وفاء لعدن

> فؤاد أبوبكر حيمد

> أيا عدن ولدت فيك ملكا متوجا

وترعـرع في حـواريـك كـل كـياني

كـم قـهـقـهـت أزقــتــك لشـقاوتي

ورددت طـرقاتـك الأنيقـة صدى الـحاني

كم في صباي سطـرت قـصائدا فيك وزيـنـتـها بأحـلى المعاني

لا.. ولا ظـلـما مسـني منك أو قهر أو بـهتان

كـنت فيك ملـك ذاتي

كيف لا.. ومـلـكي كانت حافـة بـحـرك والشـطآن

أمضيت فـيك سنين طـفولتي وصباي

وعيناك لم تـنـفـك تـرنـو إلي.. رنـو العاشق الولـهان

كـم لـبـثـتـي تـرقـبي نـمو هـيـئـتي

ومناك أن أكون لك في عـنـفـوان شبابي حارسا مـنـان

بـثـت آتي وأغـدو فـيك لا خـوف يـملأ جـوفي

لا ولـم يـرتـجـف في جسدي الشغـوف شـريان

كل الجـهات فيك تـعـرفـني

كل الزوايا فيك تـرقب نور الفـجـر كـي تـلقاني

ما من وريـد في نسيج بـنـيـتي

إلا ويـحمل ذرة من ثـراك الـحـاني

كل المسالـك فـيك بـها أثـر لحـوافـري

وفـضائـك يـحمل قـطـرات من نـدى عـرقي الشاني

كم غـسل "صهريج الطـويلة" بـدني

وكم لامست قدماي قـمم "شـمسان"

كم رقـصت أمواج "ساحل أبـيـن" لمـقـدمي

وكم هامسـتـني قـلعـة صيرة فخرا بـصمود أبنائـها ضد جـحافـل العدوان

كم عانـقـتـني أحواض مسبح حقات

وكم كان مـلـعـبه يـهـزج حـين يـراني

أيا عدن تشهد نـجوم سماك كم سامرت مقلتاي ليالـيك ألماً

حـين ابتليتِ بحاكم داني

وتـشاكت جوارحي فيما بينها في المنايا

ترجوا لك انبلاج فجر هاني

وترنمت أوتار مهجتي بألحان فـرح

حين انتصرت وكنست معاقـل الطـغيان

يا سقى الله عدن كم سكبت فيك من العمر

وكم أسقـيـتني من رحم سمائك ماء زلالا شان

وعلى رمالـك كـم كـتـبـت خـواطرا

ومـلأت من نـسماتـك رئـتـاي بـأريـج الريحان

أيا هذه الأرض ويـحـك أوفـيت

فما بالي أرى بعض عـبـراتي لا تـوفـيك امتنان

ليس الذي يـشـكـو الصبابـة عاشقا

وما كـل باك في الغرام حـيران

تـتـسلـسل الأعـمار مـبطـئـة ومـسرعة

فيـفـنـى فيك شـيـخ.. ويـولـد من جـديد طـفـل ثان

طيـبـي وأهـنـئي أرضي أنا.. فـحـليب أثـدائـك شـد في عـضدي

وصرت لـك حارسا وفياً مـتـفاني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى