مجتمع اليمنيين في إثيوبيا تاريخ وازدهار وتمسك بالجذور

> «الأيام» "ميدل إيست آي":

> ​رحلات بحرية بدأت نهاية القرن الـ19..

يؤكد الكاتب عندليب فرازي صابر -في مقال له بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye)البريطاني- أن التاريخ المتشابك والثري والتجارة والسفر المتدفق دائما بين اليمن وإثيوبيا يجعل من الصعب تحديد وصول اليمنيين إلى هذا البلد، المعروف بأديس كما يطلق عليه اليمنيون، خاصة عندما لم تكن الأعمال الورقية واللوائح صارمة.

ونظرا لموقعهم الإستراتيجي عبر البحر الأحمر وخليج عدن من أفريقيا، فقد وصل التجار اليمنيون إلى هذا البلد الأفريقي بحرية أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن العشرين، وعبروا البحر الأحمر ودخلوا عبر موانئ مصوع (إريتريا حاليا) وزيلا (في أرض الصومال الحالية) على الساحل الشرقي.
وأشار الكاتب إلى أن أول رواية موثقة عن الوافدين اليمنيين كانت للشيخ سعيد أحمد بو زارة من حضرموت (التي لم تكن في ذاك الوقت تحت الحكم البريطاني ولا حكم السلطنة) مدعيا أنه كان في أديس منذ عام 1903.

وقبيل وفاته عام 1913، أصدر الإمبراطور مينليك الثاني مرسوما يأمر غير الإثيوبيين بتسجيل بلدهم الأصلي عند وصولهم.

وتم تقسيم اليمن في ذلك الوقت بين البريطانيين بالجنوب وسلطنة القعيطي والكثيري بالشمال، ولذلك أعلن التجار من المنطقة أنهم إما بريطانيون أو قعيطيون، كما كتب عالم الإنثروبولوجيا والأكاديمي سامسون بيزبه.

وعلى الرغم من أن الأرقام لا تزال شحيحة وغير دقيقة، يقول بيزبه إنه كان هناك نحو 800 يمني بريطاني مسجل بحلول عام 1920.

لم يكن هناك أبدا أي توتر بين الإثيوبيين واليمنيين الذين يشعرون أنهم في وطنهم، كما أن الإثيوبيين يشعرون أن اليمنيين منهم.

ومن هؤلاء جد سونيا خالد (55 عاما) والتي تعيش بفيلتها في ليجيتافو على مسافة 25 دقيقة من العاصمة أديس أبابا، عبد الله عبد الرحمن الذي سافر من عدن بجوازه البريطاني واستقر في ديرداوا، وهي مدينة شرق إثيوبيا حيث بدأ العديد من اليمنيين حياتهم الإثيوبية.

وكما يحكي الكاتب، كان عبد الرحمن تاجرا في ذلك الوقت حيث كان يستورد السجاد والبسط من بلجيكا والمجوهرات والخرز من ألمانيا.

وكان هناك الآلاف الذين وصلوا ذلك الوقت وكانت رحلة القارب سهلة، كما تقول سونيا. وكان التجار يجلبون معهم البهارات والحرير من الهند، والجلود من اليمن. وسرعان ما بدأ المجتمع اليمني في الازدهار، وأصبح بعضهم أصحاب متاجر وبائعي حلويات وغسالين وجزارين.

وأولئك الذين غامروا أكثر في العاصمة استقروا في حي عرادة في أديس، وكانوا يصلون في منازل بعضهم البعض قبل بناء أول مسجد (مسجد أنوار) عام 1922 في مركاتو المجاورة. ويوجد الآن 140 مسجدا منتشرة في جميع أنحاء المدينة.

وتحكي سونيا أنه لم يكن هناك أبدا أي توتر بين الإثيوبيين واليمنيين الذين كانوا يشعرون أنهم في وطنهم، كما أن الإثيوبيين يشعرون أن اليمنيين منهم. وهناك آلاف الإثيوبيين في اليمن أيضا.

وختم الكاتب مقاله بأن الجالية اليمنية استمرت في الازدهار السنوات الأخيرة، حيث تعلم العديد من الشباب التحدث باللهجة اليمنية الأصلية من العربية وكذلك الأمهرية، اللغة الوطنية لإثيوبيا. ومع ذلك كان التمسك بالجذور بالنسبة لليمنيين في أديس أبابا -ولا يزال- ضروريا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى