إنها عدن يا أقلام البيسة

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
أثبتت الأحداث التي رافقت مباراة ديربي الكرة الجنوبية بين الوحدة والتلال أن بعضًا ممن في قلوبهم مرض افتقدوا بوصلة الرؤية عند تعاطيهم مع فوضى ركلة الجزاء، فكان حالهم مع الخيبة كحال خراش الذي تكاثرت عليه الضباع فلم يدر ما يصيد.
والذين تطايرت الشماتة من عيونهم وانتقلت شظاياها إلى مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا استبدلوا أساسيات النقد الهادف والبناء بادعاء سلبي موتور مصلوب تحت القول إن هؤلاء المفلسين يدعون وصلًا برياضة عدن وعدن لا تقر لهم بذلك.

ما حدث من تجاوز في الدقائق الأخيرة لمباراة الجارين والقطبين الكبيرين لا نرضى به ولا نقبله أيا كانت مبررات انفلات الأعصاب وأيا كان قرار الحكم، هذا الانفلات من الجهاز الفني واللاعبين ونفر من الجمهور ندينه ونستنكره ونشجبه ونطالب بمحاسبة من افتعل المشكلة، لكن حتى هذا الانفلات وحالات الخروج عن النص تحدث في أحسن أحوال ديربيات العالم، وديربي عدن ليس استثناء ولا يمكن أن يشذ عن القاعدة العالمية.

ومن شاهد أحداث المباراة إلى ما قبل تعكير صفوها قبل خمس دقائق من النهاية، سيشهد أن جو ملعب الشهداء كان بديعًا ودنيًا مدرجات جماهير الفريقين كانت ربيعًا، والمستوى الفني كان مزيجًا من الاستحواذ التلالي المثير والتربص الوحداوي الخطير، لكن قاتل الله الأطماع التي قلبت أحداث المباراة رأسًا على عقب.

يستطيع التلال أن يغضب على نفسه ويلوم ذاته لأنه رفض حسم الديربي مبكرًا، ليس لأن هدافه أحمد ماهر أهدر ركلة جزاء في الشوط الأول فقط، ولكن لأنه فشل في تحويل استحواذه إلى نتيجة تسمح له بالتهام أخضر جهيش مليان بالهناء والشفاء، لهذا جاء العقاب فوري بركلة جزاء للوحدة تسببت في غضب تلالي عارم اختلط فيه حابل الجهاز الفني التلالي بنابل لاعبيه وجمهوره المتحمس، وإذا غضبت عليك بنو تميم.. حسبت الناس كلهم غضابا.

بعد النهاية غير الطبيعية للمباراة توقعت أن تخوض مختلف الأقلام سباقًا في كشف ما حدث بشفافية وعقلانية دون الطعن في هوية الكرة العدنية، لكن هالني أنني تابعت أقلامًا متشنجة تحرض ولا تبرر، تتشفى في دوري عدن ولا توضح، تنتقد بموس الحلاقة ولا تلتزم بخط رجعه، تقود هجمات مرتدة غبية بدعوى التحريض على دوري عدن ورياضة عدن وجماهير عدن.

صحافيون طول بعرض انعقدت ألسنتهم في حلوقهم ولم يعلقوا على تسييس أندية صنعاء للرياضة، ونفس أقلام البيسة انتفضوا ضد رياضة عدن لمجرد مشكلة بسيطة افتعلها نفر في لحظة طيش، وقالوا في دوري عدن ما لم يقله العربان في الفياجرا.
أقلام تجمدت مشاعرها وتجاهلت الخوض في (عسكرة) ملاعب صنعاء، ونفس أقلام الزفة التهبت مشاعرها وهاجت شجونها لأن نواياهم كانت مبيتة ضد رياضة عدن، شخصنوا ما حدث في مباراة الجارين الوحدة والتلال على ما يشتهي الوزان، وهات يا تقطيع في رياضة عدن وجماهير عدن وأندية عدن الرائدة.

الذين رقصوا فرحًا بما حدث في الدقائق الأخيرة من فوضى هم أنفسهم الذين يقودون حملة مدفوعة الأجر من (الشهبندر) وبعض السياسيين الأغبياء لتشويه رياضة عدن والنيل من دوريها الجميل، هؤلاء المتطحلبون يستبدلون أورام حقدهم على رياضة عدن بدمامل كراهيتهم للجنوب ورياضته.

يا ألف سبحان الله.. نفس الأقلام التي تشرعن الفوضى في صنعاء وتخلق لها مليون مبرر لاستنزاف صندوق الرياضيين، هم ذاتهم الذين طعنوا في كبرياء رياضة عدن، وهم ذاتهم من شككوا في نموذجية التشجيع الحضاري، وهم أنفسهم بشحمهم ولحمهم من يهولون الخطأ ويضخمون ردة فعله، هم أنفسهم من يمارسون دور الشيطان الأخرس مع حماقة تسييس أندية صنعاء وما جاورها ولا تسمع لهم همسة عتاب أو مطالبة بالعقاب.

لاحظوا أن أقلام البيسة الذين أرسلوا قدحهم لرياضة عدن على رأس كبسولة لهدف سياسي بحت هم أنفسهم الذين يولولون ويمارسون دور النائحة المستأجرة مع كل تطبيع رياضي في عدن.

نعم من حقنا أن نجلد المتورطين في أحداث الفوضى التي شوهت المنظر الجمالي للمباراة سواء من حيث سلوك الفريقين داخل الملعب أو من حيث عدم انضباطية نفر من جمهور الناديين خارج الملعب، لكن يجب هنا تسمية الأمور بمسمياتها وعدم خلط ماء الاستقصاد بزيت الانتهازية السياسية سعيًا نحو مآرب أخرى تحركها حوالات منتصف الليل.

كنت دائمًا ولازلت أطالب الجمهور أيا كان انتماؤه بالتحلي بالروح والأخلاق الرياضية تحت أي ظرف، غير أنني بعد متابعة ردود أفعال أقلام البيسة في فنادق الخمسة نجوم أدركت أن هؤلاء الناس عبيد جيوبهم وبطونهم، وأنهم أبعد من أن يجسدوا أمامي شعار الروح والأخلاق الرياضية الذي نطالب به جمهور تعصف به الفوارق الثقافية والنفسية والمعيشية.

وعلى طريقة (عمو فؤاد) شفت ردود أفعال يشيب لها ريش الغراب.. هذا يشتم عدن.. وذاك يسخر من تاريخ رياضة عدن، وثالث يفش غله بجولات آخر الليل وعبادة الإحسان التي تستحي لها العين وينفتح لها الفم فتتضخم معها الأوداج.. هذا حالي وحالكم مع التشنجات والحملات المغرضة التي تستهدف رياضة عدن الأعرق في الوطن العربي عن طريق أقلام ضالة مصابة بداء الحماقة تدعى أقلام البيسة.

الذين كانوا يعدون العدة للنيل من رياضة عدن وتجريدها حتى من ملابسها الداخلية أفرغوا عليها كل قطران حقدهم الأسود، وكان هذا دليل على أنهم بالفعل موجوعون من تاريخ رياضة عدن ويتألمون لعودة الحياة إلى ملاعبها تحت حكم أصحابها.

ظلوا لأكثر من ثلاثين عامًا يدعون الوصاية على رياضة عدن، سرقوا تاريخها جهارا نهارا، وسطوا على بطولاتها لأمر دبر بليل، باعوا تاريخها على الأرصفة، وكبلوها بسلاسل الفساد والتعصب الحزبي، وعندما تنفست الصعداء وخرجت من جلباب الوصاية والأوصياء جن جنون أقلام البيسة فكان أن فتشوا في ورد كلاسيكو الكرة الجنوبية فاتهموا ورد رياضة عدن بأنه أحمر الخدين، وعش رجب أقلام البيسة ترى عجبهم وحقدهم وإفلاسهم وشيطنتهم، ولله في خلقه شؤون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى