الرياضة السياسية!

> كتب: بدر بالعبيد

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
* بشهادة رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، هناك جرائم غسيل أموال، وهناك الكثير من الأدلة لدى السلطات القضائية الأوروبية التي تثبت أن جرائم غسيل الأموال التي تجري من خلال عمليات تجارية رياضية بحتة، ويتم التمويه على جهات الكشف الأمنية لتلك الجرائم بشكل محترف وممنهج .. وأقول هذا إن لم تكن تلك الجهات مخترقة أساساً وشريكة.

* أما عن طبيعة عمليات غسيل الأموال فقد يكون إعادة تدوير الأموال الناتجة عن الأعمال غير المشروعة في مجالات وقنوات استثمار شرعية لإخفاء المصدر الحقيقي لهذه الأموال، أو أن يكون المال من مصدر مشروع ويتم إنفاقه في مصدر غير مشروع، مثل تمويل العمليات الإرهابية أو شراء الأسلحة الغير مشروعة أو تدشين أحزاب سياسية لها أجنداتها وتوجهاتها الغير سوية وكذا الغسيل والتبيض .. إلخ.

* ومن هنا نستنتج علاقة الرياضة بالسياسة، وكيف تعمل الرياضة لخلق أجواء سياسية وتلميع السياسيين بمكياج الوطنية الصرفة، وتقديمهم كأبطال قوميين، ودعمهم بقاعدة جماهيرية تبدأ باستقطاب السواد الأعظم من المجتمعات "شريحة الشباب" أما كيف يتم ذلك؟ فيتم من خلال إدعاء تلك الجهات الرياضية بتبني خطط تنموية تحقق ما يعتبر بمثابة بناء للإنسان يبدأ بممارسة الرياضة كنشاط بدني إلى ممتهن ومستثمر ومشجع فمتحزب وموالي وتنتهي بجعله يؤدي دورا سياسيا يخدم على نحو ما المخططين الاستراتيجيين لذلك، وهو ما قد يبرر نفوذ وتسلط تلك الشخصيات والمكونات والحكومات، وهذا هو داء الرياضية اليمنية في تصوري فقد تحولت الكيانات والأندية واللجنة والاتحادات الرياضية غالباً إلى أحزاب وتكتلات تتخندق لتلك التوجهات وتدافع عن تلك الجهات حتى وإن تضررت وتضرر رياضيوها ومنسوبوها.

* كتبت هذا المقال ولم أكن في مزاج جيد إلى الحد الذي يجعلني أنتقي الكلمات وأصيغ الجمل الشيّقة لأقدم لك عزيزي القارئ مادة ترتقي لذائقتك الكريمة، كما أنني لا أستطيع تأخير المقال عن وقته، وكله بسبب قراءتي قبل الكتابة لخبر تكليف اتحاد الكرة اليمني بتشكيل لجان تشرف على تكريم منتخب الناشئين اليمني، تخيل حتى الفرح جعلوا له معايير وكأنهم يستكثرون على شعبهم الفرحة المطلقة بإنجاز لا يذكر على خارطة الرياضة الآسيوية فضلاً عن العالمية، في الوقت الذي يتزامن مع كمية التفاؤل ببداية ⁦‪عام‬⁩ ميلادي ⁦‪جديد‬⁩ الذي يُشكّل للعالم تاريخ معاملاتهم وحياتهم، ويجدون الفرصة من خلاله كمناسبة فرح وسط هموم الحياة ومصاعبها، فضلاً عن معاناة الحروب المدمرة .. بئسًا لهكذا تسلط ودكتاتورية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى