معركة مأرب تعمّق مأزق الحكومة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • خبير في حل النزاعات: خلل في العلاقة بين القبيلة والشرعية سبب انتكاسات شبوة ومأرب
قال نائب المدير التنفيذي لـ"مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"، أسامة الروحاني إن أي تقدم للحوثيين في مأرب "انكسار معنوي للناس والقبيلة"، خصوصا عندما يصاحب ذلك عدم وضوح في طريقة إدارة "الشرعية" للمعركة، الأمر الذي يخلق مساحة كبيرة لعدم الثقة في هذه المرجعية، ويعني ذلك استمرار سقوط كثير من المناطق.

وأضاف الروحاني، وهو خبير في مجال السلم وحل النزاعات، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "في مقابل انتحارية ونظامية الحوثيين في الهجوم، هناك عشوائية في إدارة المعركة من قبل الشرعية، فضلا عن خذلانها للقبائل، وعدم ارتقاء أدائها إلى مستوى الحدث والأهمية لهذه المعركة المصيرية".

وأرجع الانتكاسة الأخيرة في العبدية وما سبقها إلى "خلل في طبيعة العلاقة بين القبيلة والحكومة الشرعية، ووجود أجندات مختلفة، فالحكومة لم ترفد قبائل العبدية بالإمدادات، ولم تحرك أي لواء عسكري لفك الحصار عنها، الذي استمر لأسابيع، بينما حزب الإصلاح، المسيطر الأكبر داخل مأرب، لديه أجندة تتعارض مع مصالح الآخرين، وهو ما ساهم في اهتزاز الثقة وانقسام الصفوف". ويرى الروحاني أن سقوط مأرب "قد يغيّر المعادلة والمواقف الدولية من الملف اليمني، إذ ستكون مداخل التفاوض مختلفة، بعد أن تصبح جماعة الحوثيين صاحبة اليد العليا على الطاولة وذات الصوت الأقوى".

ويرى مراقبون أن سقوط مأرب، متى ما تم، سيكون نتيجة طبيعية للأداء الباهت الذي انتهجته "الشرعية" خلال السنوات الماضية في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، التي تحرر كثير منها في أولى سنوات الحرب، قبل أن يتم التفريط فيها تباعا. ولن تجد "الشرعية" أي موطئ قدم لها في محافظات شمال اليمن.

وحسب العربي الجديد، يكمن أكثر السيناريوهات كارثية، وفقاً لخبراء، في اختلال ميزان القوى، إذ من المتوقع، إن سيطر الحوثيون على كامل محافظة مأرب، أن تتغيّر المعادلة وميزان القوى جذريا، وفي ذلك المواقف الإقليمية والدولية التي ستجد نفسها مضطرة للتعامل مع حالة جديدة. يدرك الحوثيون أهمية هذا الهدف، وفي الدعوة الأخيرة التي وجهها القيادي في الجماعة رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، مهدي المشاط، لـ"التحالف العربي" الذي تقوده السعودية، بخصوص عملية السلام، كان الرجل يشدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار "التطورات الأخيرة والمتسارعة"، في إشارة إلى مكاسبهم في مأرب وقبلها شبوة والبيضاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى