​طالب أهالي الطبيب المقتول عاطف سيف محمد حسن الحرازي، أمس الأربعاء، قيادة محافظة لحج المدنية والأمنية بضبط المتهمين بعملية التقطع وقتل ولدهم  بدم بارد بطريق عام في مديرية طور الباحة، أمس الأول، وإحالتهم للنيابة والقضاء ليقول كلمته.

وأكد أهالي القتيل أنهم سوف يسلكون كل الطرق القانونية حتى تحقيق العدالة، مؤكدين أن قضية مقتل الطبيب عاطف لا تمس الأسرة لوحدها بل تمس كل أبناء اليمن، مناشدين المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل ومتابعة القضية.

الدكتور وليد سيف شقيق الطبيب المقتول من محافظة تعز جبل حبشي قال لـ "الأيام" إن عاطف -رحمة الله عليه- يعمل طبيبا في أطباء بلا حدود في مدينة القاعدة، أراد النزول إلى عدن مع  أصدقائه لشراء سيارة لأحد أصدقائه، فخرجوا بعد الظهر من مدينه القاعدة يوم 4 أكتوبر.

وأوضح الدكتور وليد أنه عند مرورهم من نقطة أمنية قريبة من المعهد المهني عند مغرب نفس اليوم، وعلى بعد ما يقارب 150 مترا من تلك النقطة الأمنية، تعرضوا للتقطع من مسلحين بالطريق العام، وقتل عاطف، مشيرين إلى أن موقع عملية التقطع على بعد 15 مترا فوق تبه توجد حامية أمنية، فيها عدد من الأفراد مع أسلحتهم، تعمل كحماية للنقطة الأمنية الأساسية على بعد 150 مترا، حيث شاهد هؤلاء الأفراد عملية القتل وإطلاق الرصاص دون أن يحركوا ساكنا تجاه ما حدث.

 وأشار الدكتور وليد إلى أن المتقطعين قاموا بأخذ جوال عاطف وجوالات زملائه، وطلبوا منهم مبلغا ماليا. تحدث معهم عاطف ورفض أن يعطيهم المبلغ، فقام المتقطعون بإخراجه من السيارة، وأطلقوا الرصاص على إحدى ساقيه، ثم  قام المسلح الآخر بتهديد رفقائه بعدم الخروج من السيارة، ليقوموا بسحب الطبيب عاطف لمسافة 20 متر وإنزاله بإحدى عبارات المياه الواقعة أسفل الطريق، وإطلاق رصاصة بالقلب من مسافة قريبة، ليتم تصفيته في تلك اللحظة، ويفارق الحياة على إثرها.

 وطالب الدكتور وليد محافظ لحج ومدير الأمن بالتحرك والتحقيق مع أفراد النقطة وإحضار الجناة للنيابة لتأخذ القضية مجراها القانوني، قائلا: "نحن لا نطالب بتسييس القضية، ولا نطالب بعنصرية أو مناطقية، نطالب بالمتهمين، فالقضية لا تمس أسرة القتيل، بل تمس كل مواطن يمني، فهي قضية رأي عام". 

 وكشف وليد أنه تم النزول لمسرح الجريمة مع مدير بحث طور الباحة، ووجدوا 8 قشرات رصاص مرمية في الأسفلت، إلى موقع الجثة نزف دمه، مشيرا إلى أنهم تواصلوا مع البحث الجنائي بمديرية طور الباحة، وقال إنه في عدن، والملف في مكتب طور الباحة لم يستكمل حتى الآن، سوى تفاصيل أقوال رفقاء القتيل، والنزول لمسرح الجريمة فقط، لافتا إلى أنه لم يتم التحقيق أو استدعاء أفراد النقطة والنقطة الأخرى في التبة التي تؤمن النقطة للتحقيق معهم ومعرفة الجناة وضبط المتهمين بعملية القتل، مطالبا الجهات الرسمية بالمحافظة بتحريك القضية وتقديم الجناة للنيابة لتأخذ القضية مجراها.

وناشد الدكتور وليد جميع المنظمات الحقوقية في الداخل أو الخارج بمتابعة القضية حتى تسليم الجناة لتأخذ العدالة حقها بالقصاص من القتلة لدم الشهيد المغدور به.

ووجه في ختام حديثه رسالة إلى مشايخ وأعيان الصبيحة قال فيها إن قضية القتل تمسهم وتمس عرضهم ومديريتهم، وحتى لا يقال إنهم قطاع طرق وعصابات؛ عليهم بالتحرك العاجل لوضع حد للجرائم التي تحدث تكرار ومرارا، ولا يدنسوا مديريتهم بهذا الأشياء المشينة، فالصبيحة تاريخ مجيد وعريق منذ الثورة والاستقلال، داعيا إلى  لم شمل أبناء الصبيحة جميعا، وأن يتحدوا كرجل واحد لوضع حد لهذه التقطعات وتأمين الطريق العام ليلا أو نهارا.

 إلى ذلك، نفى اللواء التاسع صاعقة ضلوع أفراده بعملية قتل الطبيب عاطف، مشيرا، في بلاغ صحفي اطلعت "الأيام" على نسخة منه، إلى أنه ليس لهم أي قوات في مسرح الجريمة، ولا على مقربة منها، وأن مسرح جريمة مقتل المجني عليه يقع بالقرب من المعهد التقني الذي تتمركز فيه قوات اللواء الرابع مشاة جبلي، وبين نقطتين عسكريتين: الأولى تتبع اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده الإخواني أبو بكر الجبولي، والنقطة الأخرى تتبع اللواء الثاني عمالقة الذي يقوده العميد حمدي شكري.