فحمان.. كن ذئبا!

> محمد العولقي

> مشاركة نادي فحمان بطل الدوري اليمني في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم صعبة نعم، لكنها ليست مستحيلة.
* من حق فحمان على اتحاد الكرة أن يسانده في حقه المشروع، وأن يتبنى مشاركته رسميا كمكافأة مستحقة تخولها له كل القوانين الأدبية، ولو لم يفعل رئيس اتحاد الكرة و أمينه العام ذلك لكانا من الظالمين.

* الرخصة الآسيوية ليست أُحجية يتذرع بها حميد الشيباني يطبقها هناك، حيث العيون الزرقاء التي في طرفها حور، و يتجاهلها هنا حيث ينظر للبدو على أنهم بيت "العصيد".
* الرخصة الآسيوية نفسها صاغها الاتحاد الآسيوي لتسهيل مهمة المشاركة في بطولاته وفقا لأسس ومعايير يتفق بشأنها مع الاتحاد المحلي، أي أنها ليست قرآنا منزلا لكنها رخصة تسهيل بنظام في حده الأدنى.

* أدري أن في اتحاد "الكبة" من ينظر لنادي فحمان على أنه جسم غريب مزروع في جسد الأندية اليمنية، بحكم أنه يمثل "البدو" و لا يمثل أهل "البندر" ولا ينتمي لمواليد "بحر رجرج"، لكن هذا لا يعني أن يعاقبه اتحاد الكرة ويحرمه من حق المشاركة قاريا وعربيا بحجة المعايير والرخصة الآسيوية.
* وأسأل العيسي وحميد: إذا كانت المعايير لا تنطبق على الأندية، والرخصة محرمة عليها، فلماذا نقيم الدوري من أساسه، ثم نبلغ الاتحاد الآسيوي أن الدوري انتهى بنجاح؟ يا الله بسرعة اقطبوا هاتوا المخصصات المالية.

إذا كانت الأندية عندنا تغرد بعيدا عن رخصة الاتحاد الآسيوي وقوانينه المقعرة ترفض الاعتراف بها فلماذا نحن جزء من منظومة الاتحاد الآسيوي و الدولي؟
مثلا، كيف يحرمنا الاتحاد الآسيوي من المشاركة في بطولة (هواة) بحجة أننا ننتمي لبيئة متخلفة مخالفة للرخصة الآسيوية، ثم يطلب من اتحادنا الموقر التصويت في الانتخابات وإلزامه بنشاط رياضي يحدد هوية البطل؟!

لاحظوا هذا التناقض في الطرح، الذي يدعم فكرة مشاركة فحمان لأنه باختصار شأنه شأن أي فريق بطل يحتاج فقط لتفعيل قنواته مع الاتحاد المحلي للحصول على رخصة المشاركة.
* وأنا هنا، في كامل قواي العقلية، أتحدى الثعلب حميد الشيباني أن يبرر حماقة التآمر على فحمان بنصوص جامدة، لأن كل شروط الرخصة الآسيوية شبه عادية، يتم تجهيزها بالتعاون بين الاتحاد اليمني ونادي فحمان، و من ثم رفعها للاتحاد الآسيوي لإقرار المشاركة.

* أرجو في خضم مناشدة فحمان بالحصول على حقوق المشاركة أن يتفهم الاتحاد الموضوع بعيدا عن شماعة الوضع الكارثي وخلافه، كما أرجو من حميد الشيباني أن يبطل اللعب على الثغرات؛ لأنه يعلم تماما أن وضع الأندية العمانية مشابه من حيث الإمكانيات المالية لنادي فحمان، فكيف تحصل ناديا السيب وظفار العمانيان على الرخصة، ووضعهما لا يختلف كثيرا عن فحمان؟

* وقبل أن يسوق حميد العبط على الشيطنة ويلاعبني ألعاب الحواة يجب التوضيح:

في بطولة كاس الاتحاد الآسيوي (وهي بطولة لأندية "الظل" التي لا تنطبق عليها معايير المشاركة في دوري الأبطال)، يحق لأندية بلدان مثل عمان ولبنان واليمن وفلسطين وسيرلانكا والفلبين المشاركة في بطولة (الظل)، أي كأس الاتحاد، لكن وفقا لمعايير مخففة تنسجم من عقلية "الهواة"، ويبرز الجانب المالي كأهم شرط في الحصول على الرخصة الآسيوية، وهذا شرط متاح وفي متناول فحمان، أما بقية الشروط فهي من صلب مهام اتحاد الكرة، عليه توفيرها وتقديم ضمانات بالتشاور مع فحمان.

* من هنا، لا يحق لاتحاد الكرة حرمان فحمان من ممارسة حقه القاري والعربي المشروع دون أن يجلس على طاولة مفاوضات مع إدارة نادي فحمان لمناقشة الأمر والوصول إلى حلول تدعم المشاركة من عدمها.

* مشكلة اتحاد الكرة تكمن في موجة أفقه الضيق، ففحمان بالنسبة لعقليته ليس على هواه ولا يملأ عينه، بحكم النظرة الدونية للأندية الريفية عموما، ولو كان وحدة صنعاء أو التلال هو من فاز ببطولة الدوري لرأينا حميد الشيباني يقف في أول الطابور أمام منزل الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي دفاعا عن الوحدة أو التلال، مستخلصا الرخصة قبل أن يرتد إليه طرفه.

* بالمختصر المفيد يا فحمان: أمر مشاركتك في البطولة الآسيوية مرهون بنوايا اتحاد الكرة أولا قبل أن يكون مرهونا برخصة الاتحاد الآسيوي، ولكي تنتزع الرخصة من دولاب حميد شيباني في الدوحة و تستميل عاطفة العيسي في القاهرة، عليك أن تكون ذئبا بحق وإلا افترستك وابتلعتك عقلية حميد التسلطية، وعندها سيجبرك هذا الثعلب -الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة و يروغ منك كما يروغ الثعلب- على أن تضع أحلامك حيث حطت أم قشعم برحلها. اللهم أني أبلغت اللهم فاشهد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى