البنك المركزي ليس عصا موسى

> سبع سنوات عجاف من الحرب والدمار أنهكت المواطن واستنفدت كل مدخراته، وبدأ الجوع يدك كثيرا من البيوت التي كانت إلى حد قريب تعتبر ميسورة الحال فما بالك بمن كان يعاني من قبل.
وخلال الأحداث الماضية تركز اهتمام النخب السياسية والناشطين مع الأسف على عمل البنك المركزي ومن يديره مصورين للجماهير الغاضبة أنه بإصلاح عمل المنظومة البنكية سيتم حل الأزمة الاقتصادية وعودة الأمور إلى سابق عهدها.

مع الأسف الشديد البنك المركزي مجرد ثقب واحد من عشرات الثقوب التي يعاني منها الاقتصاد اليمني، والتركيز على إدارة البنك ما هو إلا وسيلة لإلهاء الجماهير وتقديم كبش فداء يسهل تغييره بين فترة وأخرى دون عناء يذكر، واستجابة لضغط التحالف العربي الذي رفض تقديم أي وديعة دون تغيير في البنك المركزي.
مشكلة اليمن الحقيقة سياسية بامتياز، وما ظلت الحرب مستمرة فسيظل الريال اليمني يهوي.

البلاد تحتاج إلى تطبيع الحياة الاقتصادية على الأقل في المناطق المحررة، وإنعاش الاقتصاد بتخفيف القيود على الاستيراد وتعزيز التصدير ومحاولة تحفيز المشاريع وتحريك عجلة الإنتاج وعودة الحكومة والقيادة السياسية إلى الداخل وممارسة العمل من على الأرض وتخفيض نفقات الحكومة والقضاء على الفساد ونقل أو إنشاء شركات اتصالات إلى المناطق المحررة، وكل هذا لن يتحقق إلا بتغيير الحكومة بحكومة كفاءات بدل هذه المنظومة العاجزة، التي أثبتت فشلها وعجزها خلال السنوات الماضية، وعلى المجتمع الدولي تقديم دعم حقيقي بدل تركيزه على الحلول السياسية فقط.
هذه هي الطريقة الوحيدة والحقيقة لإنقاذ الاقتصاد في اليمن، وغير ذلك لا يعد إلا حقن مهدئة ووسيلة للتملص من المسؤولية من قبل الحكومة والقوى السياسية المتحالفة معها التي مع الأسف تقدم مكاسبها السياسية على حساب قوت الملايين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى