​دوري (الشيخ) وموقف أندية عدن

> ياسر الأعسم

>
ياسر الأعسم
ياسر الأعسم
وسط جدل كبير انطلق قطار الدوري اليمني في سيئون وشبوة دون أندية عدن التي قررت مقاطعته لأسباب بات يعلمها الجميع.
من حيث المبدأ، وإذا تجردنا كلنا من  فوضوية قراراتنا ومزاجية عواطفنا، فلا شك أننا مع المشاركة، لكن ومن خلال مراقبتنا للمشهد، نرى أن هناك وجهين لصورة واحدة وربما أكثر، فإذا نظرنا للجانب المشرق للرياضة العدنية، نجد أن تاريخها أكبر من أن يحشره أحدهم في خانة صغيرة أو تملكه رغبة أو مجاملة شخصية، أما الجانب المظلم، فهو أن تجربة رياضة عدن والجنوب مع السياسة مرة وقاسية، فقد عاشت سنوات طويلة تسير بجانب الحائط، ومستسلمة لكل أنواع الابتزاز، ووسط متغيرات الأحداث والواقع الذي أفرزته حرب السنوات السبع، نستطيع القول أن أندية عدن بدأت تتنفس وتحاول التحرر من التبعية المفرطة، وبالتالي وجدت نفسها أمام خيارين، أما أن تستمر في الانحناء أو تنتصر لنفسها، وتقف في وجه ما تعتقد أنه تعسف وغطرسة، ومن جهة ثالثة نجد أن بعض التنازلات كانت ستنهي المشكلة قبل أن تتحول إلى أزمة.

سال كثير من الحبر خلال الفترة الماضية، و أخرجت اجتهادات بعضهم ألسنتها الصفراء  تطعن في موقف أندية عدن إلى حد الوقاحة، ويصورون لنا حالهم أصحاب نصيحة ومفاتيح خير، وهم الذين لم يذرفوا دمعة واحدة أو نسمع (نحنحنة) مشاعرهم طوال أكثر من ثلاثة عقود من كابوس سلطة الوحدة وأشرف شنب فيهم استغشى (زنته) واختار الصمت، بل أن معظمهم كان شاهد زور على بطش نظامهم  برياضة عدن، ومحاولتهم محوا تاريخها من خارطة رياضتهم، وتجريدها من مجد يتجاوز عمره قرنا، وحين زارت كلها قاع المظاليم كان أكثرهم من الشامتين، وإذا تحدث أحدنا عن العدالة فتهمة الانفصال جاهزة، ومن (العبط) أن يأتوا اليوم ليملوا علينا قناعاتهم، وتحدثنا جعجعتهم الكذابة عن تنحية الرياضة عن السياسة، ويقولون إنا لكم من الناصحين، والمفروض أن نهز ذقوننا ونصدقهم.

نحفظ الود لزملائنا، وبالتأكيد أن منهم كثيرون محترمون، ولكن لطالما شيطنت كثير من الأقلام الشمالية الشيخ أحمد العيسي واعتبروا وجوده لعنة على كرة القدم، ولم يتركوا كلمة وقحة أو صفة قبيحة إلا و نعتوه والاتحاد بها، حتى اعتقدنا أن كل شيء في اليمن مستقيم عدى الشيخ واتحاده، وراودنا إبليس عن أفكارنا وظننا أن ذنبه الوحيد جنوبيته، وحسبناهم لن يرضوا عنه أبد الدهر، فوجدناهم وقد قلب بعضهم الصفحة وركب الموجة، حتى أننا نظنهم عقدوا هدنة مؤقتة، ولسان حالهم يقول: "بعد البطولة سنستضي له ونرجع نسوقه".

أنصار الله يملكون وزارة ووزير للشباب والرياضة، ويحكمون من رأسها، وكل شهر تقام بطولة في صنعاء مرة لشهيدهم (الصماد) وأخرى باسم رئيسهم محمد علي الحوثي، وجميع أنديتهم يشاركون فيها، ولم نر  الاتحاد ينفش ريشه عليهم أو نقرأ فسبكة (زنابيلهم) تحرض على انقلابهم أو تدعوا إلى معاقبتهم أو يرتفع صوت (خبرتهم) يحذرنا من السياسة الملعونة، بينما في عدن إذا أقمنا بطولة بهرروا في وجوهنا، وإذا تم تغيير مدير مكتب أو تعيين إدارات جديدة لبعض أنديتها أصبحنا متمردين، وإذا قاومنا تعسفهم ودافعنا عن حقوقنا و كرامتنا سهل عليهم تكفيرنا، وأخرجونا من ملة رياضتهم، وكأننا لن نعيش بسلام من دونهم.

نرفض المزايدة على حق أندية عدن، فليس هناك كرامة أو شجاعة في طعن ظهرها، ودعوتهم لمعاقبتها، كما لا نحتاج تعاطفهم، ولكن أضعف الإيمان يحفظوا حسناتها وفضل موقفها عليهم ولو للمرة الأخيرة، فقد حضوا بكرم من (الشيخ) لم يحلموا به، بعد أن كانت معظم الأندية تشارك في البطولات سلف ودين، وكاد بعضهم أن ينسحب.

 أندية عدن قررت مصيرها، وتستعد لخوض معركتها، ولا نحسبها تلتفت للخلف أو تخضع للي ذراعها، ومن يعرف الشيخ أحمد العيسي يعلم بأن رأسه (يابس) ولن يتراجع، ففتيل الأزمة مازال مشتعلًا، وكل الخيارات مفتوحة، وقد تذهب الأحداث إلى الانفجار أكثر، ونتوقع تعثر الدوري.
رسالة نرجو أن يفهمها أصحابنا، لا تدفعوننا لرهان على حصان واحد فيخسر الجميع، نتمنى أن يخيب عناد الشيخ أحمد العيسي ظننا، وإذا مازالت تربط أندية عدن وقيادتها وجماهيرها شعرة به، فنحن على ثقة أنهم يحرصون ألا يقطعونها، ويظل عشمنا كبير بحضور العقول الحكيمة، وتنتهي الأزمة بسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى