اليمن.. عام جديد

> تأبى هذه السنة أن تغادر قبل أن ترسم ملامح العام القادم، أحداث متسارعة شهدتها الساحة اليمنية خلال الشهر الأخير فيما يشبه تحريك للمياه الراكدة لاستراتيجية التحالف.

من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لكن ما حدث يعتبر تغييرا محلوظا لا يمكن تجاهله، فقد شهدت صنعاء قصفا كثيفا بعد حالة من الجمود استمرت سنوات، أما على المستوى السياسي والعسكري جنوبا فقد تم إقالة بن عديو من منصب محافظ شبوة، مع نقل قوات من الساحل الغربي للمحافظة الجنوبية، وهذا، على ما يبدو، مقدمة لعمل عسكري في بيحان، أو تغيير في انتشار القوات في المحافظة، تزامنا مع كل هذا، أصبح الخطاب السعودي أكثر حدة تجاه الحوثيين.

كل هذه الأحداث تعطي كثيرا من المؤشرات عن تغيير مرتقب للأوضاع في اليمن، وهذا يعني أن العام القادم لن يكون عام سلام على عكس المتوقع، أي أن السبع العجاف لا نهاية قريبة لها، خصوصا بعد تعثر الحل السياسي في المنطقة، نتيجة تعنت الأطراف وتوقف المجتمع الدولي عن السعي والضغط على القوى الإقليمية لإحلال السلام في البلاد.

في ظل هذا الحراك السياسي على مستوى الإقليم، أصبحت القوى المحلية مدجنة وفي حالة استسلام سياسي تام، ولم تعد تمتلك القدرة على تقديم أي مبادرة.

أو حراك سياسي أو أي أمر ذو بال باستثناء التماهي مع المشاريع الدولية للقوى الإقليمية التي تدير العملية السياسية في اليمن، وهذا الوضع قد يؤدي إلى ظهور قوى جديدة تغير المعادلة، بعد أن أظهرت كل القوى التقليدية الفشل، وعجزت عن تقديم حل أو مبادرة جديدة تكسر حالة الرتابة والجمود التي هيمنت على المشهد في اليمن خلال السنوات الماضية، خصوصا أن الشارع يغلي، وفقد الثقة في النخب السياسية والقوى التقليدية.

رغم المشهد المأسوي الذي سيطر على الأوضاع في اليمن والمؤشرات غير المبشرة، إلا أنه لدينا إيمان قوي في أن الأحداث الصعبة تخرج رجال أشداء، والرجال الأشداء يصنعون مستقبلا مشرقا للأوطان، وهذا ما يدعو للتفاؤل رغم كل المآسي والأوضاع المزرية التي تحيط بنا.

كل عام وانتم في خير وسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى