف الصحي.

كارثة السيول بالجنوب.. سيناريو يعيد نفسه سنويا
كارثة السيول بالجنوب.. سيناريو يعيد نفسه سنويا

وتشكلت المستنقعات والبرك الكثيرة في أحياء المدينة، فيما شرعت مؤسسة المياه بتحريك آلياتها لشفط المياه من تلك المستنقعات والبرك في ظلّ غياب التخطيط والتصريف الجيد لمياه الأمطار.

فريق من أشغال تبن يطلع على وضع العبارات المغلقة
فريق من أشغال تبن يطلع على وضع العبارات المغلقة

وناشد المواطنون عبر "الأيام" السلطة المحلية في المحافظة بتوفير تجهيزات ومعدات خاصة بشفط المياه، تكون جاهزة لأي طارئ قد يحدث، مشيرين إلى أن بعض الحارات لا تستطيع سيارات الشفط الدخول إليها، وهو ما يستدعى توفير تلك التجهيزات للطوارئ.

غمر منازل بمدينة الحوطة وإغلاق عبارات المياه بالعند
غمر منازل بمدينة الحوطة وإغلاق عبارات المياه بالعند

وتتكرر مشاكل تصريف مياه الأمطار في المدينة التي تعاني من هذي المشكلة منذ عقود، فقد حذر عدد من المختصين من كوارث قد تحدث، لا سمح الله، في المدينة لعدم وجود شبكة تصريف السيول ومياه الأمطار.

إلى ذلك، أدى إغلاق عبّارات المياه والبناء فوقها بمنطقة العند إلى تدفق مياه السيول الناتجة عن الأمطار التي شهدتها مناطق تبن بلحج الأربعاء الماضي إلى تضرر المقبرة القديمة وتشقق العديد من المنازل المبنية من الطين، فيما تعرض 80 % من المنازل المبنية من البلوك لدخول مياه الأمطار من أسطح المنازل في مدينة العند، حسب حديث لمواطنين بالمنطقة.

مقبرة تضررت بمياه السيول بالعند
مقبرة تضررت بمياه السيول بالعند

وقيدت تقارير رسمية مصرع ثلاث نساء وطفلين إثر مداهمة السيول لمركبتهم في أحد أودية مديرية بيحان بشبوة، بينما كانوا ينتظرون توقف الأمطار، كما جرفت السيول أحد الجنود في إحدى النقاط الأمنية بأبين، وتوزع بقية الضحايا على المحافظات.

وفي محافظة أبين، جرفت السيول أعمدة نقل الضغط العالي للتيار الكهربائي، وكانت الأضرار التي خلفتها السيول التي تدفقت على بعض الأودية جسيمة، أهمها وادي حسان.

سقوط أعمدة الكهرباء بأبين
سقوط أعمدة الكهرباء بأبين

ووجهت مؤسسة كهرباء المحافظة نداء استغاثة عاجل، للسلطة المحلية والجهات المعنية المختصة بمكتب الزراعة والري للوقوف والمتابعة والعمل، وأشار مدير عام مؤسسة كهرباء أبين م. محمود مكيش إلى أن السيول انحدرت على خطوط الطاقة وقامت بجرفها، وألحقت أضرارا بخطوط 11 و33 ك ف في مناطق يرامس وشقرة، وما زالت الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لاستعادة التيار بشكل مؤقت لمدينة شقرة.

وأضاف أن الطواقم الفنية تعمل بشكل مكثف، وتبذل قصارى جهدها حسب الإمكانيات المتاحة لدى المؤسسة، أيضا ستتوجه الفرق الفنية إلى بعض المواقع لإصلاح الأضرار التي ألحقتها السيول الجارفة بعد أن جرفت أعمدة الكهرباء.

تضرر أعمدة الكهرباء
تضرر أعمدة الكهرباء

ولفت مكيش إلى أن المؤسسة ليس لديها آليات ومعدات حديثة تمكنها من تأدية مهام عملها على أكمل وجه، وعلى كل الجهات المعنية في المحافظة التحرك اللازم بصورة استثنائية؛ لأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعادة التيار الكهربائي في مناطق يرامس وشقرة الساحلية التي تضررت كثيرا.

وأدى تدفق السيول في وادي أحور شرق محافظة أبين إلى استمرار انقطاع الطريق الساحلي الدولي المعروف بطريق (عدن ـ حضرموت).

انقطاع الطريق الساحلي الدولي أحور
انقطاع الطريق الساحلي الدولي أحور

وعاود تدفق السيول بالوادي، فأدى إلى توقف حركة الشاحنات والمركبات والمسافرين عن مواصلة سيرهم نحو العاصمة عدن أو باتجاه حضرموت.

توقف حركة الشاحنات والمركبات والمسافرين
توقف حركة الشاحنات والمركبات والمسافرين

وقال مواطنون إن قوة السيول في أحور جرفت محاصيل الحبحب في منطقة حناذ على المزارع فريد عوض فريد، وعدد من المزارعين في علبوب، بعشرات الفدانات وأيضا أراضي زراعية.

أحور
أحور

وخسر مربو النحل ملايين الريالات، إثر جرف السيول مناحلهم بأودية حضرموت وشبوة ولحج، موجهين مناشدتهم للسلطة المحلية ومكتب الزراعة والمنظمات الدولية لعمل الحلول والمعالجات للمزارعين المتضررين وعمل مصدات للأراضي الزراعية المتبقية التي لم تجرفها السيول ومساعدتهم بما أمكن، لتجاوز خسائرهم.

تضرر الأراضي الزراعية حسان
تضرر الأراضي الزراعية حسان

وخلال مرور المنخفضات الجوية كل عام، وتعالي تحذيرات مراكز الإرصاد الوطنية، يعيش المواطن، على مستوى المحافظات الجنوبية، في قلق دائم، مخافة خطر السيول الذي يتكرر سنويا مخلفا عشرات القتلى وخسائر مادية بالمليارات، في ظل وضع اقتصادي متأزم لا يقوى فيه المواطن على مقاومة الكوارث الطبيعية.

كرش
كرش

"الأيام" تناشد الحكومة بإيجاد حلول جذرية لتصريف السيول، والوقوف بصدق ومسؤولية، لإنقاذ المواطنين من هذه الكارثة التي تتكرر كل عام، وتفتك بالمواطن المنهك نفسيا ومعنويا وجسديا.

كرش
كرش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى