​ماذا يحدث في البريمير ليج العدني

> بدر بالعبيد

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
* عام 1964م في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو حينها، التقى منتخبا الأرجنتين والبيرو في العاصمة البيروفية (ليما) بحضور جماهيري كثيف وتقدم المنتخب الأرجنتيني بهدف واستطاع المحافظة على هذا التقدم، حتى قبيل نهاية المباراة بدقيقتين تمكن المنتخب البيروفي من تسجيل هدف التعادل ، وكادت أن تنتهي المباراة بهذه النتيجة لولا أن الحكم ألغى الهدف، وتسبب ذلك في حدوث هيجان بين الجماهير تطور لواحدة من أسوأ حالات شغب الملاعب في التاريخ، نتج عن هذا الشغب مقتل نحو 300 مشجع .. وحدث كذلك عربياً عقب مباراة جمعت الترجي والإفريقي التونسيين عام 2004م، حيث قتل أكثر من 30 شخصاً.

 * ولم يتوقف الأمر على الشغب وقتل المئات من الأبرياء، بل نشبت حروب أسبابها التعصب الأعمى والشغب الأهوج، ففي مباراة كرة قدم جرت بين السلفادور والهندوراس في تصفيات كأس العالم 1970، تسببت أحداث تلك المباراة في تصاعد حدة التعصب الرياضي بين جماهير المنتخبين ، إلى درجة أن اندلعت الحرب بين الدولتين بعد المباراة مباشرة ولمدة أربعة أيام متواصلة ووصل عدد القتلى في هذه المهزلة إلى ما يقارب ثلاثة آلاف شخص ، وسُميت لاحقاً بحرب كرة القدم .. نعم هذا ما حصل بالفعل وأسبابه كما أسلفنا التعصب وتغذيته بقصد أو بدون .. بالتأكيد الانتماء احتياج إنساني قوي ، ربما لا يصمد أمامه كثيرون ، لذا يجب أن يستغل قبل أن يتحول إلى التعصب اللا محمود ، نسلط الضوء على الجوانب الإيجابية المشرقة في هذه العملية ، فهي طاقة كامنة وقوة في أعماق الجماهير ، نستطيع أن نخلق منها أداة لدعم الأندية والرياضة في نفس الوقت وبالشكل الصحي. 

 * أحزنني كثيراً ما حصل في (البريمير ليج العدني) من أحداث صاحبت ديربي العاصمة الحبيبة (عدن) بين فريقي ناديي الوحدة والتلال ، أعرق الأندية في المنطقة تأسيساً وحضوراً ، وللأسف بعد جهود عظيمة بُذلت وتُبذل من قبل الجهات المنظمة ، أوشكت على التتويج بدوري صنع ويصنع قيمة فنية كبيرة جداً ، ستُقطف ثمارها مستقبلاً وستشاهدون نتائج مبهرة لأن مثل هذه المشاريع تحتاج صبراً ومثابرة وإيماناً كبيراً دون شك ، إلا أن ما حدث لا ينم عن تحمل مسؤولية ، ولا عن حب أو انتماء للكيانات الرياضية ، أو للكرة العدنية على وجه الخصوص ، ولا يمت بصلة للرياضة النزيهة الشريفة قاطبة.

 * وحتى نقدم حلولاً ناجعة ، يجب أن نقف على المسببات والدوافع قبلها حتى نشخص الحالة بطريقة سليمة ، أهم العناصر التي تُسهم بشكل مباشر في تغذية هذه الحالات هي : إدارات الأندية ممثلة في (رؤساء الأندية وأعضاء الشرف وحتى بعض الإداريين) ، من خلال التصريحات اللا مسؤولة التي قد يكون في ظاهرها منفعة للنادي وفي باطنها ما الله به عليم .. إضافة إلى (الإعلاميين) في جميع مواقعهم الذين لهم دور في ما يحدث ، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الصحف، وأقلام الرياضيين، وحتى القنوات الفضائية، لما لهذه الآلة من تأثير كبير في شحن الجمهور الرياضي ، وتوجيهه بالطريقة السلبية ، التي تكون نتائجها وخيمة على الجميع ، فالإعلام سلاح ذو حدين، ثم مربط الفرس (روابط المشجعين) ، التي يفترض بها أن تكون القدوة وأن تشحذ الهمم لمؤازرة فرقها وتحفيز لاعبيها بلغة حضارية توازي عراقة وتاريخ فرقها العظيمة.

 * بهدوء حتى نصل إلى صيغة أمثل نحد بها من غلواء التعصب، يجب أن يعلم الجميع وتحديداً في عدن الجميع من حولكم لا يريدون لكم هذا الخير ولا يريدون استمرار هذا النشاط ، ولا يريدون لكم الحصول على هذا الدعم من إخوانكم وأبنائكم في دائرة الشباب في الانتقالي الجنوبي ، فهذا الدعم والحراك الرياضي ، في ظل العجز والوضع الشائك لبقية الجهات الرسمية، يُشكل لهم هاجساً مخيفاً ففيه يتبلور نموذج ناجح سيجير للجميع رياضيين ومسؤولين وإعلام وروابط وجمهور، وكل الجهات ذات العلاقة والثمرة (قيمة فنية) سيكتب لكم التاريخ الشراكة في صنعها.

الخاتمة
 * أناشدكم بالله أن تثقوا في الجهات المسؤولة عن هذه البطولة وأن ترصوا الصفوف خلف لجان مسابقتكم الذين هم من أبطال العرب وقبلها هم أبناؤكم وإخوانكم اجتهدوا ووضعوا اللوائح ، وسعوا جاهدين لنجاح هذه المسابقة ، لأن نجاحها يُجير لهم ولكم بالدرجة الأولى ، ولديكم حكام بشر يخطئون ويصيبون ، وهذه طبيعتنا، وبالنهاية كرة القدم فوز وخسارة ، فلا تنظرون للنتائج الوقتية ، وتنسون المكتسبات الأهم من هذا الحراك ، والمبالغ الكبيرة التي تُضخ لأجله ، والجهود التي تُبذل لتأمينه في زمن الحرب، ففي النهاية القيمة الفنية لأنديتكم وأبنائكم ، والأهم (سمعة الكرة العدنية الجنوبية) .. يا سادة فوتوا الفرص على المتربصين والمخربين الحاقدين والقرار لكم .. أستودعكم الله .. وإلى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى