"الأيام" في مكتبة المخطوطات بتريم ذاكرة إبداع الزمان والمكان

> علوي بن سميط

>
​مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم حضرموت يعود تأسيسها إلى سبعينات القرن الماضي وتحديدًا 1973م وكذا المكتبة المطبوعة إلا أن محتويات المخطوطة أكبر بكثير من عمر المكتبة إذا تضم مخطوطات من القرن الخامس وحتى العاشر والحادي عشر للهجرة، كنت اليوم في زيارة للمكتبة وبالطبع ليست الزيارة الأولى، ومبناها يلاصق جامع تريم أحد أقدم المساجد الذي شهد تجديدات عديدة خلال مراحل وقرون مضت.


بين جنبات المكتبة العتيقة المثقلة بالكتب والمؤلفات يخيم الهدوء وتشعر كأنك بين كُتّاب 700 عام أو يزيد منكبون على الكتابة والتأليف وبين كتب مطبوعة من بدايات القرن العشرين وحتى اليوم، ومع دخول الأدوات الحديثة والتقنية العصرية للفهارس والتصنيف المكتبي وورشة صيانة الكتب أصبحت مكتبة الأحقاف توفر عوامل المساعدة سيما للباحثين والمترددين عليها بسهولة ويسر ووفقًا لنظام المكتبة المتبع إلا أن ومع المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد تراجع عدد الزوار والباحثين.


قضيت يومًا كاملًا أتجول بأقسامها التي بدت بحاجة إلى توسعة أو بناء مبنى جديد وحديث للمكتبة عمومًا فهي من أشهر المكتبات العربية للمخطوطات وهي ذاكرة إبداع ومخزون فكري وتراثي؛ بل صرح لنتاج عقول الحضارم الأولين، وتتوزع الكتب والمؤلفات على شتى العلوم الفقه، التاريخ، الجغرافيا، الرحلات والعلوم الإنسانية الأخرى وقبل 50  عامًا مضت جمعت هذه المكتبة من مكتبات أهلية مخطوطة منزلية أهلية تتبع الأسر: آل الكاف، آل بن يحيى، آل بن سهل، آل الجنيد، آل الحداد، آل الحسيني، آل العيدروس بالحزم شبام، وكذلك مكتبة السلطان صالح بن غالب القعيطي من المكلا ورباط تريم واليوم فإن قسم الكتب المطبوعة لم يضاف لها إلا القليل من الكتب حيث يقدم بعض المؤلفين إهداءات من إصداراتهم للمكتبة لمساعدة الباحثين وهو جهد يشكروا عليه.


مع تجوال "الأيام" تحدثنا والأستاذ/ عبدالقادر علي الجنيد مسؤول قسم ترميم وصيانة المخطوطات الذي أشار إلى أن مكتبة المخطوطات تضم أقسامًا منها قسم المخطوطات وقسم المطبوعات والفهرسة والتوثيق وقسم الصيانة والترميم وتجهيزات كمبيوترية للباحثين لتسهيل الاطلاع على المخطوط المراد الاستناد إليه كباحث ويضيف الاطلاع والاستفادة علميًا من المخطوط ومن ضمن شروط المكتبة أنه أي باحث يتوجب أن يحمل خطاب من الجهة التي ابتعثته توضح أنه يبحث علميًا أو يزود بخطاب من الجامعات والمراكز البحثية وتقدم المكتبة له كل عون ومساعدة فأساس المكتبة هي أنها وقفًا لطلاب العلم ولها مجلس أمناء ويقول الجنيد أن هناك كتب مخطوطة نادرة.


وقد شاهدت خارطة مكبرة للعالم صورتها المكتبة من إحدى المخطوطات ورفعتها في قاعة من قاعاتها (خريطة العالم) من مخطوطة خريدة العجائب للمؤلف عمر بن المظفر بن الوردي المتوفى سنة ٧٤٩ه‍ ومن نوادر الكتب المخطوطة كتاب الإكليل الجزء الثامن وكتاب الطب، وبحسب الجنيد فأنه وزملاءه في قسم الصيانة والترميم ينجزون يوميًا العديد من ترميم الكتب المخطوطة وإنتاج صناديق من نوع خاص خالية من الأملاح والرطوبة لحفظ المخطوط بحسب ما هو متاح من إمكانيات وفي نهاية المطاف تقدم "الأيام" معلومات أولية عن المكتبة بالأرقام إذ يوجد بها أكثر من 6400 مخطوط أما أكبر عدد زارها وفق الإحصائيات 1999م فهم باحثون محليون(64) أجانب (6) زوار محليون (2571) أجانب (11149) باحثون أجانب (6).

وفي عام 2020م بلغ إجمال عدد الزوار للمكتبة (1071) فهم (124) باحث محلي و (23) باحثًا أجنبيًا وزوار محليون (813) وأجانب (112) وبهذا نرى أن مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم تمثل مؤسسة علمية في أقصى جنوب شرق اليمن تحتاج لمزيد من الالتفات لتظل ذاكرة تحدث أجيال اليوم عن نتاجات وعلوم السابقين في مختلف العلوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى