اللهم هل بلغت

> نبيل سالم الكولي

> عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجلا من الأزد على صدقات بني سُليم يُدعى ابن الأتبية، فلما جاء حاسبه قال: هذا ما لكم وهذا هدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك، إن كنت صادقا، ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل، مما ولّاني الله، فيأتي فيقول هذا ما لكم وهذا هدية إلى أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقًا، والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئا بغير حقه، إلاّ لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة، فلأعرفنّ أحدا منكم لعني الله يحمل له بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه، ثم قال: اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، بصبر عيني وسمع أذني.

المسؤولية في نظر الإسلام، تكليفا وليست تشريفا، وعلى القائم بأي عمل يوسد إليه أن يكون أمينا، مراقبا لله سبحانه في السر والعلن، فهو الذي لا تخفى عليه خافية، وألا يدع المجال لنفسه وهواه وشيطانه بأن يسمي الأشياء بغير أسمائها، فيقبل الرشوة على إنها هدية مثلا وليخلوا إلى نفسه قليلا، ويسألها هذا السؤال: ترى هل تهدى إليه هدية لو أنه لم يتبوأ هذا المنصب مثلا، فإذا ما عرف الجواب فليبادر دائما إلى إرضاء مولاه سبحانه، وإن غضب عليه الناس، فما أحلى طاعة الله في غضب عبيده، والويل كل الويل لمن أغضب ربه بطاعة عبيده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى