إن لم تحافظوا على الرياضيين.. أحسنوا تسويق المنتج!

> تعتبر نيجيريا رئة أوروبا ، كيف لا ومعظم الأندية الأوروبية تتنفس من خلالها باستقطاب أعداد كبيرة من رياضييها، وتعد مصنع كبار لاعبي كرة القدم، وأكبر مصدّر لهم حول العالم.
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد


حجر الزاوية في استراتيجية التسويق للاعب النيجيري صنعتها المنظومة الرياضية النيجيرية من خلال تقديم منتخب نيجيري على أعلى مستوى فني رغم الظروف الصعبة حينها ، لذلك عندما قدم نفسه في أول ظهور له في مونديال أمريكا 1994م كان مبهراً ، وحظي باهتمام عشاق الساحرة المستديرة ، ثم قارع كبار القوم في استحقاقات لاحقة أمثال العمالقة (البرازيل والأرجنتين) في عزهما الكروي.

ولا شك أن كرة القدم اليوم تعتبر صناعة وعلماً ، فالدول التي تهتم بنشر وتنمية قدرات ممارسيها والاستثمار في المميزين منهم ، وفق استراتيجيات عمل واضحة المعالم ومرسومة الأهداف هي من تحقق النجاح، فلا شيء يأتي بالصدفة ، والأخذ بتجارب الآخرين كذلك يختصر الكثير من الوقت والجهد خصوصاً إذا البيئة والظروف مشابهة، كما أن المحاكاة يجب أن تبدأ من حيث ما انتهى إليه الآخرون.

ما سبق يقودنا إلى سؤال هام هو : المنظومة الرياضية اليمنية ماذا قدمت لرياضييها ، منذ أن توحدت في فبرايرعام 1990م؟ Nothing .. هناك من سيغضب من هذا السؤال وسيذهب باتجاه آخر سيقول : يا أخي نحن في حرب؟! مع أن سؤالي واضح!! ومع ذلك سأجيب : حتى بعد أن دخلت البلد في الحرب يا عزيزي وساءت الظروف كان بالإمكان تحويل التحديات لمكاسب ، لو أن هناك أهدافاً محددة مسبقاً تُبنى عليها استراتيجيات العمل الرياضي خلال تلك المرحلة فعلى سبيل المثال من الفرص المحققة توقيع اتفاقيات تفاهم وتعاون مشتركة فور نشوب الحرب وتوقف النشاط ، تكون مع الدول المتقدمة رياضياً ، والدول التي تمتلك منشآت رياضية بأعلى المعايير ، تُعنى بالرياضي بالدرجة الأولى، خصوصاً أن عدداً من الدول العربية كانت على استعداد بدعم الرياضي اليمني والمنتخبات اليمنية عموماً، إلا أن أهواء القائمين على المنظومة الرياضية اليمنية (اتحاد ووزارة) الحزبية حالت دون ذك، وهذا العائق الحقيقي لرياضة اليمن في تصوري، لأن من يقود السفينة الرياضية اليمنية هم رجال سياسة وأحزاب ولهم قراءاتهم المختلفة.

حالياً 9 لاعبين محترفين فريق أول موزعين على سبعة أندية ، وأربع دوريات عربية : (الاتحاد العماني، أسوان المصري، شباب المحمدية المغربي، الميناء العراقي، البحري العراقي، الصناعات الكهربائية العراقي، وسامراء العراقي) حصيلة توقف النشاط وظروف الحرب ، وكلها تجارب متواضعة جداً ، لا ترتقي لمعنى احتراف يكون له العائد الفني والمالي الذي يعول عليه فعلياً، خصوصاً أن البلد ولادة مواهب، وتحتاج فقط إتاحة الفرصة والدعم.

ولكن ، أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً ، دوري عدن الممتاز وبقية أنشطة المحافظات شمعة الأمل التي تلوح في الأفق، ويجب أن يستشعر هذا الاتحاد وتلك الوزارة المسؤولية الأخلاقية، قبل المسؤولية المهنية، ويقوموا بالمهام المنوطة بهم كما يجب، وأن يغيروا من نمط تفكيرهم بحيث لا يمكن بأي حال أن تحل الحسابات السياسية، بديلاً عن الحسابات الرياضية المرنة ، لأن الناتج سيكون خاطئاً بالتأكيد ، وأن لا يتحسسوا من دائرة الشباب والرياضة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي لولا دعمها ومساندتها بعد فضل الله ، أمنياً ، إدارياً ، مالياً ، معنوياً، وإعلامياً ، لما حقق (منتخب الناشئين) لقب غرب آسيا ، الذي لازالوا يحتفلون به حتى كتابة هذا المقال ، والذي قد يكون نواة وأرضية صلبة يُبنى عليها ، وأن لا يناصبون العداء أية جهة تحاول المساعدة ، فالمنظومة الرياضية ليست ملكية خاصة ، والرياضيون ليسوا عبيداً لأحد ، أو أدوات لكيان يسيرها كيفما شاء ، وإنما المنظومة الرياضية ملكاً للدولة والرياضيون جنوداً للوطن.

كن بخير عزيزي القارئ حتى ألقاك بمضمار رياضي جديد الأسبوع القادم إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى