​تجربة بارشيد وحبّه للزراعة

> تقرير / م. سامي عوشان

> خذ من الفلاح درسا ** من دروس الاجتهاد
إنه يحرث أرضا ** بنشاط وجهاد
فيها يغرس زرعا ** ليرى يوم الحصاد
ما أرى الفلاح إلا ** خير عون للبلاد.

هكذا يسعى الشاب عبيد بارشيد، من خلال تلك السطور الشعرية في اجتهاده وخوضه في تجربته الأولى بمجال الزراعة، لأن حبه وإيمانه بالأرض والزراعة مستمد من سعيه إلى تأمين الغذاء، واتباع نهج الاستمرار في العمل الزراعي لحاجة البلاد إلى الاهتمام في الزراعة، لكن قول ذلك أسهل من فعله، في ظل المعوقات التي جعلت زراعة البلاد في تراجع كمشروع اقتصادي.


مثلت ندرة مصادر المياه حاجزا يصعب تخطيه، إلى جانب صعوبات أخرى، لكن تجربة بارشيد أظهرت أنه شاب طموح يحاول تمكين نفسه من النجاح ليتغلب على الصعوبات، ويسعى إلى توفير ما أمكن لديه من الموارد التي احتاجها في تجربته التي أحبها.

بدأت قصة نجاح بارشيد وحبه للزراعة عندما بدأ بداياته الأولى بتردده في مركز الأرض الطيبة للخدمات الزراعية. كان ينزل معظم أيام الأسبوع من منطقته العيون إلى غيل باوزير. وما يميّز هذا الشاب أنه كثير الأسئلة والاستفسارات في كل ما يعترضه من مشاكل زراعية، وأولها الآفات الحشرية والأمراض.

تحمس بارشيد لتنفيذ أولى تجربته باعتماده بشكل أساسي على زراعة أعلاف البرسيم (القضب) مصدر رئيسا للدخل من الزراعة، وكان محبا للزراعة واتباع التقنيات الزراعية وطرق الري الحديثة وكيفية الاستغلال الأمثل للأرض الزراعية في تنوع المحاصيل وتعدد مصادر الدخل.


ولعل تجربة بارشيد كانت مثالا رائعا عندما بدأ بها في البيت المحمي في نهاية يناير 2020، وهو يتحلى بالعزيمة، وكانت ناجحة بفضل الله، واستغلها بزراعة محصول الطماط الذي بدأ يعطي أولى غلات الخير، إذ أنتج أكثر من 3 أطنان خلال 3 أشهر، وفي الزراعة المكشوفة زراعة البامية والكوسة والحبحب، إضافة للخضار الورقية. في هذا الموسم بدأ تجربته الجديدة مع صنف هجين أخر من محصول الخيار (صنف زيوس) والنتيجة كانت مبشرة، وبدأ يجني بعد 38 يوما، وأصبح يجني بعد كل يومين قرابة 110 كيلوجرامات.

وإن أبدى بارشيد طموح سعادته بنجاح التجربة التي قام بها، لكنه يطمح لتعميمها، وهنا وجب علينا أن نشجعه على الخوض والتطبيق الفعلي للتقنيات الحديثة عندما بدأ بالزراعة في المحمية، والزراعة تحت نظام الري بالتقطير. الجميل أنه عندما يقرر أن يبدأ أولا فإنه يبدأ بالقراءة والاطلاع والتعرف والتواصل في مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة كيفية التركيب والزراعة، ثم يبدأ مباشرة بالتطبيق والعمل.


إلى متى ننتظر خُضارنا تأتي من خارج الحدود؟ وبإمكان شبابنا المزارعين أن ينتجوها، وتصل للمستهلك بأقل التكاليف، فقط، قليل من الدعم والتشجيع من مكاتب الزراعة والسلطة بالمحافظة، فلا يعقل أن تصل ثمرة الطماط إلى 500 ريال في منطقة زراعية اسمها حضرموت.

أخيرا ندعو الله للشاب عبيد بارشيد أن يبارك له في مزرعته، وأن يوفقه في إدخال كل جديد فيها؛ لينفع نفسه وأهله ومجتمعه، فطوبى للشباب الطامحين في جميع الصور من مزرعة الشاب عبيد بارشيد في منطقة العيون بغيل باوزير، نريد أن نغير رويدا رويدا من نمط الزراعة التقليدي إلى الزراعة الحديثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى