ما مستقبل تنظيم القاعدة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟

> ​مع اقترابها من السيطرة الكاملة على التراب الأفغاني، أثار الصعود الكبير لحركة طالبان تساؤلات حول مستقبل تنظيم القاعدة، الذي كان أحد أبرز أسباب الغزو الأمريكي للبلد في العام 2011.
وفي غضون أيام استطاعت حركة طالبان الاستيلاء على عواصم الولايات الأفغانية حتى وصلت لحصار العاصمة كابول، اليوم الأحد، وسط حديث متصاعد عن مفاوضات لاستلامها من الحكومة دون قتال.
وفي غضون ذلك، برز التساؤل حول ما إذا كانت طالبان في دخولها الثاني لكابول في العام 2021 ستكون نفس النسخة التي حكمت البلاد من العام 1996 واحتضنت تنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن حتى سقوط نظامها إثر التدخل الأمريكي في 2001، أم ستتعلم من أخطاء الماضي.

مبايعة الظواهري
وعلى الرغم من أن ما يطفو على السطح من تفاصيل حول محادثات السلام التي جرت بين طالبان وأمريكا يفيد بتعهد الحركة الأفغانية بعدم جعل أفغانستان مقرا للحركات الإرهابية العالمية على غرار تنظيم القاعدة مقابل الانسحاب الأمريكي، إلا أن محللين استذكروا السرعة التي بايع بها زعيم القاعدة أيمن الظواهري قائد حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده بمجرد الإعلان عن اختياره في العام 2016 خلفا لأختر منصور.
وحينها قال الظواهري، في رسالة صوتية: ”إنه واستمرارا على طريق الجهاد وسعيا في جمع كلمة المجاهدين واقتداءً بقادتنا الشهداء.. فإني بوصفي أميرًا لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم ببيعتنا لكم مجددًا نهج الشيخ أسامة في دعوة الأمة المسلمة لتأييد الإمارة الإسلامية وبيعتها“.

شبح العودة
حذر وزير الدفاع البريطاني، يوم الجمعة، من احتمال عودة تنظيم القاعدة مع سقوط المناطق الأفغانية في يد طالبان.
وقال بن والاس في حديث لشبكة سكاي نيوز، إنه ”قلق للغاية“ من أن ”الدول الفاشلة“ حول العالم – مثل أفغانستان وسوريا والصومال – تؤدي إلى عدم الاستقرار الذي يغذي المنظمات الإرهابية.

وأضاف والاس: ”لهذا السبب قلت إنني شعرت أن هذا ليس الوقت المناسب أو القرار الذي يجب اتخاذه“، في إشارة إلى انسحاب القوات الأمريكية والقوات المتحالفة من البلاد، ”لأن القاعدة على الأرجح ستعود“.
ووفق تقديرات لخبراء غربيين، فإن شبح عودة تنظيم القاعدة مجددا انطلاقا من أفغانستان لا يزال يخيم على الأجواء.
وفي تقرير لها الشهر الماضي، نقلت شبكة بي بي سي البريطانية عن محلل شؤون الأمن والإرهاب ساجان غوهيل، قوله: ”إن انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرًا حتميًا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو معها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى“.

أماكن اختباء مثالية
كما ذكرت الشبكة البريطانية أن كلا من ”تنظيم القاعدة وخصمه تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، سيسعيان إلى الاستفادة من رحيل القوات الغربية لتوسيع عملياتهما في أفغانستان“، مشيرة إلى أن ”كلا التنظيمين موجودان بالفعل في أفغانستان. البلد ببساطة جبلية للغاية، والتضاريس وعرة للغاية، بحيث تشكل أماكن اختباء نائية لهذه الجماعات الإرهابية المحظورة دوليًا“.

التعلم من الأخطاء
في المقابل، وبحسب التقرير ذاته، يرى رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال السير نيك كارتر، الذي كان له عدة جولات قيادية في أفغانستان، أن قيادة طالبان ربما تكون قد تعلمت من أخطائها السابقة.

ونقلت بي بي سي عن كارتر قوله إنه ”إذا كانت طالبان تتطلع لتقاسم السلطة، أو الاستيلاء عليها، فلن ترغب في أن يُنظر إليها على أنها منبوذة دولياً هذه المرة“، موضحة أن الرؤساء الأكثر حكمة بين طالبان، وخاصة أولئك الذين اختبروا الحياة الرغيدة في مراكز التسوق المكيفة في الدوحة خلال مفاوضات السلام الأخيرة، سيناقشون فكرة الانفصال التام عن القاعدة من أجل ضمان قبولهم على المستوى الدولي.

بريطانيا تهدد
وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال أيضا، الجمعة الماضي، إن بريطانيا قد تعود إلى أفغانستان إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب، وفق رويترز.
وردًا على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجددًا إلى أفغانستان، قال والاس لإذاعة (إل.بي.سي): ”سأترك كافة الخيارات مطروحة. إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون ”إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود“.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى