أسوأ ما في الأمر عجزنا عن تبرئة أنفسنا من الفساد

> على مدى خمسين عاما، ونحن نتخبط في مواجهة الصراع فيما بيننا، ونرتكب المزيد من الأخطاء التي أضاعت الوطن والإرادة والكرامة، ولم نستفد من تاريخنا الطويل في مواجهة المؤامرات التي تحاك على أرضنا وشعبنا، ولا في حقنا الواضح في أرض الجنوب.
خضنا حروبا بدائية فيما بيننا وخسرناها، وحروبا كلامية ارتدت علينا، وحروبا تفاوضية خسرناها، لم يتبقَ لنا من أمل إلا في زمن آخر على يد جيل آخر من الشباب، يتعاطى المتغيرات دون وجل أو خوف، وتمكنهم من القيادة في مجملها.

فماذا تجدي الألفة في المزاعم أيها السياسيون أمام شعبكم، وأنتم غير متضامنين ومتجانسين في الأمور الجوهرية، التي تمس المواطن الذي فيه ما يكفيه، ولا نستطيع الاستمرار في الضحك عليه، ولذلك فالصحيح يبقى أبدا ولو تراكم على صدقه غبار السنين.
فتعالوا أيها السياسيون والقادة لنبني جسرا للتواصل، دون مسمياته، ولنترك الألقاب، ولنبني هذا الوطن، فالريح العاتية آتية كما هي آتية علينا، وبها يعود أثرها عليكم.

قد نختلف معكم في الرأي، ولكن دعونا نعمل على وقف الحروب التي دمرت كل شيء جميل في اليمن. تعالوا نعمل على إدخال البسمة والفرحة على وجوه الفقراء والبسطاء، وذلك من خلال توفير الفقراء وصيانة حقوقهم وصون كرامتهم وفك ربقة الظلم عن أي مظلوم؛ فقد شاخت عظامهم، ونحن نقتتل دون أن يقدم بعضنا لبعض رغيف خبز يشبع فقراء اليمن.

قد نختلف معكم أيها الساسة في الرأي، فلا تتهمونا بسوء الفهم والخيانة وعدم الدراية. جئنا لنبني الوطن معكم، هكذا تقول الأديان السماوية، هكذا يقول العقل والمنطق، هذا ما تفرضه الحياة واستمراريتها، لا كما يريد سماسرة السوق وتجار الخوف والسلاح وأرباب الإرهاب بكل ما تحمله الكلمة من لون وطعم ورائحة.

ألا يكفيكم أنكم جثمتم أعواما على صدر هذا الشعب الذي أصبح للأسف يهزأ بكم ويصفكم بهؤلاء الهباشين المتسلقين الانتهازيين، تلك التي تمسك بتلابيب قيم زائفة هي قيم النفاق والتزلف والتسلق كي تصعد إلى القمة، لكنها سرعان ما تكبو وتسقط على أيدي هذا الشعب الصبور الذي يئن لصمت، ويحتقر كل من يستغل البسطاء ويسطوا على حقوقهم؛ لأنهم وصلوا إلى قناعة أن هؤلاء القادة والحكام لا زالوا يمارسون الظلم والقهر والذل وإهدار الأرواح والمال العام، ولم يقفوا لحظة واحدة إلى جانب البسطاء من الشعب، وفي وجه بلطجية الزيف والفساد والنفاق الاجتماعي لأنهم ببساطة قوة شيطانية، يستغلون مواقعهم في السلطة للوقوف بالمرصاد لمن يقف أمام مصالحهم، فكلما لاح أمام هذا الشعب أفق الصلاح امتد من تلك القوى الحاكمة إلى حيث تبدد طاقتنا، وتطيش رماحنا، وتردها إلى صدور الشعب.

السير في تأمين خطانا على طريق المستقبل يتطلب قادة تنهض باليمن، قادة لا تذعن للظلم والقهر والذل، قادة قادرون على إخماد الفتيل الذي كاد ولا يزال يطغى على صدر هذا الشعب ومشاعره بالخوف والأمان والظلم، قادة قادرة على إصلاح الانحرافات، وتوجهها إلى ما ينفع الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى