يعيش نادي الصحة الرياضي في محافظة تعز، ظروفا صعبة وقاسية للغاية، وتركة عامرة بالمشكلات المتراكمة والأزمات المالية الطاحنة التي من الصعب حلها بين عشية وضحاها، فالنادي الأعرق في المحافظة الحالمة ظل لأكثر من أربعه عقود، وهو يصارع من أجل العودة إلى الخارطة الرياضية من جديد، ويزداد موقف النادي الأزرق الحالمي حرجا مع اقتراب موعد التصفيات النهائية لبطولة دوري أندية الدرجة الثالثة (أبطال المحافظات)، المؤهلة للصعود إلى دوري أندية الدرجة الثانية لكرة القدم، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها النادي الذي يستعد للمشاركة في منافسة البطولة، لافتقاده لأي موارد مالية، تمكنه من العمل على تجهيز الفريق بالشكل المطلوب بتدعيم صفوفه بلاعبين جدد، وتسديد مستحقاتهم المالية من رواتب شهرية وحوافز ومكافآت مالية، لتحفيزهم وحثهم على بذل أقصى الجهد من أجل تحقيق نتائج جيدة، والمنافسة على حصد إحدى بطائق الصعود إلى دوري أندية الدرجة الثانية، والعودة مجددا إلى الساحة الكروية.

صحيفة «الأيام» زارت تدريبات الفريق الأول لكرة قدم نادي الصحة تعز، في إطار استعداداته للمشاركة في بطولة دوري أندية الدرجة الثالثة (أبطال المحافظات)، المزمع إقامتها في وقت لاحق من العام الجاري، حسب ما أعلن عنه الاتحاد العام لكرة القدم، وفي بداية نزولنا إلى موقع تدريب الفريق الأزرق الحالمي، على ملعب الشهداء، وجدنا التدريب يسير بشكل جيد، إذ يقود التدريبات الكابتن محمد نجاد بمعيه مساعده الكابتن شوقي محمد حسن، وسط حماس شديد من لاعبي الفريق، وأجرينا حوارات مع الإدارة والمدرب واللاعبين للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد. وفي ما يلي الحصيلة التالية:

- وكانت أولى لقاءاتنا مع المشرف الرياضي للنادي الكابتن أحمد العميسي الذي استهل حديثه بالقول : «لقد بدأ فريق الصحة، تدريباته اليومية منذُ مطلع شهر أغسطس الماضي، تحت قيادة الكابتن شوقي محمد حسن، الذي تولى تدريب الفريق خلال مرحلة الإعداد "التمهيدية"، قبل أن يتم تكليف الكابتن محمد نجاد للإشراف على تدريب الفريق في بطولة تعز الكروية، ونحن حاليا نعمل على تجهيز الفريق، تأهبا للمشاركة في التصفيات النهائية لدوري أندية الدرجة الثالثة، لكننا للأسف الشديد نعاني كثيرا بسبب الظروف المادية الصعبة التي يمر بها النادي، الذي يفتقد للمقومات التي تدعم جاهزيته، مشيرا إلى أن إدارة نادي الصحة قدمت مذكرات رسمية إلى السلطة المحلية ومكتب الشباب والرياضة بالمحافظة وفرع اتحاد كرة القدم وإلى عدد من الشركات التجارية والمؤسسات الخيرية ولرجال المال والأعمال في المحافظة، وطالبتهم بضرورة دعم النادي والوقوف بجانبه، خصوصا أن فريق الصحة هو الممثل الوحيد للمحافظة في البطولة، لكننا حتى اليوم لم نلقَ أي تجاوب أو تفاعل معنا، ونأمل خلال الفترة القادمة من كافة الداعمين في المحافظة أن ينظروا إلى نادي الصحة بعين الاعتبار، لا سيما في هذه المرحلة الهامة، لأنها بمثابة حياة جديدة لنادي الصحة، منوها إلى أننا نطمح إلى الصعود إلى دوري أندية الدرجة الثانية كإنجاز تمهيدي، ليكون محطة تمهد السبيل أمامنا للعودة إلى دوري الأضواء، واختتم العميسي حديثه بتوجيه الشكر إلى إدارتي الطليعة والرشيد، لرفدهما فريقه بلاعبين على سبيل الإعارة، متمنيا من باقي الأندية بالمحافظة أن تحذو حذو الطليعة والرشيد بتعاونهم وموقفهم الرائع».

- بعدها انتقلنا صوب الكابتن محمد نجاد مدرب الفريق، الذي أكد أن استعدادات فريقه متواصلة منذ ختام منافسات بطولة تعز الكروية، إذ أشار قائلا :«إن مشاركتنا في البطولة كانت جيدة وساهمت بشكل كبير في إعادة تشكيل وبناء الفريق، ونحن حاليا نعمل على استقطاب لاعبين جدد لتعزيز صفوف الفريق بجانب اللاعبين القدامى بالفريق، وبإذن الله سنعمل خلال المرحلة القادمة على تكثيف التدريبات في الجانب البدني وتهيئة اللاعبين نفسيا، بعدها سيتم التركيز على الجوانب الفنية والتكتيكية لزيادة فاعلية التجانس والانسجام بين اللاعبين، كما أننا نسعى إلى خوض عدة مباريات تجريبية مع أندية المحافظة للوقوف على جاهزية الفريق والوصول إلى أفضل توليفة من اللاعبين، سواء من اللاعبين القدامى أم الجدد لتكوين القائمة الأساسية للفريق في منافسة البطولة، لكننا أود التأكيد هنا أن الوضع لا يبشر بالخير، لأن هناك عوائق ومعضلات قوية تقف أمام استعدادات فريق الصحة، ولا أكشف جديدا أذا قلت إن النادي حاليا لا يمتلك الإمكانات والمقومات التي تسمح له حتى بالمشاركة، بسبب الظروف المادية الصعبة التي يمر بها، والجميع يعلم تماما أن الإمكانيات المادية أحد أهم عوامل النجاح في عالم كرة القدم، ولذلك أتمنى من جميع الداعمين الرياضيين والسلطة المحلية ممثلة بمدير عام مكتب الشباب والرياضة في المحافظة الأخ أيمن المخلافي، ورئيس فرع اتحاد اللعبة بتعز محمد القدسي، الوقوف بجانب نادي الصحة ودعمه في منافسات المرحلة النهائية لهذه البطولة، لأنه بطل التصفيات التمهيدية لأندية المحافظة، لآخر موسمين 2014 و 2015 ، قبل توقف الأنشطة الرياضية بسبب الحرب، وحاليا تعتبر الفرصة سانحة للصحة من أجل تحقيق الصعود إلى دوري أندية الثانية، ولكي يكون لهم بصمة في إنجاز صعود أزرق الحالمة، إلى دوري الثانية، خصوصا أنه منذ ثمانينات القرن الماضي يقبع في دوري أندية الدرجة الثالثة».

- الحارس المتألق مروان الوارثي حارس مرمى الصحة وقائد الفريق قال: «استعداداتنا لتصفيات النهائيات لدوري أندية الدرجة الثالثة، تسير بصورة جيدة، بفضل جهود الكابتن محمد نجاد مدرب الفريق ومساعده الكابتن شوقي محمد حسن، ووسط حماس شديد من جميع اللاعبين، والفريق حاليا يحتاج إلى تعزيز صفوفه بلاعبين في عدة مراكز، وأعتقد أن حظوظ فريق نادي الصحة في خطف إحدى بطائق الصعود إلى دوري أندية الثانية متوفرة، لوجود عناصر جيدة بالفريق، ولكن يبقى عامل الدعم المادي هو أحد عوامل النجاح، ولذلك نتمنى من الجميع في محافظة تعز أن يقفوا مع النادي الذي تعرض للظلم كثيرا خلال سنوات طويلة.

وأود أن أؤكد للجميع أن اللاعبين لا يتحصلون على أي حوافز مالية لا رواتب شهرية ولا بدل مواصلات، تقديرا للظروف الصعبة التي يمر بها النادي، ورغم كل ذلك، نحن اللاعبون سواء أبناء النادي أم اللاعبون القادمون من أندية المحافظة، بجانب الجهاز الفني والإداري، نعمل من أجل نادينا العريق حبا وولاء وانتماء له، وباسمي أنا قائد الفريق مروان الوارثي أتقدم بجزيل الشكر والثناء لإخواني اللاعبين والجهاز الفني للفريق، ونتمنى التوفيق والنجاح بإذن الله تعالى، وشكرا جزيلا لكم في صحيفة «الأيام الرياضي» على إتاحتها لنا هذه الفرصة لتلمس أوضاع نادينا".

- المدافع الرائع مرسال الشامي قال: «إن الاستعداد يسير بشكل جيد ومثالي، خاصة أن فريقنا يضم عددا من اللاعبين الشبان الموهوبين، وإن شاء الله سنقدم أفضل مستوياتنا في البطولة، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها نادينا، لكننا عازمون على تقديم وبذل أقصى جهودنا لكي نساهم في نهوض فريق الصحة من كبوته، وأود أن أضيف أننا في نادي الصحة نعمل في منظومة واحدة تخدم الفريق، وسنخوض البطولة بروح الفريق الواحد من أجل صعود الصحة بإذن الله تعالى».

- اللاعب الواعد وجدان نبيل مكرم قال : "أولا أشكركم على تفاعلكم مع نادي الصحة المظلوم دوما، أما لجاهزيتنا نحن اللاعبين والجهاز الفني فهي جاهزية شبه تامة، والكابتن نجاد مدرب الفريق يقوم بواجبه على أكمل وجه في الملعب، والحمد لله وصل باللاعبين إلى جاهزية بدنية وفنية معقولة، والأهم هنا في اكتمال الجاهزية هي الإمكانيات المادية والمعدومة، والمطلوب من جميع الجهات المسؤولة والداعمين الرياضيين مد يد العون للفريق، حتى يتسنى لنا المنافسة والصعود إلى دوري أندية الدرجة الثانية، ولا ننسى دور أندية المحافظة في التعاون مع الفريق الصحي في رفده بلاعبين للمشاركة في منافسات البطولة، وستكون تجربة إيجابية وناجحة للاعبين لاستفادتهم من تلك المشاركة، بالإضافة إلى خدمة الكرة التعزية بصعود نادي الصحة إلى الدرجة الثانية وفي الأخير أشكر إدارة النادي والجهاز الفني الكابتن محمد نجاد ومساعده الكابتن شوقي محمد حسن والمشرف الرياضي أحمد العميسي على جهودهم الكبيرة في تجهيز الفريق، وشكرا لكم على اهتمامكم بنا».

- الظهير الأيسر سامر عبده يحيى قال : «إن الاستعداد يسير على قدم وساق ونحن متفائلين ونطمح من أجل تحقيق الصعود إلى دوري أندية الدرجة الثانية، الذي يعد إنجازا ليس لنادي الصحة فقط، بل لرياضة محافظة تعز، فحسب بل لتعز بأكملها، ولكن طموحنا وتطلعاتنا تنصدم بالوضع المادي الصعب جدا لنادينا، ولذلك لن نقول أنه يحتاج بل يجب على مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، ورجال المال والأعمال والداعمين، للوقوف بجانب نادي الصحة، كما أوجه رسالتي إلى رجال الرياضة والداعمين الإخوة عمار مهيوب العديني وطارق الحالمي وأنور الشميري وعادل الزبير وعبدالإله الدبعي وغيرهم ممن لا استحضر أسماءهم بدعم النادي وأبنائه من أجل تحقيق حلم الصعود، خصوصا أن هذه المرحلة بالذات التي تعتبر فرصة سانحة لن تعوض في طريق الصحة للصعود».