"دمعتان ثقيلتان".. قصتان قصيرتان

> عادل ناصر

> عدن.. شتاء 1967، والمطر رذاذ، أطلت من شرفتها بعينين زائغتين، وقد أصابها الملل من طول الانتظار. رأته يقفز إلى الباص، والوردة الحمراء ملقية على الرصيف. راحت تنظر بقهر إلى الوردة الحمراء، والأحذية القديمة تمر عليها وتسحقها بغير التفات. سقطت من عينيها دمعتان ثقيلتان.. حبتان من اللؤلؤ مكنون...

عينان ضاحكتان
صنعاء صيف 1982. ولصنعاء مذاق رائع، ومذاق مقلق.. راحت تخطو خطوتها الحلوة. كانت لها عينان ضاحكتان، لهما شكل اللوز، ولون العسل المصفى، كانت لها عينان أسعد من طفل يغرق في صدر أمه الرؤوم.
كانت لها عينان مرحتان، حين خطت خطوتها الواثقة الحلوة من باب الجامعة، غاصت في خاصرتها الناحلة، سكين، جعلت تبرق من أحد وجهيها- من قبل- شمس فضية، لامعة، خاطفة للأبصار، سقطت تلك العينان على الأرض، أغمضتا، وانطفأتا.
ما عادت تلك العينان الضاحكتان بضاحكتين! ما عادت تلك العينان المرحتان بمرحتين! ما عاد لهما شكل اللوز، ولا لون العسل المصفى! غابت تلك العينان! يا لهما من عينين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى