هزيمة جماعة الحوثي في مأرب تعمق أزمتها

> عدن "الأيام" البيان

> ​من جديد، عادت القيادة المقامرة لميليشيا الحوثي للمراهنة على تحقيق تقدم عسكري في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، لكنها منيت بهزيمة نكراء ودفعت ثمن ذلك خسائر كبيرة في الأفراد والآليات، رغم أنها دفعت بكامل قوتها في هذه المحاولة التي تسبق تعيين مبعوث أممي جديد خاص باليمن، حيث كانت تمني نفسها بفرض أمر واقع يجعلها في الموقف الأقوى إذا ما ذهبت إلى طاولة الحوار لكنها فشلت.

قيادة الميليشيا كانت قبل ذلك قد راهنت على تحقيق أي تقدم على هذه الجبهة مع بداية طرح الأمم المتحدة خطتها لوقف الحرب ورفضتها الميليشيا، وأيضاً عند محاولتها تغيير واقع المعركة الشهر الماضي عند اقتراب انتهاء مهمة المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، واعتقدت حينها أن بإمكانها اختراق دفاعات مأرب، وأن الفرصة مواتية لفرض شروطها لوقف الحرب، لكنها منيت بهزيمة قاسية ظن معها الكثير من المراقبين أنها ستجعل هذه القيادات تعيد النظر في رهاناتها الخاسرة لكن ذلك لم يحدث حتى اليوم.

وبالتزامن مع الهزيمة التي تلقتها حشود ميليشيا الحوثي في جبهات غرب مأرب كانت تتلقى هزائم مماثلة في جنوب المحافظة، حيث أعلنت القوات الحكومية تحرير مناطق ومرتفعات استراتيجية جديدة في جبهة رحبة على حدود محافظة البيضاء، حيث حررت منطقة الكتف بالكامل ومنطقة راس السمر وجبل العليب. بعد معارك أسفرت عن مقتل وجرح العديد من عناصر ميليشيا الحوثي، إضافة إلى خسائر أخرى في العتاد.

وكانت قيادة الميليشيا قد استبقت نتيجة المعارك في جبهات الكسارة والطلعة الحمراء والمشجح، غرب المحافظة وروجت لانتصارات كاذبة إلا أنها التزمت الصمت بعد ذلك وتعرضت لسخرية واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذه هي المرة السابعة التي تروّج ميليشيا الحوثي للانتصارات المزعومة في مأرب ثم تبين الوقائع عكس ذلك.

ووفق مصادر عسكرية حكومية فإن القوات استدرجت مجاميع الميليشيا إلى موقعين في جبهة الكسارة، ثم انقضت عليها فقتلت أكثر من 22 منهم وجرح ضعف هذا العدد قبل أن ينسحبوا إلى مواقعهم السابقة، فيما تولت مقاتلات تحالف دعم الشرعية مهمة تدمير مواقع وتعزيزات للميليشيا كانت أرسلت في محاولة لإنقاذ الموقف وتأمين انسحاب تلك العناصر، حيث نفذت عشرات الغارات كان لها الدور الفاعل في حجم الخسائر التي منيت بها الميليشيا.

ومع أن خيار التصعيد العسكري فشل منذ ما يزيد على عام ونصف العام على بدايته إلا أن المراقبين يستبعدون في الوقت الحالي أن تعدل قيادة الميليشيا عنه لأسباب مرتبطة بالدور الإقليمي الذي وجدت من أجله أصلاً، إذ إنها لا تمتلك قرارها، كما أن الصراع المتنامي بين أجنحتها يجعل من استمرار الحرب ضمانة لعدم اندلاع مواجهات مسلحة بين هذه الأجنحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى