عدن على موعد مع أكبر صرح طبي تعليمي بأحدث المواصفات العالمية

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

>
  • المشروع سيوفر بيئة تعليمية لتأهيل خريجي كلية الطب ودعم البحوث الطبية
  • تكلفة المشروع 100 مليون دولار بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي
  • وثائق المناقصة وفتح المظاريف في أبريل القادم
يعد مشروع بناء مستشفى عدن التعليمي الجامعي التابع لجامعة عدن بمنطقة الحرم الجامعي بمدينة الشعب بالعاصمة عدن، إنجازًا كبيرًا وضخمًا على مستوى اليمن، والذي سيتم تشييده على أحدث المواصفات العالمية في فترة تستغرق ثلاث سنوات.
ويعتبر هذا المشروع الحيوي الممول من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والذي سوف يوفر بيئة تعليمية لتأهيل خريجي كلية الطب في جامعة عدن، ودعم البحوث الطبية فيها، وسيخدم المجتمع بشكل عام، وأثره الإيجابي على العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها نظرًا لحاجة عدن إلى الدعم والنهوض في القطاع الصحي.

خلال هذا الشهر تمت الموافقة من قبل الجهة المانحة ممثلة بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وأذنت وزارة التخطيط والتنمية بإعلان المناقصة للبدء بإجراءات تنفيذ المشروع، وذلك بعد تعثر دام لسنوات نتيجة الأحداث التي مرت بها اليمن وتوقفت الجهات المانحة في التواصل مع الجهات المعنية للبدء بالمشروع.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور أبوبكر بارحيم، مدير مركز الاستشارات الهندسية ومدير وحدة تنفيذ المشروع: "بأن مشروع بناء المستشفى التعليمي الجامعي يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية والهامة، والتي توليها القيادة السياسية والدولة اهتمامًا كبيرًا لما يمثله هذا الصرح التعليمي من أهمية بالغة في المجتمع في تأهيل
د. ابوبكر بارحيم
د. ابوبكر بارحيم
الكادر الوطني أكاديميًا ومهنيًا، وبما يلبي احتياجات المجتمع في المجالات الطبية، كما أن رئيس الجامعة د. الخضر لصور بادر فعلًا بحثِّ المعنيين على الإسراع بالبدء في تحريك عملية اتخاذ الإجراءات المتطلبة في اعتماد وثائق المناقصة التي أخذت فترة محددة بعد توقيع جامعة عدن مع الشركة الاستشارية التي تم ترشيحها وفق المناقصة، حيث تقدم عدد من الشركات الاستشارية، وقد أرسيت المناقصة على شركة (أربتيك جردانة)؛ وهي شركة متخصصة بتسيير أعمال الإشراف على تنفيذ أعمال المشروع، كما قمنا بإعادة تحديث البيانات المتعلقة بالمناقصة بما يتلاءم بالفترة المحدثة أخيرًا. والمشروع من خلال ما صُمم له سوف يخدم عدن والمناطق المجاورة، وبنفس الوقت سيؤدي رسالة تعليمية لطلابنا بكلية الطب، وتكلفته حوالي مائة (100 مليون دولار)، يتسع لـ 400 سرير، وهو مشروع يخدم جامعة عدن بدرجة أساسية، وذلك المسمى الذي أطلق عليه، وهو مسمى المستشفى التعليمي الجامعي، طبعًا بموافقة الجهة الممولة في أن تكون جامعة عدن هي الجهة المشرفة عليه".

واستعرض د. بارحيم، سير الإجراءات والمتابعات مع كل من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بعد إتمام المصادقة على وثائق المناقصة التي تم تحديثها ومراجعتها بالقول: "تم تحفيز المشروع في عام 2016م، بعد تعثره نتيجة للأحداث التي مرت بها اليمن منذ 2011م وحتى 2022م، نتج عن ذلك أن الجهات المانحة توقفت في التواصل مع الجهات المعنية والذي هي وزارة التخطيط، وبدأت الوتيرة تزداد بعد عام 2016م بعد تجهيزنا للبيانات وتحديثها إلى أن وصلت إلى مرحلتها النهائية، وذلك بعد موافقة الجهة المانحة ممثلة بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على جميع وثائق المناقصة، وتلك الموافقة تمت بالتنسيق مع وزارة التخطيط للإذن بإعلان المناقصة التي تم إنزالها في الصحف المحلية في 8 و9 يناير من هذا العام، وفي صحيفة "الشرق الأوسط" في 10 و11 من هذا الشهر".
من وثائق المشروع المصادق عليها من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
من وثائق المشروع المصادق عليها من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي

مضيفًا: " نحن كجهة استشارية في جامعة عدن ممثلة بمدير الوحدة، وبالتنسيق مع رئيس الجامعة تم وضع برنامج زمني لتسيير هذا المشروع بعد الإعلان، كما سيكون هناك موعد الاجتماع التمهيدي للمتقدمين في المناقصة في بداية مارس القادم، وتنفيذ فتح المظاريف بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر، يعني مع نهاية شهر أبريل من هذا العام، ومن ثم سيتم تسليم الجهة الفائزة في المناقصة للأرض المخصصة لها في الحرم الجامعي بمدينة الشعب".

كما تطرق د. بارحيم، إلى إجراءات فتح المظاريف، وموعد تنفيذ المشروع، والجهة المشرفة على إدارته، والتنسيق بين الجهات المعنية، قائلا: "حُدد فتح باب المظاريف في أبريل القادم، وهناك لجنة مهمتها مراجعة الوثائق، وستبث خلال الشهرين، وربما مع نهاية العام وبحسب المخطط بعد فتح المظاريف سيتم بدء تنفيذ المشروع، وذلك من خلال لجنة فنية مهمتها مراجعة الوثائق ربما تأخذ شهر إلى أن تبث فيها الجهات المعنية بالمناقصة إلى شهر أغسطس، ومع نهاية العام سيبدأ عملية تنفيذ أعمال المشروع، ونتوقع البدء في تنفيذ المشروع في يونيو أو يوليو القادم، وجامعة عدن هي الجهة المخولة بالإدارة والإشراف على المشروع، وهي من شروط الجهة الممولة لابد للجامعة أن تستعين بجهة استشارية في عملية المرحلة الأولى من تشغيل المستشفى حتى تكتسب إدارة الجامعة والمعنيين فيها الخبرة اللازمة بإدارة المستشفى، كما ستكون هناك جهات أخرى استشارية حسب توصية الصندوق العربي في المرحلة الأولى حتى يتمكن طاقم جامعة عدن في التدريب والتأهيل، وفي اعتقادي سيكون هناك تنسيق متبادل بدرجة أساسية مع وزارتي التخطيط والصحة، لكن الجهة المخولة بالإشراف هي جامعة عدن، وهذا نعتبره مهمة وطنية ستقوم الجامعة بتحملها للمشروع لإنجاحه".

وعبر د. بارحيم، عن أمله في أن تستجيب الجهات الرسمية العليا لإنجاح المشروع، بالقول: "لابد من تكاتف كل الجهات المعنية ممثلة برئاسة الدولة وأيضًا رئيس الوزراء ومحافظ عدن على دعم هذا المشروع الاستراتيجي التي تعول له جامعة عدن بشكل خاص والوطن بشكل عام".
وأفاد في سياق حديثه للمشروع بأن لدى الجامعة مشاريع مستقبلية في منطقة الحرم الجامعي والذي هي بناء كلية الطب الحديثة بجوار المستشفى التعليمي.

وختم مدير مركز الاستشارات الهندسية ومدير وحدة تنفيذ المشروع: "نتمنى لهذه المشاريع أن ترى النور في الفترة القادمة، ونتمنى لبلادنا الاستقرار للبدء في عملية التنمية الصحيحة".
يشار إلى أن بناء المستشفى الجامعي سيكون بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بمبلغ يقارب 100 مليون دولار، وبطاقة استيعابية تصل 400 سرير، وتقدر مساحته بـ 134,750 مترًا مربعًا وبطول 550 وعرض 245 مترًا، مع مساحة إضافية بطول 290 مترًا، وعرض 130 مترًا.

فيما يعوَّل أن يكون المستشفى مكانًا متكاملًا لبرامج التعليم والتدريب والتأهيل لطلاب الدراسات العليا والتخصصات الطبية، ومركزًا للبحث السريري والأساسي، كما أنه سيخلق تعاونًا مع المستشفيات الأخرى غير التعليمية لحث الأطباء لإجراء البحوث، كما أنه سيعمل كمركز لبرامج البحوث في المجتمع.

المستشفى يتكون من مداخل عدة، منها مدخله الرئيس، ومدخل للطوارئ، ومدخل للخدمة، ومدخل للإقامة، ومبنى المستشفى الرئيس يتكون من أربعة أدوار، الدور الأرضي ويشمل أقسام العلاج الإشعاعي، وعلم الأورام، والمغسلة، وإدارة المستشفى، ومبنى الإفاقة، والعيادات الخارجية، والحراسة، وثلاجة الموتى، والصيدلية، وتحضير الأدوية والمستودعات، وقسم تعليمي، ومبنى علم الأمراض، والطوارئ، ومبنى التصور (IMAGING)، والمطعم. والدور الأول ويشمل أقسام عمليات القلب المفتوح، والعلاج التاجي، وحديثي الولادة، واللجنة الاستشارية، والتعليمية وغيره. والدور الثاني ويشمل أقسام، الرقود، وجراحة الرجال، والأطفال، والقسم التعليمي. والدور الثالث يشمل جراحة النساء، ورقودهن، والتوليد، وأمراض النساء، وقسم تعليمي. كما سيضم في المشروع مباني سكنية للأطباء والممرضين ومسجد، وتوسعات لمباني إضافية في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى