"سلاح ليزري دفاعي إسرائيلي جديد".. هل ستبيعه تل أبيب لدول خليجية؟

> ​في تطور جديد لأسلحة الدفاع الجوي، رفعت دولة الاحتلال الإسرائيلي الستار عن منظومة دفاعية جديدة لاعتراض أهداف في الجو بواسطة "سلاح الليزر عالي الطاقة"، مع استعدادها لنقلها لأصدقائها الذين يتعرضون لهجمات بطائرات مسيَّرة وصواريخ بالستية.
وجاء الكشف الإسرائيلي عن نظام الدفاع الجوي الجديد على لسان رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، وهو عن مشروع دفاعي إسرائيلي يحيط البلاد بحائط ليزر ضد الصواريخ والقذائف إلى جانب الطائرات بدون طيار "درون".

والنظام الجديد، وفق ما أكده بينيت، (الأربعاء 2 فبراير الجاري)، هو منظومة اعتراض الصواريخ بالليزر، حيث سيدخل قريباً إلى الخدمة.
وسيمكِّن النظام، حسب بينيت، من "إحاطة إسرائيل بحائط"؛ لحمايتها من الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيَّرة، وغيرها من التهديدات.

وستمنح "إسرائيل" المنظومة الدفاعية الجديدة، كما يؤكد رئيس حكومتها، إلى أصدقائها في المنطقة الذين يتعرضون لتهديدات خطيرة من قِبل إيران ووكلائها، وذلك في إشارة إلى الإمارات التي بدأت تواجه هجمات صاروخية من قِبل الحوثيين.
وجاء الإعلان الإسرائيلي وتأكيد مساعدة أصدقاء دولة الاحتلال بالمنظومة الجديدة، بالتزامن مع فشل الإمارات في التصدي لعديد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي أطلقها الحوثيون على أهداف إماراتية خلال الأيام السابقة.

وتمتلك الإمارات منظومات صواريخ مختلفة، من بينها منظومة الدفاع الجوي "بانتسير S1" الروسية العاملة في صفوف تشكيلات جيش الإمارات.
كما توجد لدى أبوظبي منظومة "باتريوت" الأمريكية، حيث تنتشر في عدد من المواقع المهمة بالإمارات، إضافة إلى وجود منظومات خاصة بالقوات الأمريكية الموجودة بالبلاد في قواعدها العسكرية.

السلاح الجديد
بدأت "إسرائيل"، في يونيو الماضي، إخضاع المنظومة الدفاعية الجديدة للتجارب، وهي عبارة عن سلاح يعمل بتقنية الليزر المحمول جواً، ولديه القدرة على اصطياد الطائرات المسيَّرة من السماء، إضافة إلى أهداف طيران أخرى.
ويتميز الليزر المحمول جواً بانخفاض التكلفة وزيادة الكفاءة في اعتراض التهديدات بعيدة المدى على ارتفاعات عالية بغض النظر عن الظروف الجوية والقدرة على العمل في مناطق واسعة.

وعند إجراء أول الاختبارات على المنظومة الدفاعية، أكدت وزارة الحرب الإسرائيلية أنها حققت سلسلة من النجاحات في اعتراض طائرات مسيَّرة باستخدام نظام ليزر عالي الطاقة محمول جواً.
وتمت الاختبارات على مدار عدة أيام، تحت إشراف "وحدة البحث والتطوير" في الوزارة، إلى جانب شركة "إلبيت سيستمز" وسلاح الجو.

وتعمل المنظومة عبر تثبيت نظام الليزر على طائرة مدنية خفيفة من طراز "سيسنا" لاعتراض "أهداف غير مأهولة على نطاقات وارتفاعات مختلفة"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.
ونجحت التجارب في "اعتراض وتدمير 100% من الطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها في أثناء الاختبار"، وفقاً لوزارة الحرب الإسرائيلية.

وجاءت تلك التجارب ضمن المرحلة الأولى من برنامجٍ مدتُه عام، لتطوير نظام ليزر محمول جواً، من شأنه أن يضيف مستوى إلى نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد المستويات، ويكمل قدرات أنظمة القبة الحديدية "ديفيد سلينغ"، ونظام "أرو".
ويهدف البرنامج الإسرائيلي إلى تطوير "نظام ليزر جوي؛ لمواجهة عدد من التهديدات التي تواجه إسرائيل، من ضمنها الصواريخ بعيدة المدى"، وليس البالونات الحارقة قصيرة المدى التي تطلق من قطاع غزة.

وتوجد خطط لدى جيش الاحتلال لتثبيت النظام الجديد على طائرة أكبر في التجارب المقبلة، ثم على منصات جوية أخرى، واستخدامه في البداية للدفاع، ثم في سيناريوهات هجومية بعد ذلك.
وتعتزم دولة الحتلال في غضون سنوات قليلة، بناء ليزر بقوة 100 كيلوواط بمدى فعال يصل إلى 20 كيلومتراً.
وفي العام الماضي، أطلقت الوزارة ثلاثة برامج لتطوير أنظمة اعتراض بنظام الليزر ذي الطاقة العالي بالتعاون مع الشركتين: الأول هو نظام ليزر أرضي لاستكمال قدرات "القبة الحديدية"، ونظام ليزر مثبَّت في الجو لاعتراض التهديدات فوق الغطاء السحابي وللعمل بمناطق واسعة.

تسويق جديد
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت يوم السبت 5 فبراير، أن الإمارات و"إسرائيل" تناقشان سبلاً جديدة لحماية الإمارات من الهجمات الحوثية التي تكثفت في الشهر الأخير، وضمن ذلك شراء معدات دفاعية إسرائيلية متقدّمة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "ليس من المتوقع أن تعرض (إسرائيل) على الإمارات نظام القبة الحديدية"، الذي يمثل "جوهرة تاج دفاعاتها الجوية".

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي قال إن وفداً من وزارة الدفاع الإسرائيلية زار أبوظبي؛ لبحث دعمها دفاعياً واستخباراتياً عقب هجوم الحوثيين.
وكشف الموقع أن الإمارات أبلغت إسرائيل حاجتها إلى المساعدة في مجال الدفاع الصاروخي والتصدي للمسيّرات.

وحول المنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية الجديدة، يقول الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي: إنها "عبارة عن حزم من الليرز تعمل على اعتراض الأهداف الجوية بدلاً من الصواريخ التي تكون في المنظومات الأخرى كالباتريوت".
ولن يكون بإمكان المنظومة الإسرائيلية الجديدة التي تقوم على الليزر، كما يوضح الشرقاوي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، اعتراض الصواريخ أو الطائرات المسيَّرة أو الأهداف الجوية الأخرى بنسبة 100%.

وسبق أن فشلت دولة الاحتلال الإسرائيلي، حسب الشرقاوي، في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، من خلال منظومتها الجوية "القبة الحديدية"، حيث عملت فقط بنسبة 19%، ولم تحقق نجاحات كبيرة.
وعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، على تجربة المنظومة الجوية الجديدة، وسجَّل إخفاقات، لذلك يقوم حالياً بإجراء تعديلات جديدة عليها، والحديث للشرقاوي.

وبإمكان المنظومة إسقاط الأهداف الجوية عبر الليزر، وفق الشرقاوي، وتحقيق نجاحات في حال قامت بتغطية بعض المنشآت الاستراتيجية، كالقصور، والموانئ، والمطارات، ولكن لا تغطي المجال الجوي بالكامل.
وستعمل "إسرائيل"، كما يتوقع الشرقاوي، على تسويق منظومتها الدفاعية الجديدة التي تعمل بالليزر، في دول الخليج العربي، خاصةً الإمارات، لتحصِّل أموالاً ضخمة من بيعها، بهدف تطوير منظومة جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى