نساء عدن يصرخن ضد الغلاء.. هل من مغيث؟

> عدن "الأيام" فردوس العلمي:

>
  • المرتبات واستقرار العملة والكهرباء على رأس قائمة المطالب الحقوقية
من وحي الوقفة النسائية شعارات تحاكي الواقع منها "رفعتوا العُملة وصار الشعب فقيرا بالجُملة"، و"مش لاقى اللقمة". شعارات اختزلت حياة شعب يعيش بين مطرقة الحاجة وسندان العملة وغياب الراتب.
كانت تلك الشعارات المنددة بسوء الأحوال المعيشية قد كتبتها نساء عدن بالخط العريض في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها تجمع نساء عدن وشاركت فيه مجموعة من حرائر المدينة من مختلف المديريات.

ودعت النساء في بيانها الصادر عن الوقفات الاحتجاجية التي نفذتها خلال أيام متتالية في ساحة العروض في مديرية خور مكسر، دعت الجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤوليتها وسرعة القيام بالمعالجات الضرورية اللازمة التي من شأنها أن تخفف من معاناة هذا الشعب، وتحسين وضعه المعيشي الصعب، مؤكدة بأن تجمع نساء عدن لا ينتمي لأي جهة حزبية، ولا يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية؛ بل هو صوت يطالب بإصلاحات هي من صميم حق المواطن، وهي من أساسيات الحياة الكريمة.

وتناول البيان الذي قرأته د. ياسمين باغريب في الوقفة الاحتجاجية عصر أمس الأول الثلاثاء، الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطن في عدن خاصة والجنوب عامة، وقالت: "لا يخفى على أحد ما تمر به البلاد عمومًا وعدن على وجه الخصوص من أوضاع مأساوية بلغت حدًا لا يطاق، ولا يمكن لبشر أن يتحمله، من غلاء للأسعار، وانهيار للاقتصاد، وتدهور للعملة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة على المواطن، وارتفاع نسبة البطالة، والتفكك الاجتماعي، وانتشار الجريمة والفساد في كافة القطاعات، كل ذلك رافقه انقطاع الكهرباء، وتدهور التعليم، وانهيار المنظومة الصحية في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة، وعجز المواطن عن إيجاد الحلول لكل الآلام والمعاناة التي يمر بها، التي أدت إلى ضيق الحال، وسوء المعيشة، وارتفاع نسبة الانتحار، والطلاق، والحالات النفسية، وتفكك الأسرة، وسوء العلاقات الاجتماعية".

وأبدى تجمع نساء عدن رفضه وإدانته، حسب البيان، لكل طرق الفساد الذي أدت إلى الغلاء الفاحش، سواء في المواد الغذائية، أو المواصلات والبترول في عدن وجميع المحافظات، مطالبًا الحكومة بسرعة إيجاد الحلول لإصلاح منظومة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وغيرها من القطاعات الخدماتية.
ودعت الوقفة النسائية الجميع لإنهاء المظاهر المسلحة، ومنع انتشار السلاح، الذي تسبب في انتشار الجريمة بمختلف صورها. كما طلبت النساء المشاركات في الوقفة بوقف التلاعب بسوق الصرف، ومنع كل الطرق غير القانونية التي أدت لتدهور قيمة العملة المحلية.

الصحفية نور سريب، ناشدت خلال مشاركتها في الوقفة كل من هم مسؤولون عن إدارة عدن من سلطة محلية وتحالف عربي وكل مسؤول، أن يجعلوا من عدن نموذجا يسعى إلى تحرير باقي المدن، وأن يهتموا بالاقتصاد، فانهيار الاقتصاد يعني الفقر، وانتشار الجريمة، ويعني الكثير من المساوئ في هذه المدينة التي لم تعد تتحمل، حد تعبيرها.

وقالت سريب:"سبع سنوات من الحرب، كلما شعرنا بتحسن الأمر نعاني انتكاسة جديدة، وقفتنا هذا اليوم هي امتداد لوقفات سابقة تعبر النساء فيها عن رفضهن للانهيار الاقتصادي الحاصل الذي أثر على أهالي عدن بشكل أساسي كونهم معتمدين على الراتب الذي لا يتجاوز 60 ألف أو 80 ألف لمن هم في أعمال إيرادية كبيرة"، موضحة بأن الانهيار الاقتصادي حول كثيرًا من الأسر من مستوى متوسط إلى مستوى يقارب الفقر.

المخرجة جميلة دبوان العبدلي، تحدثت عن مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية قائلة: "نقف اليوم هنا حتى ننقل وجع الشارع وألم المواطنين، إن ما يحدث لهم إبادة وتجويع في ظل هذا الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه عدن على وجه الخصوص، نطالب كل الجهات المعنية بعمل اللازم ورفع مستوى الاقتصاد وإنهاء تدهور العملة ورفع المعاناة عن الشعب الذي بات لا يجد حتى قوت يومه".

وأضافت: "يعيش أبناء عدن معاناة مأساوية لم تحصل في تاريخ عدن القديم أو الحديث، لذا نناشد كل الجهات الإقليمية والدولية التي لها طرف في الصراع الدائر منذ 2015 م حتى هذه اللحظة القيام بواجباتها القانونية ورفع المعاناة عن هذا الشعب".
وعبرت الممرضة في مستشفى الجمهورية التعليمي سميرة خالد شريف، عن استيائها من الحال الذي وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية من التردي.

وتساءلت "راتبي 60 ألف لمن يكون هل لأولادي أو للبيت أو مصاريفي الشخصية أو للموصلات والعلاجات .. نريد الأمان وأن نعيش عيشة كريمة".
ولم يغب الرجل عن الوقفة النسائية التي حرص بعضهم على المشاركة فيها مؤازرة لأخواتهم النساء وتأييدًا لمطالبهن المشروعة. وكان عميد الأسرى الجنوبيين والرئيس الفخري لهيئة الوفاق الجنوبي الجنوبي العميد المناضل أحمد عمر العبادي المرقشي، الذي ساند بوقفته نساء عدن.

وقال المرقشي:"نحن اليوم نقف مع المرأة في مطالبها التي تعبر عن مطالب تهم الشعب كله منها منع حمل السلاح وتأييد السلام وتحسين الأوضاع، فنحن نؤيد هذه المطالب، عدن أم المدائن ومدينة السلام، ويجب أن يفرض السلام نفسه هنا كما قالها أحد الصحفيين الذي كتب في صحيفة "الأيام" قبل مدة "اخلع نعليك أنت في عدن" وقصد بذلك اخلع القبيلة والعنصرية".

وتابع المرقشي:"عدن مدنية السلام بمختلف الأديان وأصبحت اليوم مدينة السلاح والتسليح ما يوجب تأييد مطالب النساء في رفع كافة المظاهر العسكرية والمعسكرات بأسرع وقت، تجربة الشيخ عثمان وكريتر للمرة الثالثة أثبتت بأن السلاح خطر على هذه الأمة المسالمة وفرض الأمن والسلام ونسأل الله أن يحفظ عدن خاصة والجنوب عامة".

نائب رئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعية للمتقاعدين العسكريين المسرحين قسريًا العميد الركن عبدالكريم قاسم شائف العيسائي، شارك هو الآخر في الوقفة التي يرى أنها تعبر عن معاناة واحدة ومطالب مشتركة، "المعاناة واحدة وتمس الشعب الجنوبي عامة سوى عسكريين أو مواطنين وما يحصل من صراعات إقليمية دولية على أرض الجنوب هدفها عرقلة هذا الشعب ليعيش في ضنك وحاجة دائمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى